عادي
البث التدفقي والذكاء الاصطناعي يفجران أزمة الرواتب

إضراب الممثلين يشل هوليوود

15:43 مساء
قراءة 3 دقائق
دخل إنتاج المسلسلات والأفلام في هوليوود، مرحلة جمود كليّ مع بدء الممثلين الأمريكيين إضراباً من شأنه أن يؤدي إلى جانب الإضراب الذي يواصله كتّاب السيناريو منذ أكثر من شهرين، إلى أسوأ شلل في القطاع منذ ما يزيد على 60 عاماً.
وأعلنت نقابة الممثلين أن الإضراب بدأ منتصف ليل الخميس بتوقيت لوس أنجليس، السابعة صباح الجمعة بتوقيت غرينتش، بعد فشل المفاوضات مع الاستوديوهات ومنصات البث التدفقي.
وقالت فران دريشر، رئيسة النقابة التي تنوب عن 160 ألف ممثل وعامل في التلفزيون والسينما: «لم يكن لدينا أي خيار. نحن الضحايا. نحن ضحايا كيان جشع جداً».
ووصفت النجمة السابقة لمسلسل «ذي ناني» هذا القرار بأنه «لحظة تاريخية». وأضافت «إذا لم نقف الآن فإننا جميعاً سيستعاض عنا بالآلات والشركات الكبيرة التي تهمها وول ستريت أكثر منك ومن عائلتك».
وبانضمام الممثلين إلى كتّاب السيناريو المُضربين أصلاً منذ مطلع مايو/ أيار الماضي، تشهد هوليوود حركة احتجاجية مزدوجة لم يسبق لها مثيل فيها منذ عام 1960.
ويطالب الممثلون وكتّاب السيناريو بتحسين رواتبهم التي باتت متدنية جداً في عصر البث التدفقي.
كذلك يسعون إلى الحصول على ضمانات تحول دون استخدام برامج الذكاء الاصطناعي إن كان كتابة نصوص السيناريو للأعمال، أو لاستنساخ أصواتهم وصورهم.
ويشكل إضراب الممثلين ضربة قاصمة للقطاع.
وأعرب تحالف منتجي الأعمال السينمائية والتلفزيونية الذي تولى تمثيل الاستوديوهات ومنصات البث التدفقي في المفاوضات عن «خيبته الكبيرة» لفشلها. وانتقد رئيس «ديزني» بوب آيغر عبر محطة «سي إن بي سي» ما وصفه بمطالب «غير واقعية».
توقُّف الإنتاجات
منذ مايو/ أيار الماضي، تستند فرق الإنتاج القليلة التي قررت الشروع في تصوير أعمالها إلى نصوص اكتملت في الربيع، من دون إمكان إجراء أي تعديل عليها، ومن بينها الجزء الجديد من سلسلة «سيد الخواتم» الذي تموّله «أمازون». لكنّ تصوير الأعمال لن يكون ممكناً من دون ممثلين.
ووحدها بعض البرامج الحوارية وبرامج تلفزيون الواقع قد يستمر بثها.
ويمكن للممثلين وقف عملية الترويج للأفلام المُرتقب إطلاقها هذا الصيف ومنها «أوبنهايمر» لكريستوفر نولان. وأشارت مجلة «فرايتي» إلى أن الممثلين المشاركين في الفيلم غادروا العرض الأول له في لندن الخميس في حركة تضامنية.
وسيترك غياب الممثلين على السجادة الحمراء فراغاً كبيراً. وقد يُقام «كوميك-كون»، وهو أكبر ملتقى لمحبي شخصيات الثقافة الشعبية في العالم، في ظل غياب النجوم اعتباراً من 20 يوليو/ تموز الجاري في سان دييغو.
تهديد «إيمي»
يهدد الإضراب مصير احتفال توزيع جوائز «إيمي» التلفزيونية الذي يُفترض أن يقام في 18 سبتمبر/ أيلول المقبل. ويعتزم القائمون على هذا الحدث أصلاً تأجيله إلى نوفمبر/ تشرين الثاني المقبل أو حتى إلى العام المقبل، على ما ذكرت وسائل إعلام أمريكية.
فمن غير المعروف إلى متى يستمر الإضراب. فالممثلون لم ينفذوا أي إضراب منذ عام 1980. أما آخر إضراب لكتّاب السيناريو فيعود إلى 2007-2008 واستمر مئة يوم، ما تسبّب للقطاع السمعي والبصري في الولايات المتحدة بخسائر وصلت إلى ملياري دولار.
أزمة وجودية
ستكون الحركة الاحتجاجية المزدوجة مؤشراً على أنّ هوليوود تواجه راهناً أزمة وجودية. وفي أواخر يونيو/ حزيران، وقّع مئات الممثلين البارزين بينهم ميريل ستريب وجنيفر لورنس وبن ستيلر، رسالة تفيد بأنّ القطاع السينمائي يواجه «نقطة تحوّل غير مسبوقة».
وأدى ظهور منصات البث التدفقي قبل نحو عشر سنوات إلى تسجيل انخفاض في الأجور التي يتلقاها الممثلون عن كل إعادة عرض فيلم أو مسلسل لهم.
ومن دون هذا الدخل الأساسي الذي يساعد العاملين في المجال السينمائي على الاستمرار خلال مرحلة الاستراحة بين عملين، يؤكّد عاملون كثر في السينما ليسوا من الممثلين أو الكتّاب أنّ مهنتهم غير مستقرة.
ولا يسهم التطور السريع للذكاء الاصطناعي الذي استخدمته «ديزني» أخيراً في تأليف الشارة الافتتاحية بمسلسل «سيكرت إنفايجن»، سوى بتعزيز المشكلة.
التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/4u5s4nz9

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"