عادي
أذربيجان تحث سكان الإقليم على البقاء.. وواشنطن تراقب الوضع مع الحلفاء

انتهاء حلم «جمهورية كاراباخ».. وفرار جماعي إلى أرمينيا

01:35 صباحا
قراءة 4 دقائق
1
1
الأرمن اللبنانيون يشتبكون مع قوات الأمن خلال مظاهرة خارج السفارة الأذربيجانية في عين عار
(أ ف ب)

أعلنت جمهورية ناغورنو كاراباخ المعلنة من جانب واحد، أمس الخميس، أنها «ستزول من الوجود» في نهاية العام، بعدما منيت بهزيمة عسكرية من أذربيجان دفعت أكثر من 70 ألف من سكانها إلى الفرار، منهية بذلك حلم الاستقلال، ويبدو أن الستار أُسدل بذلك على واحد من أكثر «النزاعات المجمّدة» طولاً في العالم والذي بدت تسويته مستعصية. فيما اتّهم رئيس الوزراء الأرميني، نيكول باشينيان، أذربيجان بتنفيذ حملة «تطهير عرقي» في كاراباخ. في المقابل، حضت باكو أرمن كاراباخ على البقاء في الإقليم. كما دعت المفوضية السامية لحقوق الإنسان التابعة للأمم المتحدة إلى احترام حقوق الزعيم الانفصالي السابق للإقليم، بعدما وضعته أذربيجان في الحبس الاحتياطي. كما زار الرئيس إلهام علييف بلدة جبرائيل في ناغورنو كاراباخ، لتفقد أعمال إنشائية هناك، وذلك بعد أيام من انتصار قوات باكو على القوات الأرمنية بالمنطقة الجبلية في هجوم خاطف. وشهد محيط سفارة أذربيجان، في عاصمة لبنان بيروت، أعمال شغب، ما أسفر عن بعض الإصابات، وتأتي هذه الاحتجاجات رداً على الأحداث الأخيرة التي شهدها إقليم كاراباخ.

وأصدر الزعيم الانفصالي للإقليم، سامفيل شهرمانيان، مرسوماً يأمر بحل جميع مؤسسات الدولة بحلول نهاية العام، قائلًا إن ناغورنو كاراباخ «ستزول من الوجود» اعتباراً من الأوّل من يناير/ كانون الثاني 2024. غير أن الإعلان فاقم الغضب في يريفان. وأكد رئيس الوزراء الأرميني، نيكول باشينيان، أمس الخميس، أنه لن يبقى أي أرمني في الإقليم «في الأيام المقبلة». وقال «يشكّل ذلك تطهيراً عرقياً حذّرنا المجتمع الدولي منه منذ مدة طويلة».

وجاء في المرسوم الذي أصدره شهرمانيان، من ستيباناكيرت أن على السكان أن «يتعرفوا إلى شروط إعادة الاندماج» التي طرحتها أذربيجان واتّخاذ «قرار فردي ومستقل»، بشأن إن كانوا سيبقون.

أذربيجان لأرمن كاراباخ: «لا تغادروا»

حضت أذربيجان، أمس الخميس، أرمن ناغورنو كاراباخ على البقاء في الإقليم، بعد هجومها الخاطف الذي قضى على مساعي هذه المنطقة الانفصالية للاستقلال. وبعدما نزح أكثر من 70500 من السكّان الأرمن في المنطقة وفق يريفان، أعلنت باكو استعدادها لتنظيم زيارة للأمم المتحدة في المنطقة، حسبما ذكرت وزارة الخارجية الأذربيجانية، أمس الخميس.

وقالت الوزارة إن رئيس الوزراء الأرميني «نيكول باشينيان، يدرك تماماً أن السكان الأرمن يتركون ناغورنو كاراباخ بمحض إرادتهم». وأضافت «إنه قرارهم الشخصي والذي لا علاقة له بالهجرة القسرية. إذا كان بعض السكان الأرمن لا يريدون العيش في ظل القوانين الأذربيجانية، لا يمكننا إجبارهم على القيام بذلك». وتابعت: على العكس، ندعو السكان الأرمن إلى عدم مغادرة منازلهم وإلى أن يصبحوا جزءاً من مجتمع أذربيجان متعدد الإثنيات. وبالنسبة للأشخاص الذين قرروا البقاء في المنطقة، تعهّد الرئيس الأذربيجاني إلهام علييف، أنّ حقوق الأرمن في الجيب ستكون «مضمونة». غير أن عشرات الآلاف من الأرمن فرّوا خوفاً من هجمات انتقامية عبر الطريق الوحيد الذي يربط ناغورنو كاراباخ بأرمينيا، والذي أعادت باكو فتحه، يوم الأحد الماضي، بعد أشهر من الحصار. وأوقفت أذربيجان ما لا يقلّ عن مسؤولَين سابقين في الجيب أثناء محاولتهما الوصول إلى أرمينيا.

