إعداد: مصطفى الزعبي
كشف تقرير جديد صادر عن منظمة «أوكسفام»، وهي منظمة عالمية تكافح عدم المساواة لإنهاء الفقر والظلم، أن أغنى 1% من سكان العالم أنتجوا قدراً من التلوث الكربوني في عام 2019 يعادل ما أنتجه 5 مليارات شخص يشكلون أفقر ثلثي البشرية.
ويأتي ذلك قبل قمة الأمم المتحدة للمناخ (COP28) في دبي.
وقال التقرير، إن أغنى 1% (77 مليون شخص) في العالم مسؤولون عن 16% من الانبعاثات الكربونية الناتجة عن الاستهلاك العالمي 2019، أي أكثر من جميع انبعاثات السيارات ووسائل النقل البري بالعالم.
وفي كل عام، تلغي الانبعاثات التي يصدرها أغنى 1% من سكان العالم التوفير في الكربون الناتج عما يقرب من مليون توربينة رياح.
ومن المقرر أن تكون انبعاثات الكربون لأغنى 1% أعلى 22 مرة من المستوى المتوافق مع هدف 1.5 درجة مئوية في اتفاقية باريس 2030.
وسوف تتسبّب هذه الانبعاثات الضخمة في وفاة 1.3 مليون حالة وفاة سنوياً بين عامي 2023 و2030، مرتبطة بالحرارة بمختلف أنحاء العالم، وهو ما يعادل تقريباً عدد سكان دبلن في أيرلندا أو دالاس في تكساس. وسوف يتسبب أغنى 1% من سكان الولايات المتحدة وحدها في أكثر من عُشر الوفيات الزائدة المرتبطة بالحرارة على مستوى العالم.
وفي الولايات المتحدة، تكشف أبحاث منظمة أوكسفام أن الشخص الذي ينتمي إلى شريحة الـ 1% الأعلى ينبعث منه قدر من التلوث الكربوني يعادل 25 ضعف ما يصدره الشخص الذي ينتمي إلى شريحة الـ 50% الأدنى. بالإضافة إلى ذلك، في حين نجح الأشخاص الذين ينتمون إلى شريحة الـ 50% الأدنى من الدخل في خفض انبعاثاتهم بأكثر من الخُمس على مدى السنوات الثلاثين الماضية، فإن أولئك الذين ينتمون إلى شريحة الـ 1% الأعلى لم يخفضوا متوسط انبعاثاتهم على الإطلاق.
وقال آبي ماكسمان، رئيس منظمة أوكسفام أمريكا ومديرها التنفيذي: «نحن بحاجة إلى اتخاذ إجراءات حاسمة وجريئة في مؤتمر الأمم المتحدة المعني بتغير المناخ (COP28) في دبي لمواجهة الضرر على كوكبنا والحفاظ عليه».
ويخلص التقرير إلى أن عدد الأشخاص الذين يموتون بسبب الفيضانات يزيد بمقدار 7 أضعاف في عدد أكبر من البلدان التي تعاني من مستوى عالٍ من عدم المساواة. وأدى تغير المناخ بالفعل إلى تفاقم عدم المساواة بين البلدان وداخلها.
ويمكن للحكومات أن تعالج الأزمات المزدوجة المتمثلة في عدم المساواة وتغير المناخ، من خلال استهداف الانبعاثات المفرطة للأثرياء والاستثمار في الخدمات العامة وتحقيق الأهداف المناخية.
ووفقاً لحسابات منظمة أوكسفام فإن فرض ضريبة بنسبة 60% على دخل أغنى 1% من الأثرياء من شأنه أن يخفض الانبعاثات بما يزيد على إجمالي الانبعاثات في المملكة المتحدة، ويجمع 6.4 تريليون دولار سنوياً للتحول إلى الطاقة المتجددة وخفض الانبعاثات.
