هل الإبداع لأصحاب الجينات الخارقة؟

00:18 صباحا
قراءة دقيقتين

يخطئ الكثيرون في فهمهم لكلمة «مبدع»، فكلما ذُكر الإبداع ترى كثيراً من الأشخاص يظهرون علامات التردد والخوف، فغالباً ما يظن الناس أن الإبداع مقتصر على فئة من البشر دون غيرهم، على أولئك الذين وهبهم الله تعالى جينات خارقة ومواهب استثنائية، وأن المبدعين هم المخترعون والعباقرة والأثرياء والفنانون والكتاب.

وهناك اعتقاد شائع في المجتمع مفاده أنك لن تستطيع أن تبدع ما لم تتمتع بسمات معينة وخصال محددة؛ لذلك تسمع من يقول: «لن تتمكن من الإبداع إلا إذا كنت غنيّاً»، أو «لن تستطيع أن تبدع شيئاً ما لم تنحدر من عائلة من الموهوبين» وأقوال أخرى عديدة تجعلنا نعتقد أن الإبداع حكر على بعض الناس وأنه ليس من حقنا. لكن هذه الطريقة في التفكير خاطئة جدّاً.

فالإبداع مَلكة منحها الله لكل الخلائق، منحها لي ولك ولكل الناس دون استثناء؛ فسواء كنت قياديّاً أو موظفاً عاديّاً، صاحب عمل أم عاملاً بسيطاً، أو كان عملك يتطلب إبداعاً أو لا يحتاج منك لأي إبداع؛ وسواء كنت من عائلة غنية أم فقيرة، عائلة ليس فيها أي فنانين ولا عباقرة ولا مخترعين ولا أي من أصحاب المواهب المشهود لها، أو من عائلة غير موهوبة، فتأكد أن الإبداع ملكة منَّ بها الله عليك، وثق أن بوسعك أن تكون مبدعاً في عملك، وفي حياتك الشخصية؛ سواء مع العائلة أو عندما تمارس هواياتك المفضلة، ومبدعاً وأنت تحل المشكلات التي تواجهك، ومبدعاً في كثير من الأمور.

كثيرة هي قصص التاريخ التي تروي لنا إبداع أشخاص كان الناس يسخرون منهم ويعتبرونهم أغبياء لا قيمة لهم في المجتمع، ليصبحوا فيما بعد علامات فارقة ونجوماً تسطع في سماء الحياة البشرية. بعضهم لم يكن قادراً على إتمام تعليمه بحجة أنه لا يتمتع بالذكاء الكافي للدراسة، وآخرون تأخّروا في النطق حتى سن متأخرة مثل آينشتاين مثلاً، وفئة أخرى لم تبرز موهبتهم إلى الوجود إلا بعد أن بلغوا الأربعين أوالستين من أعمارهم حتى. وغيرهم ممن أثبتوا للعالم أن بذرة الإبداع مزروعة داخل كل إنسان منذ لحظة ميلاده.

وهذه البذرة «الإبداع» تنمو بالرعاية والاهتمام، وبرغبة الفرد العارمة في ترك أثر في الحياة وفعل أشياء عظيمة. لذلك فإن ما يحدد قدرتك على الإبداع ليست الجينات ولا وضعك الاجتماعي أو المعيشي، بل رغبتك في صنع فارق في حياتك وحياة الآخرين، وإيمانك بنفسك وقدراتك التي منحها الله لك.
[email protected]

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/3kz95m4u

عن الكاتب

المزيد من الآراء

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"