عادي

يا ليتني ولدت بنتاً

22:42 مساء
قراءة دقيقة واحدة
رغيد
رغيد جطل

رغيد جطل
كانت لأعرابي زوجتان شاعرتان، فولدت إحداهما ولداً، وولدت الأخرى بنتاً، فكانت أمّ الولد تحمله وتُرَقّصه أمام ضرّتها، وتنشد بصوت مرتفع لتغيظها:

الحمد لله الحميد العالي

أكرمني ربّي وأعلى حالي

ولم ألد بنتاً كجلدٍ بالي

لا تدفع الضَّيمَ عن العِيالِ

فاغتاظت أم البنت أوّل الأمر وراحت تشكو لزوجها، فقال لها: كلامٌ بكلام، فقولي لها كما تقول، فنظمت أبياتاً ثمّ أصبحت ترقّص ابنتها أمام ضرّتها وتنشد:

وما عليَّ أن تكون جارية

تغسل رأسي وتراعي حاليه

وترفع السّاقط من خماريه

حتّى إذا ما أصبحت كالغانية

زَوَّجْتُها مروانَ أو معاوية

أصهارُ صِدقٍ و مهورٍ عالية

فشاعت أبياتها في النّاس، ولمّا كبرت البنت، قال الأمير مروان بن الحَكم: أكرِم بالبنت وبأمّها، ولا يجب أن يخيب ظنّ الأمّ، فخطب منها ابنتها، وقدّم مئة ألف درهم مهراً، فلمّا علم معاوية بن أبي سفيان، قال: لولا أنّ مروان سَبَقنا إليها لضاعفنا لها المهر، ثمّ بعث للأمّ بمئتي ألف درهم هبة من عنده، فكانت ضرتها تقول: يا ليتني ولدت بنتاً.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/44fpe6fj

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"