معاً نحو بيئة مستدامة

00:07 صباحا

د. موزة سيف الدرمكي*

تكمن أهمية الاستدامة في أنها السبيل الوحيد لإطالة مدة بقاء ما لدينا من موارد وإمكانيات، والحفاظ عليها للأجيال القادمة. فكل الموارد مصيرها النفاد، وربما يأتي اليوم الذي لا نجد فيه هذه الموارد متوفرة كما كانت في السابق؛ الأمر الذي يتطلب منا تكاتف الجهود والسعي الحثيث كدول ومؤسسات وأفراد من أجل دفع هذا الضرر الذي قد يلحق بالكوكب ويهدد جميع المخلوقات على وجه الأرض.
لذلك أعلنت دولة الإمارات من جانبها عام 2023 عاماً للاستدامة، تحت شعار «اليوم للغد»، الذي شمل منذ الإعلان عنه الكثير من المبادرات والأنشطة التي تسلط الضوء وتنشر الوعي لدى أفراد المجتمع حول قضايا الاستدامة التي تسير جنباً إلى جنب مع القضايا العالمية وتوجيهات حكومتنا الرشيدة، التي بدأت منذ عهد مؤسس الدولة الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان طيب الله ثراه، الذي ترك بصمات خالدة في جميع المجالات، وفي مجال العمل البيئي والمناخي على وجه الخصوص، وكل ذلك من أجل الحفاظ على استدامة التنمية وتأمين مستقبلٍ أكثر رخاءً وازدهاراً لأبنائه.
وقد سار أبناؤه حكام الإمارات على نهجه، حيث قدمت دولة الإمارات منذ قيامها نموذجاً يحتذى في مجال الحفاظ على البيئة وصون مواردها. والشعار الذي تم اختياره لعام الاستدامة 2023 «اليوم للغد» يجسد رؤية الإمارات وأهدافها وتوجهاتها في مجال الاستدامة، الذي يبدو واضحاً من خلال قياسات دقيقة ومؤشرات حيوية، في مجال البيئة والسكان وتطور التعليم وانخفاض نسبة الوفيات، والتطوّر الحضاريّ، والتخطيط العمرانيّ، وغيرها من المقاييس، التي تثبت مكانة الدولة كوجهة ملائمة ومثالية للعيش والعمل فيها.
ويحظى عام الاستدامة 2023 بأهمية خاصة حيث تستضيف دولة الإمارات أكبر حدث عالمي في مجال العمل المناخي هو مؤتمر (COP28)، الذي يضم الدول الأطراف في اتفاقية الأمم المتحدة بشأن تغير المناخ والذي يجمع 197 دولة إلى جانب الاتحاد الأوروبي. ويعتبر المؤتمر علامة فارقة في سعي العالم لمواجهة خطر التغير المناخي. حيث يهدف المؤتمر للتفاوض والاتفاق على كيفية معالجة تغير المناخ، وخفض الانبعاثات والحد من الاحتباس الحراري.
وبوصف المؤتمر أكبر عملية لصنع القرار في العالم بشأن قضايا المناخ، فمن المتوقع أن يشارك فيه أكبر عدد من رؤساء الدول، والمنظمات، والشركات المحلية والعالمية الحكومية والخاصة والمهتمين، لتوحيد وتكثيف الجهود المتعلقة بالعمل على تطبيق توصيات العملية التفاوضية، الأمر الذي يؤكد دور الإمارات الهام والمحوري في تعزيز العمل الجماعي الدولي، وتوجيه الاهتمام نحو مجال الطاقة النظيفة والمتجددة، ورفع الوعي المجتمعي من أجل تبني حلول مبتكرة وفاعلة في مجال الاستدامة.
* جامعة كلباء

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/4s4722kp

عن الكاتب

دكتوراه الفلسفة في التربية الخاصة
أستاذ مساعد في جامعة كلباء، حاصلة على دكتوراه الفلسفة في التربية الخاصة، لديها خبرة تمتد 17 عاماً في تعليم وتدريب أصحاب الهمم من ذوي الإعاقة العقلية واضطراب التوحد.
حصلت على عدد من جوائز التميز مستوى الدولة، منها: (جائزة خليفة التربوية، جائزة حمدان للتميز التربوي ، جائزة الشارقة للتميز التربوي، جائزة الناموس للتميز التربوي، جائزة مدامة للاستدامة البيئية، جائزة الفجيرة للإستدامة البيئية)، ولديها عدد من الأبحاث العلمية المنشورة في مجلات علمية محكمة.

المزيد من الآراء

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"