الشارقة: «الخليج»
انطلق بنجاح موسم فعاليات «لقاءات الأعمال الصباحي الشهرية» في مجمع الشارقة للبحوث والتكنولوجيا والابتكار (SRTIP). حيث شهد اللقاء الأول والذي عقد صباح اليوم تحت عوان «التقدم في التكنولوجيا الخضراء» حضورًا متميزًا من رواد الأعمال والمهتمين بمجال التكنولوجيا والاستدامة، وذوي الاختصاص من مختلف القطاعات العامة والخاصة.
تركزت مناقشات هذا اللقاء على التقدم في التكنولوجيا الخضراء، وقدم مجموعة من المتحدثين نقاشات ثرية وإلهامية حول هذا الموضوع الحيوي. اذ تمثل هذه الفعالية نقطة انطلاق لسلسلة من لقاءات الأعمال الشهرية، تتيح للحضور وللمشاركين الفرصة لتبادل المعلومات ضمن شبكات الأعمال المختلفة لاكتشاف أحدث التطورات والتوجهات في عالم التكنولوجيا الخضراء. ويعكس هذا الحدث الجهود المستمرة لمجمع الشارقة للاابتكار في تعزيز الابتكار والتطور التكنولوجي، ويوفر منصة للمشاركين للانخراط في الحوار وتبادل الأفكار حيال القضايا الراهنة في مجال التكنولوجيا البيئية.
هذا وقد تم في هذا اللقاء الجمع بين ممثلي القطاع العام والخاص والأوساط الأكاديمية والعامة لتعزيز علاقات الشراكة الاقتصادية والاستثمارية بين هذه القطاعات، بالإضافة لاستعراض الفرص الاستثمارية الواعدة التي توفرها الشارقة في هذا القطاع.
وتمثل لقاء الأعمال بجلسة حوارية ضمت كل من البروفيسور جون كاتسوس، أستاذ مشارك في الإدارة في الجامعة الأمريكية في الشارقة. والبروفيسور عبد الحي العلمي من جامعة الشارقة، وأدار الحوار مثنى شيرزاد، الرئيس التنفيذي لشركة بروتيوم تكنولوجي، وهي شركة تركز على الطاقات المتجددة والحلول المستدامة.
المبادرات المستدامة
وأكد المتحدثون على أن دولة الإمارات دائماً في طليعة الابتكار والمبادرات المستدامة. وخاصة التزامها باستراتيجية الأمن المائي لعام 2036 وأهداف صافي الانبعاثات الصفرية لعام 2050، خارطة طريق واضحة نحو مستقبل مستدام وخالي من الكربون. تمتزج هذه المبادرات مع المفهوم العالمي الأوسع، بما في ذلك الحوارات المحورية التي ستعقد في مؤتمر الأمم المتحدة المعني بتغير المناخ (COP28). استكشفت حلقة النقاش كيف تلعب التقنيات الخضراء دورًا في هذه الروايات وكيف يمكن للشركات والمؤسسات التعليمية والحكومات أن تتماشى بشكل أفضل مع هذا التحول.
وتناولت الجلسة كيفية تطور الشركات في دولة الإمارات العربية المتحدة في نهجها تجاه التقنيات الخضراء لتقليل بصمتها الكربونية على مدى العقد الماضي، لا سيما بما يتماشى مع رؤية الإمارات العربية المتحدة 2050، وما إذا كانت هناك حوافز كافية للتكيف مثل هذه الأساليب. كما تم طرح عدد من الرؤى المستقبلية ليتم مشاركتها مع الجمهور حول كيفية التعامل مع النسيج المعقد للنظام البيئي للأعمال اليوم، وجهات نظرهم فيما يتعلق بالتحديات الأساسية والفرص المحتملة التي قد تواجهها الشركات عند دمج التقنيات الخضراء، وكذلك كيف يمكن أن تتقاطع التقنيات الخضراء مع اتجاهات أخرى، مثل التحول الرقمي أو الذكاء الاصطناعي.
ومن النقاط الأخرى التي تمت مناقشتها التوجه العام نحو الابتكارات في مجال التقنيات الخضراء. والنصائح القيمة التي قدموها لرواد الأعمال الشباب الذين يتوقون إلى تقديم مساهمات مؤثرة في قطاع التكنولوجيا الخضراء داخل دولة الإمارات العربية المتحدة، وكذلك تسليط الضوء على الأدوات والموارد المطلوبة التي يمكن أن تمكن وتسهل هذه المبادرات لتصبح نماذج أعمال ناجحة.
واستعرض حسين المحمودي المدير التنفيذي لمجمع الشارقة للبحوث والتكنولوجيا والابتكار الأولويات التي ترتكز عليها خطط العمل في المجمع لتحقيق نقلة نوعية في بيئة الاستثمار المعرفي في المنطقة، وتوجيه استثمارات نوعية لتوفير قطاعات تنافسية جديدة تحقق تأثيراً اقتصادياً مباشراً على حركة التنمية وخاصة فيما يتعلق بالاقتصاد الرقمي والتحولات العالمية في هذا القطاع الكبير، والعمل على ممارسة الاستثمار بطريقة أسهل وفي بيئة جاذبة، داعياً رجال الأعمال والمستثمرين إلى الاستفادة من المزايا العديدة التي يوفرها المجمع، كما تناول أهم الاستثمارات التي يحتضنها المجمع نتيجة للخدمات ذات المستوى العالمي في بيئة استثمارية مثالية تساعد الشركات والاستثمارات الابتكارية على النمو والازدهار.
تحقيق التقدم
كما تم اطلاع الحضور على النهج الذي يسير عليه المجمع والخطوات التي يتبعها في مسيرته نحو تحقيق التقدم والنجاح المطلوب، متحدثا عن أهم إنجازات المجمع وخططه المستقبلية وأهم الشركات العالمية التي تعمل ضمن المجمع ومشروعاتها البحثية وخططها القائمة على تطوير منظومة من الحلول والابتكارات في شتى مجالات الحياة، ودعم الأبحاث العلمية التطبيقية والتكنولوجية للقيام بالأنشطة الاستثمارية، ضمن منطقة تتميز باتباعها لأفضل المعايير الدولية في تقديم الخدمات النوعية التي ستساعد على جذب الاستثمارات للعمل بجو استثماري آمن وبنية تحتية متكاملة بالإضافة للملكية الكاملة والاعفاءات الضريبية، مما يتيح فرصا كبيرة للصناعات والمنشآت التكنولوجية للنجاح والاستمرار. ويشكل هذا اللقاء فرصة مهمة وسانحة لتعزيز مكانة مجمع الشارقة للبحوث والتكنولوجيا وللابتكار باعتباره الملاذ المفضل للشركات الاستثمارية البحثية العالمية.
ويأتي تنظيم هذا اللقاء كذلك بهدف تعزيز مكانة امارة الشارقة كوجهة للاستثمار والاعمال وتعزيز علاقات الشراكة الاقتصادية والاستثمارية بين مجمع الشارقة للبحوث والتكنولوجيا والابتكار ومجتمع الأعمال في الدولة، حيث تم استعراض الفرص الاستثمارية الواعدة التي يوفرها المجمع للمستثمرين في عدد من القطاعات البحثية الابتكارية. والتي تعتبر بمثابة نقطة ارتكاز تستند عليه رؤية المجمع ورسالته من خلال دعم وتشجيع وتطوير منظومة الابتكار، ودعم الأبحاث العلمية التطبيقية والتكنولوجية للقيام بالأنشطة الاستثمارية، باعتباره الملاذ المفضل للشركات الاستثمارية البحثية العالمية.