عادي

ما لا يحلّ للمرأة في الإحداد

23:21 مساء
قراءة دقيقتين
1
عارف الشيخ

د. عارف الشيخ

قلنا إن المرأة المتوفى عنها زوجها عليها الإحداد مع العدة، والإحداد عرّفناه بأنه الامتناع عن الزينة وما في معناها مدة مخصوصة، وفي أحوال مخصوصة.

إذن، فإن الزينة هي كل ما يعتبرها الشرع أو العرف زينة، ولا فرق بين ما يتصل بالبدن أو الثياب أو ما يلفت الأنظار إليها، وذكر العلماء مثل خروجها من مسكنها الذي تعتد فيه.

لكن لكل قاعدة استثناء، فالمعتدة المُحدّة يجوز لها أن تلبس بعض الألوان من الثياب إذا كانت من ثيابها العادية، ومما لا يعتبرها العرف من الزينة.

والزينة، كما قلنا، موضعها البدن والثياب والحليّ، وليس كما يقول بعضهم أنها لا تستخدم الصابون ولا تأكل الريحان وما أشبه ذلك، فهذا ليس بصحيح، لأن الأكل لا يدخل في الزينة.

ولا يدخل في الزينة أيضاً الكحل إذا لم تبالغ فيه، وما يستخدم للتداوي، وكل زيت أو صابون غير عطري، جاز لها أن تستخدمه عند المالكية والحنابلة، انظر:«الخرشي» ج3، ص288، والمغني لابن قدامة ج9، ص167.

ومما ينبغي لها أن تعرف بأنها لو كانت موظفة وطلبت جهة عملها أن تداوم كان لها ذلك، كما لو احتاجت إلى توصيل أولادها إلى المدرسة جاز لها ذلك، للحديث الوارد عن النبي صلى الله عليه وسلم عن جابر قال: طلقت خالتي ثلاثاً فخرجت تجذّ نخلها، فلقيها رجل فنهاها، فذكرت ذلك للنبي صلى الله عليه وسلم فقال: اخرجي فجذّي نخلك. لعلك أن تتصدقي منه أو تفعلي خيراً. رواه النسائي وأبو داوود.

إذن، فإنها لها أن تخرج للعمل نهاراً أو حسب نظام العمل، إلا أنها لا تبيت في غير بيتها، انظر: «المغني» ج7، ص526.

وللمعتدة المتوفى عنها زوجها تقليم أظافرها والاغتسال، ونتف الإبط، وإزالة بعض الشعر المستقبح، ولها أيضاً أن تقابل الرجال الأجانب من غير زينة إذا كان ذلك لحاجة ضرورية.

أما سكن المعتدة التي في الإحداد، فهو بيت الزوجية الذي فيه بلغها نعي زوجها، وللضرورة يجوز لها الانتقال إلى مسكن آخر، والسكن إذا كان بالإيجار، فإن الإيجار يكون من تركة المتوفى على الأرجح، انظر:«نهاية المحتاج»، ج7، ص145 و«المغني» ج9، ص291.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/58b323ke

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"