عادي

واقع الصحافة والإعلام على طاولة ندوة الثقافة والعلوم

23:01 مساء
قراءة 3 دقائق

دبي: زكية كردي

نظمت ندوة الثقافة والعلوم بدبي، مساء الاثنين، جلسة نقاشية بعنوان «الصحافة الورقية وتقنيات الإعلام الحديث»، ناقشت خلالها عدداً من المحاور، أبرزها الوضع الراهن للصحافة العربية في ظل المتغيرات الإعلامية الدولية، ووضع المؤسسات المحلية والعربية بالنسبة للتطور الحاصل، والتغيرات المرتقبة بتأثير تطور برامج الذكاء الاصطناعي في مجال الإعلام.

عن الأزمات التي تواجهها الصحافة الورقية، بدأ الحديث مدير الجلسة الإعلامي علي عبيد الهاملي، نائب رئيس مجلس إدارة الندوة، بتسليط الضوء على الواقع الحالي، موجهاً التساؤل حول مستقبل الصحافة الورقية إلى المستشار الإعلامي غسان طهبوب، الذي لفت بدوره إلى أن الحديث عن هذه الأزمات التي تجسّدت في أزمة الورق، ومنافسة مواقع التواصل، وغيرها يبدو مستهلكاً، إلا أنه متحرك وليس ساكناً.

وقال: التكنولوجيا تتطور كل يوم، ونتوقع انعكاس تطور الذكاء الاصطناعي على العمل الإعلامي، وأن تقوم هذه البرامج بمهام التحرير الصحفي خلال العامين المقبلين، بينما تقتصر مهمة المحرر على مراجعة وتدقيق النصوص، وبالتالي، يتاح له إنجاز كم كبير من العمل، وهذا سينعكس بالضرورة على عدد المحررين الذي سوف يتقلص.

واستعرض طهبوب تجارب الصحف العربية بمواكبة تطور التكنولوجيا من حيث إعداد وتأهيل الكوادر العاملة لمسايرة المتغيرات العصرية تبعاً للدراسات التي تلاحق الميول القرائية عند الشباب.

وأشار إلى أن الكيان الإعلامي في الغرب تحرك ضمن هذا السياق متضمناً الإذاعة والتلفزيون؛ حيث حرصت المؤسسات الناجحة على التمييز بين المحتوى الملائم للصحف الورقية عن الذي ينبغي أن يكون مختلفاً في الإلكترونية؛ وذلك المطلوب على مختلف مواقع التواصل الاجتماعي التي باتت تعد منصات مهمة.

وأكد أنه لا يجب الخلط بالحديث عن أزمة الصحافة الورقية بأزمة المهنة، فهي باقية بلا شك، لكن الشكل يتغير تبعاً لمتغيرات العصر. والحل، في رأيه، هو الاستثمار في الجانب الرقمي.

ظاهرة غير المختص

رأى د. أحمد المنصوري، رئيس قسم الإعلام والصناعات الإبداعية في جامعة الإمارات، أن المؤسسات الإعلامية العربية والمحلية لم تتمكن من مواكبة التغيرات التي خلقها التطور التكنولوجي، لهذا أخفقت في المحافظة على جمهورها؛ إذ بقي محتواها الورقي جامداً، على عكس بعض المؤسسات الأجنبية، ولهذا نتجت ظاهرة الصحفي غير المختص (المؤثر).

وقال: لا توجد مؤسسة إعلامية خارج مواقع التواصل، لكنها لا تجتهد بالعمل على جذب الجمهور ومواكبة تطلعاته.

وأشار إلى أن وضع المؤسسات التعليمية ليس أفضل حالاً، فالمناهج الدراسية الخاصة بكليات الإعلام المتخصصة لا تواكب متطلبات المرحلة المقبلة. وأعاد هذا إلى بطء إجراءات تعديل المناهج وتطويرها تماشياً مع المتغيرات التي فرضتها التكنولوجيا ومتطلبات المهنة. ولفت إلى أن برامج الذكاء الاصطناعي التي بدأت تفرز مذيعين افتراضيين وتطور برامج التحرير الصحفي الإلكترونية، ما يؤثر في صناعة الإعلام، ويدق ناقوس الخطر.

بين رؤيتين

قال الكاتب والأديب محمد المر، رئيس مجلس إدارة مؤسسة مكتبة محمد بن راشد آل مكتوم، إلى أن موضوع التكنولوجيا والإنسان أخذ الكثير من الجدل والنقاش منذ زمن. وقال: هناك نقاش بين الفلاسفة والأدباء حول مفهومي «اليوتوبيا»، وهو استخدام الإنسان للتكنولوجيا في القضاء على الفقر والمرض والسفر وغيرها، و«الدستوبيا» ويعني إما سيطرة الآلة على البشر، وإما استطاعة قوى شريرة استخدام التكنولوجيا للسيطرة على البشر، ونحن الآن بين هاتين الرؤيتين.

وأكد المر أهمية تعامل المجتمعات مع الاضطراب في الإعلام الحديث، ومحاولة مواكبة الإعلام التقليدي للمستجدات التقنية والصمود أمام التحديات من خلال المحتوى المميز والتأهيل التقني للإعلاميين وسنّ القوانين المناسبة.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/3stw825s

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"