كيف تتعلم من أخطاء العمل؟

00:20 صباحا
قراءة دقيقتين

هناك حقيقة ثابتة لا جدال فيها، وهي أن الجميع يخطئ بحكم الطبيعة البشرية؛ فلا أحد معصوم عن الخطأ. وأخطاء العمل هي جزء لا يتجزأ من منظومة الحياة، يحتم على أصحاب المشاريع الكبيرة والصغيرة على حد سواء أن يكونوا منفتحين على التعلم من الأخطاء.

رغم ذلك، يغلب على معظم أصحاب الشركات ورجال الأعمال عدم الاهتمام بمراجعة أخطائهم أو حتى تقييم نجاحاتهم. لكن عندما تتعمق في تحليل أسباب نجاحك أو فشلك، فعندها تستطيع أن تتعلم الكثير، وتتقدم إلى الأمام أكثر. ولذلك كله، سنرشدك إلى كيفية التعلم من أخطاء العمل، حتى قبل وقوعها.

في البداية يجب أن توطد في داخلك القدرة على تقبل الخطأ، وعدم نشدان الكمال إطلاقاً، لأن ذلك محال. عندما تدرك أن ارتكاب الأخطاء جزء من الرحلة، وخطوة مهمة إلى المحطة القادمة؛ تبدأ في استكشاف العطايا المستترة خلف كل زلة أو هفوة.

أما خير سبيل للتعلم، واكتساب معرفة مهنية ثرية، فهو ارتكاب المزيد من الأخطاء. نعم بالضبط، ذلك أن ارتكاب الأخطاء في العمل يكون في بعض الأحيان هو الطريقة الوحيدة لتعلم الدروس الصعبة. هذا لا يعني أن تخطئ عمداً، بل أن تضع نفسك في مواقف جديدة وتحديات غير مألوفة حتى تتعلم من الأخطاء الأكيدة التي ستحدث نتيجة قلة الخبرة في ذاك الموقف أو التحدي الجديد.

سواء كنت مديراً أو موظفاً يمكنك دوماً أن تعلن أخطاءك علانية، وتجعل زملاءك في العمل أو العاملين تحت إشرافك يطرحون أسئلة من قبيل: «كيف حدث الخطأ؟، ولماذا حدث؟، وما السبيل إلى تلافي تكراره؟

بهذه الطريقة أنت تنقل رسالة إلى الآخرين بأن الخطأ ليس عيباً ولا نهاية العالم، وتعلّمهم كيف يعترفون بأخطائهم دون خوف، وكيف يتجنبون تكرارها، والأهم من ذلك هو نقل الخبرة إلى من لم يقع في نفس الخطأ، مما يساعد الجميع على تجنب عشرات الأخطاء التي سبقهم إلى ارتكابها زملاؤهم في العمل.

أما الخطوة الأخيرة في رحلة التعلم من أخطاء العمل، فهي إدراكك إلى أين تذهب بعد أن تضع نفسك في مواقف وتحديات جديدة، وترتكب الأخطاء، ثم تصرح عنها علانية لتعم الفائدة؛ وتخليك عن الشعور بالذنب الذي يرافق ارتكاب الأخطاء، حاملاً الدروس التي تعلمتها معك أينما توجهت. وفي هذا الصدد يقول أحد رجال الأعمال المشهورين: «إن تعريف رجل الأعمال بالنسبة لي هو الشخص المستعد للفشل، مما يستلزم الكثير من الشجاعة لاغتنام فرص التعلم من الأخطاء».

[email protected]

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/5n86847c

عن الكاتب

المزيد من الآراء

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"