استدامة ثقافية

00:03 صباحا
قراءة دقيقتين

يعد معرض الشارقة للكتاب محطة ثقافية سنوية فارقة للمثقفين والكتاب ليس في الإمارات فقط، وإنما في العالم بأسره، فمنذ أكثر من أربعة عقود، يشد الرحال إلى الشارقة، العاصمة التي لطالما ازدانت بتاج الثقافة واعتبرت بيتاً لها ومنصة لازدهارها والدفع بها نحو سباق الاستدامة الثقافية العالمية.

في نوفمبر من كل عام تفتح الشارقة أكبر أبوابها الثقافية وأكثرها ثراءً وتجعل العالم على موعد مع معرضها الكبير، حيث للكتاب عرسه المبجل وللمثقف والكاتب مراتع بكر للعطاء والمنافسة والتألق والتلاقح الثقافي المبهر.

مواصفات مذهلة لهذا العرس الثقافي البهيج المحتفي بحب الكلمة المقروءة، حيث يضم هذا المعرض الضخم والمتنوع تشكيلة واسعة من أفضل الكتب بحضور متميز لنخبة من الكتاب والمؤلفين المحليين والعالميين، ولا تتوقف هذه المنصة الثقافية الزاخرة بالدرر الثقافية عن عرضها لأمهات الكتب من مشارب ثقافية مختلفة، وتقديم ورش تدريبية وأمسيات شعرية وحفلات توقيع الكتب، والأنشطة الثقافية للأطفال لترسيخ حب الكتاب في وجدان الناشئة.

مواصفات رائدة تعد وصفة ثقافية دسمة، تجعل الكتّاب في معرض الشارقة للكتاب يجدون منبرهم المسموع والمؤثر لعرض أفكارهم التنويرية والعمل الدؤوب على إبقاء الكتاب في عرش تألقه والتأكيد على قيمته الثقافية الراسخة والبحث المستمر من خلال الفكر النقدي البناء لإيجاد قنوات حوار فاعلة من شأنها أن تبقي حدائق الثقافة المقروءة مزهرة يانعة على الدوام، وتحميها من رياح ما بعد الحداثة التي لطالما دقت طبول الخطر معلنة أفول نجم الكتاب والكاتب.

ففي هذا المنبر تتلألأ شخصية الكاتب وتتبلور أكثر ويخوض ملحمته الثقافية الباسلة لنصرة الكتاب والكلمة المقروءة، كلّ حسب مرجعياته الثقافية وأدواته المعرفية وأسلوبه في الاقناع والعرض المؤثر لتجربته الثقافية المقدسة للكتاب.

ولا يدخر المعرض في العزف بطرق بارعة على وتر الاستدامة الثقافية، فاستدامة الفكر الثقافي رسالة مهمة جداً يمنحها المعرض مقاماً مبجلاً وموقع الصدارة على رأس ألوياته الثقافية في هذه المناسبة الثقافية الثرية التي لا يغيب عنها أبداً رهان ترسيخ الهوية الثقافية المحلية والانتماء الحضاري الإماراتي.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/yu8433we

عن الكاتب

المزيد من الآراء

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"