عادي
بعثة أممية تصل إلى الإقليم.. والفاتيكان يحث أرمينيا وأذربيجان على استعادة السلام

آخر الأرمن في كاراباخ: انتهى الأمر وكل شيء ضاع

01:02 صباحا
قراءة 3 دقائق
أسلحة ومركبات ومعدات عسكرية أخرى استولى عليها الجيش الأذربيجاني من الانفصاليين الأرمن (أ ف ب)
للاجئون الأرمن من ناغورني كاراباخ يظهرون في وسط بلدة غوريس
(اف ب )

أعلنت أرمينيا إيواء 45 ألف نازح من إقليم ناغورني كارا باخ، بعدما غادر جميع السكان الأرمن تقريباً الإقليم منذ أن استعادت أذربيجان السيطرة عليه 19سبتمبر الماضي، ووصلت بعثة تابعة للأمم المتحدة للإقليم لأول مرة منذ ثلاثة عقود، في حين دعا بابا الفاتيكان أذربيجان وأرمينيا إلى إجراء محادثات لاستعادة السلام في كارا باخ، مضيفاً أن المنطقة تعاني أزمة إنسانية.

وذكر تقرير لصحيفة «إندبندنت» البريطانية أن إقليم ناغورني كارباخ شهد نزوحاً مذهلاً خلال أيام قليلة، أنهى فصلاً من التاريخ دام عقوداً من الزمن، وذكرت أن لسان حال من تبقى من عائلات أرمينية في الإقليم يقول «انتهى الأمر وضاع كل شيء»، وسط تأكيدات على بقاء بضع مئات فقط من أصل 120 ألف أرمني كانوا يسكنون الإقليم. ورأت مراسلة وكالة الصحافة الفرنسية عند معبر حدودي قرب ممر لاتشين، وهو الطريق البري الوحيد الذي يربط الإقليم بأرمينيا، سيارة واحدة فقط تأتي من الجيب الذي أصبح شبه مهجور. ويؤكد سيرغي أستساريان (40 عاماً) أنه من آخر الأرمن المغادرين لكراباخ.

وقال «لا يوجد لديّ أدنى فكرة إلى أين سأذهب، ربما أوروبا»، مبدياً أمله في أن يعود اللاجئون حال «تقديم أذربيجان ضمانات ومساعدات». وأضاف «تحدثت مع الشرطة الأذربيجانية التي أخبرتني أنه لن يكون هناك أي مشاكل حال رغبتنا في العودة وبإمكاننا أن نعيش في بيوتنا».

إيواء عشرات الآلاف

وأعلنت المتحدثة باسم مجلس الوزراء الأرمني نازلي باغداساريان، إيواء أكثر من 45 ألف نازح قدموا من ناغورني كارا باخ، وأن إجمالي عدد النازحين بلغ أكثر من 100 ألف نسمة. وقالت باغداساريان في مؤتمر صحفي أمس الأحد: «حتى الآن وصل إلى أرمينيا من كاراباخ 100483 شخصاً وتم توفير السكن المؤقت ل45516 نازحاً».

وأضافت أنه تم تسجيل 84408 نازحين وأن تدفقهم انخفض بشكل كبير. وأكد الرئيس الأذربيجاني إلهام علييف أكثر من مرة أن أرمن ناغورني كارا باخ سيكون لهم نفس الحقوق التي يتمتع بها مواطنو أذربيجان. وتم في مدينة غورس الأرمنية الواقعة بالقرب من حدود ناغورني كارا باخ فتح مركز للنازحين الذي تجاوز عددهم الإجمالي 100 ألف شخص، في حين بلغ سكان الإقليم 120 ألف نسمة.

البعثة الأممية

في الأثناء، وصلت بعثة تابعة للأمم المتحدة، أمس الأحد، إلى ناغورني كارا باخ، لتكون الأولى منذ ثلاثة عقود، وفق ما أعلنت باكو. وأفاد ناطق باسم الرئاسة الأذربيجانية بأن «بعثة أممية وصلت إلى ناغورني كارا باخ»، لتقييم الاحتياجات الإنسانية خصوصاً.

وطلب الاتحاد الدولي لجمعيات الصليب الأحمر والهلال الأحمر بشكل طارئ ما يزيد على عشرين مليون يورو لتلبية الحاجات الإنسانية المتنامية مع نزوح الأرمن. وتجري أذربيجان الآن مع القادة الانفصاليين محادثات «إعادة دمج» في وقت تحتجز بعض المسؤولين في حكومتهم السابقة وقيادتهم العسكرية.

وسيلتقي رئيس الوزراء الأرميني باشينيان والرئيس الأذربيجاني إلهام علييف الخميس المقبل في غرناطة في إسبانيا لإجراء محادثات بوساطة غربية في محاولة لإنهاء العداء التاريخي.

في أذربيجان، أعلن المدعي العام قمران علييف فتح تحقيقات جنائية حول ارتكاب جرائم حرب على يد 300 مسؤول من الانفصاليين. وأكد في مؤتمر صحفي أمس الأحد «أحث هؤلاء الأشخاص على تسليم أنفسهم طوعاً».

من جانبه حث البابا فرنسيس بابا الفاتيكان أذربيجان وأرمينيا على إجراء محادثات لاستعادة السلام في ناغورني كارا باخ، مضيفاً أن المنطقة تعاني أزمة إنسانية. وأضاف خلال قداس أمس «تابعت الوضع المأساوي للنازحين من ناغورني كارا باخ خلال الأيام الماضية وأجدد دعوتي للحوار بين أذربيجان وأرمينيا على أمل أن تؤدي المحادثات بين الطرفين... إلى اتفاق دائم يضع حداً للأزمة الإنسانية». (وكالات)

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/msntrm9c

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"