عادي

قصائد تتنفس الأحلام في بيت الشعر

14:16 مساء
قراءة 3 دقائق
خلال الأمسية

الشارقة: «الخليج»

نظم بيت الشعر في الشارقة أمسية شارك فيها محمد العزام، لينا فيصل، ياسر عبدالقادر، بحضور محمد عبدالله البريكي مدير البيت، وقدمتها عهود النقبي، التي أشادت بما حققه البيت من إنجازات ملموسة عبر مسيرته الثقافية في إضفاء لمسة إبداعية حقيقية على المشهد الشعري، وقالت: «بيت الشعر في شارقة الفكر والثقافة والجمال هو الطموح الحقيقي لحاضر الشعر ومستقبله.. وكلمة السر في استخراج لآلئ الكلمات من بين أفواه الشعراء. هو هدية نبيلة من صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، إلى زمننا الحاضر، لتسكن قلوب الشعراء السكينة، وتستريح على ضفاف الشعر».

وقد اتسمت قصائد شعراء الأمسية بثرائها الوجداني، حيث حلقوا بأصواتهم الشعرية المبدعة في فضاء إنسانيتهم، فلامست كلماتهم قلوب الجمهور الذي يشكل حضوره إبداعاً آخر في جنبات البيت الشعر.

في بداية الأمسية قرأ الشاعر ياسر عبدالقادر قصيدة بعنوان «نقشٌ على الهَامِش» التي تبرز تقلبات النفس، فيلقي ظلالاً من الحكمة على الكلمات كأنها أمنيات الروح فيقول:

مُذ بانَ في الآتينَ يحملُ همّهُ

لا ثمَّ غيرُ التيهِ يُتقنُ ضمهُ

كم ظلّ يشرحُ للمسافةِ خَطوَهُ

ما ملّ.. بلْ أبَتِ المسافةُ فهمَهُ

مُذ أدلجتْ في حُلمِهِ خيباتُهُ

أحلامُهُ ليْلٌ يثقِّبُ نَوْمهُ

لم يخطِئِ الآفاقَ ظلّ وراءَها

فعلامَ تحتقِرُ السّحابةُ سَهْمَهُ؟

وألقى نصاً أخر أهداه إلى إلى الروائي السوداني الطيب صالح، حمل عنواناً مجازياً وهو «محاولة لتعقّب النهر»، يقول:

رَنيمُك العذبُ كمْ تُصغِي «الجُروفُ» لَهُ

يا شهقةً أينَعتْ في خافِقِ القَصَبِ

يا حَقلَ قَمحٍ بظِلِّ النّيلِ مُتّكئاً

يا ضِحكةً لم تَزلْ كالريحِ تَعبثُ بِي

صدَدتَ كفّاً قدِ امتدّتْ لتسرِقَنا

لَثْمَ الفراشةِ مِن نَهرِ الشّذا السَّكِبِ

وخُضتَ حرباً وجاء الحرفُ يُخبرُنا

أنّ اليراعَ بها أمْضَى من القُضُبِ

وافتتحت الشاعرة لينا فيصل قراءاتها بأبياتٍ عبّرت فيها عن رحلتها إلى بيت الشعر بالشارقة، فقالت:

من الشامِ جئتُ إلى الشارقهْ

أطوفُ بأرجائِها عاشقهْ

إلى دارةِ القاسميِّ جِناناً

تفيضُ بأمجادِها الواثقهْ

يعمِّر فيها صروحَ الكتابِ

بحكمتهِ الثرّةِ الحاذقهْ

إلى بيتِ شعرٍ أصيلٍ وصرحٍ

عظيمٍ بأركانِه السامقهْ

وقرأت قصيدة «إلى ضفة أخرى»، وفيها تجلت اللغة الشعرية بصورها المتخيلة التي تبحر ببهاء، ومنها:

تناسى زمانٌ موتَنا كلَّ ليلة

ومهما تناسى فالرواياتُ واجبي

تريدُ حروفي بيتَ شعرٍ يضمُّها

بقبضةِ محرومٍ إلى صدرِ راغبِ

تكاثرت وجهاً في وجوهٍ كثيرةٍ

ودمعي سخيٌّ يحتوي ألف تائب

هي الريح تجري بيد أني عنيدة

ولولا عنادي ما طوى البحر قاربي

الشاعر محمد العزام قرأ قصيدة بعنوان «رمية نرد» التي يحقق فيها لمحاته المتخيلة عن ذاته الشعرية في أشكالها الإيقاعية، وعناصرها المرئية، فهو يراقب الحلم ويكمل طريقه بصبحة الشعر فيقول:

أنا الهامش المنسيّ في كل فكرةٍ

أراقب كيف المتن ينمو بلا حدِّ

أراقبُ وجه الحلمِ تخبو شموعه

ويطفئُ نيران الشموع على جِلْدي

وأدمنتُ شُبّاكي الذي في قصيدتي

أطل على نفسي.. تلاشت من البُعدِ

سأمشي طريقي.. لا أبالي بخطوه

سأمشي طويلا.. فالوصول من الفقدِ

وفاضت قصيدته «صوتها» بالعاطفة الجياشة، والحزن المتواري في نفسه الشاعرة، فقدم لقطات عابرة مكثفة للحالات الوجدانية التي تكتنفه في هذا البوح الشفيف، فيقول:

وكم كان يكفي أن تمرّ بعطرها

لأدرك أن الحزن في الروح أورقا

وأعرف أن النار منذ اندلاعها

تعلمتُ معنى أن تُحَبّ وتُسرقا

تعّلمتُ أن البحر ليس سفينةً

تمرّ وهذا الماء مازال أزرقا

لتعشق بحرا.. ينبغي أن تموتهُ

تعلمْ بأن تأتي إليه لتغرقا

وفي الختام كرّم الشاعر محمد البريكي، المشاركين في الأمسية.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/ycx5sdwr

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"