بات إقليم ناغورني كاراباخ شبه خال من سكانه الأرمن، مع إعلان السلطات في يريفان، أمس السبت، أن أكثر من 100 ألف منهم فرّوا في أعقاب العملية العسكرية التي انتهت بانتصار أذربيجان وإعلان حلّ الجمهورية الانفصالية. وفي ظل صعوبات تعترض استقبالهم وبانتظار وصول بعثة تابعة للأمم المتحدة لتقييم الحاجات الإنسانية إلى المنطقة في نهاية هذا الأسبوع، فيما اتهمت باكو يريفان بقتل جندي متمركز على الحدود بين البلدين، وهو ما نفته أرمينيا على الفور. بينما طلبت أرمينيا من الاتحاد الأوروبي مساعدتها في استقبال لاجئين قادمين من الإقليم. كما وصلت طائرة مساعدات إنسانية فرنسية إلى أرمينيا.
وقالت وزارة الدفاع الأذربيجانية، أمس السبت، إنها أزالت المواقع القتالية ونقاط الدعم المتقدم والتحصينات العسكرية التي انسحب منها الانفصاليون الأرمن في إقليم ناغورنو كاراباخ بعد أن فرضت باكو سيطرتها الكاملة عليه الأسبوع الماضي إثر عملية عسكرية خاطفة. يأتي ذلك فيما نفت مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين تلقي أي تقارير عن سوء معاملة الأرمن الفارين من الإقليم، مشيرة إلى نزوح أكثر من 100 ألف شخص صوب أرمينيا.
وقالت الحكومة الأرمينية إن «100,437 شخصاً دخلوا إلى أرمينيا» منذ استسلام الانفصاليين في 20 سبتمبر، أي أكثر من 80% من عدد السكان الأرمن في المنطقة وكانوا يقدّرون قبل الهجوم الأذربيجاني بنحو 120 ألفاً. وكتب أرتاك بلغاريان، الوسيط السابق لحقوق المدنيين في كاراباخ، على منصة إكس «لم يبق سوى بضع مئات من الموظفين في القطاع العام والعاملين في مجال الإسعاف والمتطوعين وأشخاص من ذوي الحاجات الخاصة، وهم يستعدون بدورهم للمغادرة».
وذكرت وزارة الدفاع الأذربيجانية، في بيان لها، أن قواتها استعادت خطوط المواصلات في كاراباخ، كما أزالت مراكز القتال على الطريق الرابط بين مدينتي تارتار وأغدارا، الذي كان يسيطر عليه الانفصاليون وقامت بتأمين حركة المركبات فيه. وأعلنت وزارة الدفاع الأذربيجانية، أمس السبت، مصادرة أعداد كبيرة من المعدات العسكرية والذخائر في إقليم ناجورنو كاراباخ، بعد إتمام السيطرة عليه. وعرضت وزارة الدفاع الأذرية، على موقعها الإلكتروني، قائمة بالأسلحة والذخائر التي تمت مصادرتها وشملت أسلحة خفيفة وقاذفات قنابل ووسائط للدفاع الجوي وذخائر متنوعة.
وقالت أذربيجان، أمس السبت، إن أحد جنودها قتل برصاص قناصة القوات الأرمينية في منطقة كالباجار الحدودية، لكن أرمينيا سرعان ما نفت وقوع حادث من هذا النوع. ونقلت وكالة إنترفاكس للأنباء عن وزارة الدفاع الأرمينية قولها إن التقرير غير صحيح، من دون الخوض في تفاصيل.
إلى ذلك، قال مكتب رئيسة الوزراء الإيطالية، أمس السبت، إن أرمينيا طلبت من الاتحاد الأوروبي مساعدتها في استقبال لاجئين قادمين من ناغورنو كاراباخ، وذلك منذ استعادة أذربيجان السيطرة على المنطقة قبل أقل من أسبوعين. ويعترف بمنطقة ناغورنو كاراباخ دولياً كجزء من أذربيجان، لكن غالبية سكانها من الأرمن، الذين أسسوا جمهورية آرتساخ قبل ثلاثة عقود، بعد صراع مع انهيار الاتحاد السوفييتي. وذكر مكتب رئيسة الوزراء الإيطالية في بيان، أن أرمينيا طلبت من الاتحاد الأوروبي توفير ملاجئ مؤقتة وإمدادات طبية، وتابع أن روما تعمل على تعزيز سبل إرساء الاستقرار في المنطقة.(وكالات)
تظاهرة في يريفان تطالب باستقالة باشينيان
أثار تواصل نزوح السكان الأرمن بشكل جماعي من الإقليم من جديد اتهامات ب«التطهير العرقي»، وتلقت محكمة العدل الدولية طلباً من أرمينيا باتخاذ إجراءات عاجلة لحماية سكان هذا الجيب. وفي يريفان، تجمع آلاف من المعارضين أمام مكتب رئيس الوزراء نيكول باشينيان الذي يحملونه مسؤولية الهزيمة، بعد أن خففوا انتقاداتهم في الأيام الأخيرة للترحيب باللاجئين. وحمل العديد منهم أعلام الانفصاليين الأرمن وناغورنو كاراباخ ولوحوا بلافتات كتب عليها «آرتساخ (ناغورنو كاراباخ) أرضنا» و«نيكول، قدم استقالتك». وقالت المتظاهرة ماريا أساتريان (38 عاماً) لوكالة الصحافة الفرنسية «لقد خسرنا آرتساخ، والآن لا نريد أن نخسر أرمينيا. وطالما بقي باشينيان في السلطة، فإن الوضع سيزداد سوءاً». ودفع عدم تدخل روسيا في العملية العسكرية الأذربيجانية أرمينيا إلى اتهام موسكو، حليفتها التقليدية، بالتخلي عنها في مواجهة أذربيجان عدوتها التاريخية. ونفى الكرملين هذه الاتهامات. ومن المفترض أن تقرر روسيا مع أذربيجان مستقبل مهمّة حفظ السلام الروسية المنتشرة في هذه المنطقة منذ عام 2020. (وكالات)