عادي
أكد تناول القضايا الكبرى وحشد الجهود والموارد لمصلحتها

طارق علاي لـ الخليج: منتدى الاتصال الحكومي يجمع عناصر التنمية بمنصة واحدة

01:28 صباحا
قراءة 5 دقائق
طارق علاي
من فعاليات المنتدى في دوراته السابقة

الشارقة: «الخليج»
في عام 2012، انطلقت الدورة الأولى من المنتدى الدولي للاتصال الحكومي من إمارة الشارقة، بتنظيم المكتب الإعلامي لحكومة الشارقة، ومنذ دورته الأولى وجد المنتدى اهتماماً كبيراً من الحكومات وصنّاع سياسات الاتصال في العالم أجمع، ومن المؤسسات الرسمية والخاصة التي باتت تدرك، أكثر من أي وقت مضى، أن العلاقة الوثيقة مع الجمهور المبنية على التفاعل والشفافية والحوار، تشكل شرطاً ليس للنجاح فقط، بل والبقاء أيضاً. ونحن نقترب من الدورة الثانية عشرة من المنتدى التي من المقرر انطلاقها في 13 - 14 سبتمبر/ أيلول في إمارة الشارقة، تبرز أمام المتابعين والمهتمين الكثير من الأسئلة عن الأهداف التي تحققت. وللإجابة عن هذه الأسئلة، نحاور طارق سعيد علاي، المدير العام للمكتب الإعلامي لحكومة الشارقة.

انطلق المنتدى الدولي للاتصال الحكومي حاملاً رؤية طموحة وجديدة على المنطقة من الناحية التقنية؛ أين أصبحتم الآن من هذه الرؤية؟

- منذ إطلاق المنتدى ركزت أهدافه، التي ربطت بشكل محكم ومنطقي بين التحديات والفرص، على دور الاتصال الحكومي في تناول القضايا الكبرى وحشد الجهود والموارد لمصلحتها، وتعريف المجتمعات بدورها ومساهماتها فيها، ودوره أيضاً في المنطقة في ترسيخ الشراكات وبناء أطر التعاون، محلياً وإقليمياً، من أجل تحقيق الرؤى الطموحة لمجتمعاتنا العربية والخليجية، ليصبح المنتدى نقطة انطلاق حراك تطوير منظومة الاتصال الحكومي وثقافته، بما يوفره من منصة معرفية عالية المستوى في كل عام.

الأهداف الإنمائية

وفي الوقت الذي لم يغفل فيه المنتدى مساندة الأهداف الإنمائية للأمم المتحدة، وبحث سبل تطوير دعمها وحشد جهود تطبيقها، عمل على استثمار الفرصة التي أتاحتها تطورات العلوم والتكنولوجيا، لدعم أدوات الاتصال والتواصل، ونشر المفاهيم الجديدة لدور البيانات والمعلومات لتحقيق التنمية والتخطيط للمستقبل.

لقد توفرت إمكانية التواصل الأفقي بين المؤسسة الرسمية والجمهور، وبين المؤسسات بشكل عام، والمجتمع، وأصبح الحوار الفكري والمعرفي متاحاً، ويتم لحظياً بين مجتمعات العالم. وفي المنطقة، شكلت الاستراتيجيات التنموية الطموحة التي أطلقتها الكثير من البلدان العربية، ودول مجلس التعاون الخليجي بشكل خاص، وباتت تعرف بالرؤى المحددة بإطار زمني معين، فرصة كبيرة أمام الاتصال الحكومي، ليثبت إسهاماته الكبيرة في دعم وتحقيق طموحات الشعوب.

كيف تنظرون للأهداف التي حققها المنتدى حتى الآن، وما آثاره في قدرة المؤسسات الرسمية والخاصة في سياق تطوير علاقاتها مع الجمهور؟

ملاحظة التنامي

- نستطيع القول إن المنتدى أرسى قواعد متينة لمنظومة الاتصال ومهاراته بغايات معروفة، وأسهم في تغيير النظرة السائدة عالمياً عن الاتصال الحكومي، ونجح في أن يستبدل بالخطاب الرسمي، الحوار التفاعلي بين الجمهور والمؤسسات. ولدينا اليوم أدوات ومنصات اتصال تجعل الحوار اللحظي بين المؤسسة وعملائها ممكناً وسهلاً، وعلينا استثمار ذلك، وبالفعل بتنا نلاحظ تنامياً في اهتمام المؤسسات بالحوار التفاعلي مع الجمهور، وهي نماذج الاتصال البارزة التي نسعى لتكريمها في كل دورة من دورات جائزة الشارقة للاتصال الحكومي.

وعلى ذكر الجائزة التي لا يمكن فصلها عن المنتدى لكونها إحدى أهم مبادراته وأدواته، أصبحت لدينا اليوم معايير عالية لممارسات الاتصال الحكومي، هذه المعايير ترسخت بفعل المنتدى وندواته وحواراته، وبفعل معايير الفوز في الجائزة نفسها، ونحن مستمرون في تطويرها لتواكب مستجدات هذه المرحلة، وما بعدها.

