«تفضَّل إلى مكتبي يا سعيد، أريد أن أتحدَّث إليك».
«حسناً أستاذ خالد سآتي حالاً، هل تريد مني القيام بأي شيء؟».
«لا أريد شيئاً، خذ هذا المغلَّف فيه هدية تقديراً مني لك».
يعدُّ هذا الحوار واحداً من الحوارات المحتملة بين نوعية من المديرين وموظفيهم حيث يتفاجأ الموظف باستدعاء مديره له ومكافأته إيَّاه دون إبداء أسباب ذلك، ومن جانب آخر يمكن للمدير ذاته أن يقوم باستدعاء أحد موظفيه لنقله إلى فرع آخر أو طرده دون أن يبيّن له الخطأ الذي ارتكبه! كل إنسان يدخل معترك الحياة المهنية كموظف يحاول في البداية فهم مديره حتى يكون قادراً على تلبية متطلبات الوظيفة، ولكن ماذا لو كان المدير من النوع الصامت الذي لا يقيّم أداء الموظفين وجميع حواراته معهم مقتضبة كالمثال الذي ذكرناه في بداية موضوعنا؟ توجد نوعية من المديرين لا يقومون بتقييم الموظفين اختصاراً لوقتهم وحتى لا يُشعروا الموظف بأنه موضوع تحت المجهر، ورغم أن هذه الطبيعة لا تخلو من الإيجابية إلا أنها تحمل في طياتها جانباً سلبياً وهي أن أصحابها يعتقدون أن على الموظف أن يكون لمَّاحاً يفهم ما يريدونه منه من تلقاء نفسه.
أما كيفية التعامل مع تلك النوعية من المديرين فتكمن في محاولتك فهم استراتيجية المكان الذي تعمل فيه ومتطلبات الوظيفة بأسرع وقت ممكن، وامتلاكك القدرة على تسويق عملك بطريقة ذكية أمام مديرك لتستطيع منافسة زملائك الأقدم منك الذين باتوا يعرفون طبيعة العمل وسياسة المدير ونمطه.
كما أن قدرتك على التواصل والتأقلم مع زملائك في الفريق خلال فترة وجيزة تعكس مدى براعتك وترفع من رصيد تقييمك لدى مديرك الذي يراقب تحرُّكاتك بصمت. إضافة إلى أن الرغبة في مساعدة زملائك يزيد من ثقة المدير بك ويرفع من فرصك في تحقيق النجاح في علاقتك معه.
ومن النصائح المهمة أيضاً أن تتَّسم بالرغبة في التعلُّم، تقول المقولة: «الإنسان في رحلة دائمة من التعلُّم». ويعدُّ هذا الأمر من أكثر المعايير التي يطبّقها المدير لتقييم أدائك في العمل، فما إن يجد أنك قادر على التطور واكتساب خبرات جديدة حتى يعلو رصيدك عنده.
إن الاجتهاد في العمل والرغبة في تعلم كل جديد وبناء علاقات متينة مع الزملاء وامتلاكك ذهنية لمَّاحة له دور كبير في كسب ثقة تلك النوعية من المديرين والارتقاء إلى مستوى معاييرهم غير المُعلنة، ومتى أشكل عليك استيعاب ما يريده المدير الصامت؛ فكل ما عليك فعله هو التواصل مع زملائك الأقدم منك لتوجيهك إلى المسار الصحيح.