دعوة لاحترام حقوق زعيم كاراباخ

قالت المفوضية السامية لحقوق الإنسان التابعة للأمم المتحدة، في بيان تلقته وكالة فرانس برس «من الأساسي أن يتمّ احترام وحماية حقوق الزعيم الانفصالي السابق، روبن فاردانيان، وكل شخص محتجز آخر بشكل كامل». وأضافت «ندعو السلطات إلى اتخاذ كل التدابير لضمان احترام الحق في الإجراءات القانونية الواجبة والمحاكمة العادلة، كما يقتضي القانون الدولي لحقوق الإنسان». وأمرت محكمة أذربيجانية، أمس الخميس، بوضع الزعيم الانفصالي السابق قيد الحبس الاحتياطي عقب اتهامه بتمويل الإرهاب وارتكاب جرائم أخرى. وقضت محكمة في باكو باعتقال فاردانيان، رجل الأعمال الذي قاد الحكومة الانفصالية في الإقليم من نوفمبر/ تشرين الثاني 2022 لغاية فبراير/ شباط هذا العام، ووضعه في الحبس الاحتياطي لأربعة أشهر، حسبما ذكر جهاز أمن الدولة في أذربيجان. وتحمل الاتهامات عقوبة بالسجن قد تصل إلى 14 عاماً، بحق فاردانيان المولود عام 1986. واتهم رئيس وزراء أرمينيا نيكول باشينيان، أمس الخميس، حرس الحدود الأذربيجاني ب«تنفيذ اعتقالات غير قانونية» بحق أرمن يحاولون الفرار من ناغورنو كاراباخ. (وكالات)

الكرملين: لا سبب يدعو الأرمن إلى الفرار من الإقليم

قالت موسكو، أمس الخميس، إنها لا ترى سبباً يدعو الأرمن إلى الفرار من ناغورنو كاراباخ، نافية فعلياً الاتهامات بالتطهير العرقي التي وجهتها يريفان لباكو. وقال الناطق باسم الكرملين دميتري بيسكوف: «لا يمكننا أن نقول من هو المذنب (بالنزوح الجماعي)، لأنه لا توجد أسباب مباشرة لمثل هذه الأعمال». وأضاف: «مع ذلك، يعبّر السكان عن رغبتهم في مغادرة أراضي ناغورنو كاراباخ، وأهمّ ما في الأمر هو أن يتمكّن هؤلاء الذين اتخذوا هذا القرار من تنفيذه في ظروف جيدة». وأعلن الكرملين أنه «أخذ علماً» بإعلان سلطات ناغورنو كاراباخ أنها ستحل نفسها في الأول من كانون الثاني/يناير 2024. ودفع عدم تدخل روسيا في العملية العسكرية الأذربيجانية أرمينيا إلى اتهام موسكو، حليفتها التقليدية، بالتخلي عنها في مواجهة عدوها التاريخي أذربيجان. ونفى الكرملين هذه الاتهامات.

وفي وقت سابق من أمس الخميس، قال الكرملين، إنه يتابع عن كثب الوضع الإنساني في إقليم ناغورنو كاراباخ، في أذربيجان والذي فر منه أكثر من 70 ألف نسمة من الأرمن في الأيام الأخيرة في أعقاب هجوم عسكري خاطف شنته أذربيجان، وانتصرت فيه على القوات الأرمنية. وذكر دميتري بيسكوف المتحدث باسم الكرملين في إفادة صحفية معتادة، أن قوة حفظ السلام الروسية، تقدم المساعدات لسكان المنطقة. ورداً على سؤال من صحفي، أوضح بيسكوف أنه لا خطط لدى الرئيس الروسي فلاديمير بوتين لزيارة أرمينيا. (رويترز)

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/f29knydj

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"