من يتابع المنتدى يلاحظ أنه ليس تقنياً بحتاً، بمعنى أنه ليس مقتصراً على تقنيات الاتصال ومهاراته وأدواته؛ كيف تصنفون هويته وسط هذا الكم الكبير من الفعاليات المتشابهة؟

الفعاليات المتنوعة

- في العالم والمنطقة، هناك كم كبير من المنتديات والفعاليات المتنوعة، بموضوعاتها وأهدافها، فمنها ما يتناول تقنيات الاتصال فقط، ومنها يتناول الصحافة والإعلام، وغيرهما يتبنى قضايا التنمية، أو قضية منها على الأقل. ويتفرد المنتدى بأنه يجمع كل هذه العناصر التنموية على منصة واحدة تحت عنوان رئيسي هو «الاتصال الحكومي».

وعمل المنتدى على دراسة التحديات التي تعوق عملية تطوير الاتصال الحكومي وتقدم المجتمعات وسبل معالجتها، مع التركيز على استقطاب أفضل الممارسات العالمية، وآخر التطورات التي تدعم جهود التنمية، بما فيها الموارد والاستدامة والموارد البشرية، وصولاً إلى معادلة الاتصال الحكومي التنموي.

العنصر الحاضر

وتمكّن المنتدى من الوصول إلى الربط بين كفاءة الاتصال وتحقيق الغايات، وتأكيد دور الاتصال الحكومي بأنه ليس مجرد قناة للبيانات الرسمية ذات الصلة بالسياسات والتوجهات المؤسساتية الذاتية، ليكون تشاركياً ومساهماً في معالجة التحديات، ووضع المؤسسات أمام مسؤوليات شاملة. لقد أثبت المنتدى أن الاتصال هو الرابط المشترك بين كل شيء، وهو العنصر الحاضر في كل معادلة.

هذا التكامل بين عنصري الثقافة والتقنيات في منظومة الاتصال؛ كيف يخدم مجتمعاتنا العربية بشكل عام، ومجتمعات دول مجلس التعاون الخليجي، بشكل خاص؟

- تواصل مجتمعاتنا العربية بقيادة مؤسساتها الرسمية جهودها من أجل تحقيق التنمية والتغلب على التحديات، الاجتماعية والاقتصادية والثقافية، التي تعوق طريق النمو والاستدامة، في الوقت نفسه تحظى هذه المجتمعات بالموارد والعقول البشرية المهمة جداً، ولديها كذلك مخزون كبير من الحضارة والتراث والثقافة الذي يحفز العمل من أجل الارتقاء بمساهماتها في مسيرة تقدم العالم، جنباً إلى جنب مع تحقيق طموحاتها الخاصة.

وفي مجتمعات الخليج العربي، هناك خصوصية لا بدّ من الإشارة إليها، وهي أنها تتّسم بسرعة التطورات الاقتصادية والتحولات الاجتماعية والثقافية، وقد تكون التحولات التي تشهدها مجتمعاتنا في الخليج العربي هي الأسرع في العالم، نتيجة الدعم الرسمي والرعاية التي توليها المؤسسات الحكومية للجمهور.

لا يمكن تحقيق الأهداف الكبرى بمجتمع لا يمتلك الصورة المتكاملة

وحتى يحقق هذا المسار، سواء العربي أو الخليجي، نتائج فعّالة، لا بدّ من الاتصال الحكومي الذي يوجهه نحو غاياته ويعرِّف رواد المجتمع والاقتصاد بالإمكانات التي يمكن الاستثمار فيها لبلوغ الغايات التي نصبو إليها جميعاً. الاتصال الحكومي هنا يتولى قيادة المسيرة بالتوعية والتوجيه والتحفيز، وتوفير مصادر معلومات موثوقة ودقيقة تنمّي المعرفة وتصقل الوعي، فإذا كان الجمهور لا يعرف ما يكفي من توجهات المؤسسات الرسمية، فهذه ليست مشكلته، بل مشكلة الاتصال، وإذا كان لا يعرف دوره، أفراداً ومجموعات ورواد أعمال وثقافة ومجتمع، فهذه ليست مشكلته أيضاً، بل مشكلة الاتصال، وعليه، لا يمكن تحقيق الأهداف الكبرى في مجتمع لا يمتلك الصورة المتكاملة.

جوهر العلاقات

الاتصال جوهر العلاقات البشرية، وهو من أهم أدوات بناء الوعي ونقل المعرفة، فعبره تشكّل أطر التعاون وتبادل التجارب والخبرات وتنسيق الجهود، لهذا نحن نرى أنه قادر على الإسهام الكبير في تحقيق التنمية المستدامة وتجاوز المشكلات التي تعترض سبيلها، والإسهام في دعم استراتيجيات المنطقة وتحقيق رؤاها الاستراتيجية.

لقد وصلنا إلى مرحلة من الزمن للثروة المعرفية والثقافية والبشرية، وبشكل خاص الأفكار، دور أكبر من الموارد المادية، ولكن هذا الدور لن يكون تنموياً ومؤثراً من دون إسهامات الاتصال الحكومي، وما يبنيه من شراكات مع الإعلام وكل مصادر المعرفة، فقد أصبح الاتصال الحكومي اليوم شرطاً أساسياً في تحقيق طموحات المجتمعات في التنمية والازدهار والاستقرار. لذلك نتوقع أن نرى تطوراً في تركيبة ووظيفة فرق الاتصال الحكومي، بحيث تبدأ ببناء الشراكات وأطر التنسيق مع علماء النفس والاجتماع والسلوك، وخبراء التنمية والاقتصاد والموارد البشرية، مع المفكرين ورواد الثقافة، لأن هذه الشراكات تمنح الاتصال الحكومي فاعليته القصوى، وتمنحه الدقة والموضوعية والصدقية أيضاً.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/mueze4um

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"