عادي

قضاء الفرائض

22:53 مساء
قراءة دقيقتين
1
عارف الشيخ

د. عارف الشيخ

فرض الله علينا خمس صلوات في اليوم والليلة، ولكل فرض ثلاثة أوقات كما ذكر السادة فقهاء المذاهب الأربعة في كتبهم مع اختلاف يسير فيما بينهم.

ووقت الأداء يبدأ بمجرد دخول الوقت، سمعت الأذان أو لم تسمع، والوقت الأول هو وقت الفضيلة، بأن تصلي في أول وقتها كما ورد في الحديث الشريف عن ابن مسعود رضي الله عنه قال: سألت النبي صلى الله عليه وسلم: أي العمل أحب إلى الله؟ قال: الصلاة على وقتها. قال: قلت: ثم أيّ؟ قال: بر الوالدين. قلت: ثم أيّ؟ قال: الجهاد في سبيل الله. متفق عليه.

والوقت الثاني هو الوقت الاختياري، وهو الذي يغلب فيه أداء الصلاة لكل أحد.

والوقت الثالث هو الوقت الاضطراري، وهو الذي يأثم فيه الإنسان إذا أخّر صلاته إلى نهاية الوقت من غير عذر شرعي.

إذاً، الأصل أن يصلي المسلم كل صلاة في وقتها، ولا يجوز له أن يؤخرها حتى يخرج وقتها، وإذا خرج وقتها لعذر شرعي فإن الفرض لا يسقط، بل عليه أن يقضيها.

وقضاء الفوائت، على أرجح الأقوال، يجب في أي وقت يتذكرها الإنسان أو يقدر عليها، ولا يؤخر قضاء الفوائت إلى يوم آخر، لأنه لا يضمن عمره.

وقد ورد في الحديث الصحيح أن الرسول، صلى الله عليه وسلم، قال: من نسي صلاة فليصلها متى ذكرها، لا كفارة لها إلا ذلك.

ولذلك يقول الشيخ الخرشي المالكي في «شرح مختصر العلامة خليل»: وجب قضاء فائتة مطلقاً، يعني أن الصلاة الفائتة يجب على المكلف قضاؤها فوراً، سواء تركها عمداً أو سهواً للحديث الوارد.

ثم إن الفقهاء فصّلوا في كيفية قضاء الصلوات الفائتة، فقالوا: من فاتته صلوات يوم كامل فعليه أن يقضيها مرتبة، أي لا يصلي العصر مثلاً قبل الظهر، أو العشاء قبل المغرب، بل يبدأ بقضاء الصبح، مثلاً، ثم الظهر، ثم العصر، ثم المغرب، ثم العشاء.

أما لو كان عليه قضاء صلوات أيام عدّة فلا يشترط أن يتقيد بالترتيب، فله أن يقدّم العصر على الظهر، والفجر على المغرب، وهكذا.

ومع ذلك، فإن له أن يقضي مع كل صلاة عدداً من فوائت تلك الصلاة بعدها.

وبالمناسبة، فإن بعضهم يسأل: وهل أقضي الفائتة بعد سنن الرواتب؟

أقول: إن الفقهاء يقولون: قضاء الفوائت أفضل من أداء سنن الرواتب، فمن كانت عليه فائتة أو فوائت فله أن يكتفي بقضاء الفوائت ولا يأتي بالسنة الراتبة، لأن ثواب الفريضة أعظم عند الله من ثواب النافلة. وقد أشار الرسول، صلى الله عليه وسلم، إلى مثل هذا في حديث: من أدرك منكم صلاة الغداة من غد صالحاً فليقض معها مثلها. رواه أبو داوود.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
http://tinyurl.com/3bu73kyv

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"