عادي

محبة الأدب تجمع بين الثقافتين العربية والروسية

14:41 مساء
قراءة 3 دقائق
محبة الأدب تجمع بين الثقافتين العربية والروسية
محبة الأدب تجمع بين الثقافتين العربية والروسية
نظم مركز أبوظبي للغة العربية المؤتمر الدولي «على خطى الفهم المتبادل: الترجمة الأدبية العربية-الروسية والروسية-العربية»، يومي 21 – 22 ديسمبر 2023 الجاري بمشاركة نخبة من الكتاب والشعراء والمترجمين وعلماء اللغة الروس والعرب، وذلك ضمن فعالية «أيام العربية» في موسكو، بالتعاون مع معهد الدراسات الشرقية التابع للأكاديمية الروسية للعلوم، والجامعة الوطنية للبحوث - المدرسة العليا للاقتصاد، وسفارة الإمارات العربية المتحدة لدى الاتحاد الروسي.
شكل المؤتمر جسراً للتلاقي الحضاري بين الثقافات، وتعزيز التقارب والتفاهم والحوار بين المجتمعات عبر نقل التراث والثقافة والأدب، وما تحمله من عادات وأفكار ورؤى، كما سعى إلى تعزيز الوعي باللغة العربية، والإضاءة على تجلّياتها الفنية والثقافية والحضارية، والتعريف بمفكّريها ومبدعيها من خلال تقديم تجارب لغوية ممتعة تجمع مختلف الفنون التي ترتكز على متانة اللغة العربية وبلاغتها، تزامناً مع احتفاء اليونيسكو باليوم العالمي للغة العربية في الثامن عشر من ديسمبر في كل عام.
وقال الدكتور علي بن تميم، رئيس المركز: «إن التركيز على اللغة العربية ونشرها يمثل بعداً رئيساً في تعزيز هويتنا الثقافية الرائدة، التي أثبتت ثقلها ورقيّها بين الحضارات، وننطلق اليوم عبر هذا المؤتمر لتعزيز التواصل الحضاري والثقافي مع أحد أعرق المرتكزات الأدبية الثقافية في موسكو، وتبادل الحوار والتعريف بالإصدارات الخالدة للغتنا وثقافتنا عبر الترجمات، والتعرّف إلى روائع ما أنتجته الشعوب الأخرى، خصوصاً الأدب الروسي العريق».
وأضاف: «إن اللغة وتجلياتها في الأدب والشعر والفنون من أرفع الوسائل للتقارب البنّاء بين الشعوب والحوار بين الحضارات؛ إذ تختزل الآداب والشعر والفنون رحلةَ الإنسان عبر مراحل نهضة وبناء الحضارات، وتنقل أصداء السعي الإنساني نحو الاستقرار والنجاح والسعادة وصنع المستقبل».
وتضمّنت فعّاليات المؤتمر عدداً من الأنشطة والجلسات النقاشية الحوارية، إذ استضافت مجموعة من الأدباء والمختصّين والأكاديميين في مجالات الأدب واللغة، وتخللتها عروض موسيقية متنوّعة أضافت أجواء مميّزة للمؤتمر. وانعقدت الجلسة الافتتاحية بحضور الدكتور فيليكس أزهيموف، عميد كلية العلوم الإنسانية في الجامعة الوطنية للبحوث بالمدرسة العليا للاقتصاد، والدكتور فيتالي ناومكين، رئيس معهد الدراسات الشرقية في الأكاديمية الروسية للعلوم، والدكتور علي بن تميم، ومحمد راشد المنصوري، رئيس القسم السياسي في سفارة الإمارات لدى روسيا الاتحادية.
*خيال
حملت الجلسة النقاشية الأولى عنوان «الخيال في الأدب الروسي والعربي»، وتحدّث فيها كل من الدكتور علي بن تميم، ويكاترينا كولوسكوفا، مترجمة للأدب العربي؛ ويكاترينا زفونتسوفا، محرّرة، ومدرّسة للمهارات الأدبية، وكاتبة روايات؛ وقدّمها الدكتور فاسيلي كوزنيتسوف، نائب رئيس معهد الدراسات الشرقية. وناقشت الجلسة دور أدب الخيال في الثقافات الروسية والعربية. وقدّمت سردية متأمّلة حول الرؤية والمفهوم لنوع الخيال في التقاليد الأدبية الروسية والنظرة الأدنى له من أدب الواقعية، وغيرها من التفاصيل الغنية حول هذه المفاهيم.
أما الجلسة الثانية للمؤتمر، فطرحت موضوع «فنّ الرواية والمثاقفة بين الروسية والعربية»، وتحدّث فيها شاميل إدياتولين، صحفي وكاتب وفائز بجائزة الكتاب الكبير؛ والدكتورة كريستينا أوسيبوفا، أستاذ مساعد في قسم الفيلولوجيا العربية في معهد الدراسات الآسيوية والإفريقية بجامعة موسكو الحكومية؛ وأدار الحوار رامي القليوبي، صحفي ومترجم مصري روسي. وناقشت الجلسة ملامح الرواية في الأدب الروسي والعربي الحديث، وأسباب رغبة الجمهور في الاستمتاع بهذا النوع الأدبي مرّة أخرى، والعناصر المشتركة بين الروايات الحديثة في كل من الثقافتين والاختلافات بينهما.
*ذكاء اصطناعي
وجاءت الجلسة الثالثة من المؤتمر بعنوان «هل سيحلّ الذكاء الاصطناعي محلّ فنّ الترجمة؟»، وتحدّث فيها كل من الدكتور ألكسندر كوستيركين، باحث رئيس في قسم اللغات الآسيوية والإفريقية في معهد الدراسات الشرقية بأكاديمية العلوم الروسية، وكسينيابورجسكايا، كاتبة وشاعرة وإعلامية ومدرّبة مختصّة في الذكاء الاصطناعي، والدكتور عبدالله أبو شميس، رئيس وحدة البحوث ودراسات اللغة بالإنابة في مركز أبوظبي للغة العربية. وأدارت الحوار الدكتورة برلنت قابيل، رئيس قسم البرامج في مركز أبوظبي للغة العربية. وأجابت الجلسة عن عدد من التساؤلات أهمّها، مم يتكوّن فن الترجمة؟ وهل يمكن للذكاء الاصطناعي أن يحلّ محلّ الإنسان في الترجمة؟ وما السمات المحدّدة لاستخدام تقنيات الذكاء الاصطناعي في الترجمة الأدبية من الروسية إلى العربية والعكس؟ كما ناقشت مجموعة من الأفكار حول تأثير التقارب بين الشعوب والثقافات، الناجم عن تقنيات الترجمة الآلية، على تهديد الهوية الثقافية.
التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
http://tinyurl.com/mu8njuhs

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"