عادي
أفضل عمل في مهرجان المسرح العربي

العرض المغربي «تكنزا.. قصة تودة» يفوز بجائزة سلطان

23:32 مساء
قراءة 5 دقائق
العرض المغربي «تودة» الفائز بجائزة سلطان
إسماعيل عبد الله وجبار جودي مع بعض الفائزين في مسابقات «العربية للمسرح»

بغداد: محمد إسماعيل زاهر

فاز العرض المغربي «تكنزا.. قصة تودة» من تأليف طارق الربح وإسماعيل الوعرابي، وإخراج أمين ناسور، ب«جائزة الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي لأفضل عمل مسرحي عربي»، جاء ذلك في ختام فعاليات الدورة الرابعة عشرة من مهرجان المسرح العربي في بغداد، وقد شهد حفل الختام الذي أقيم في المسرح الوطني، مساء أمس الأول الخميس، كل من وزير الثقافة العراقي محمد فكاك البدراني، وإسماعيل عبد الله الأمين العام للهيئة العربية للمسرح، وجبار جودي نقيب الفنانين العراقيين.

بدأ الحفل الذي قدمته الفنانة شذا سالم، بفقرة موسيقية، وأداء لفرقة الأنبار للفنون الشعبية، وألقى جبار جودي كلمة، أشاد فيها بدور صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، في دعم المسرح العربي، والارتقاء به، وتوجه بالشكر إلى كل المشاركين في هذه الدورة من المهرجان، والذين لم يدخروا جهداً في إنجاح مختلف فعاليات هذا الكرنفال الفني والثقافي الكبير.

وقرأ الدكتور عقيل مهدي تقرير بيان المؤتمر الفكري، والذي أكد فيه أن المشاركين في المؤتمر يرفضون، بقوة، انتشار مقولة موت المؤلف، بخاصة في مجال المسرح، فمن دون كاتب لا يوجد فن جاد وهادف، وأشار إلى أن المسرح يعتمد بدرجة أساسية على الصورة، ولكنه لا يسمح بتغولها على بقية عناصر العرض، وقرأ عدة توصيات عدة، مثلت خلاصة ذلك العصف الذهني الذي أقيم على هامش المهرجان، ومنها ضرورة تشجيع البحث في دراسات تتعلق بإبراز دور المرأة في المسرح، والسعي إلى حوار خلاق بين المسرحَين، العربي والغربي، يفضي إلى حالة من التثاقف التي يستفيد منها «أبو الفنون» في مختلف الأقطار العربية، وطالب البيان كذلك بضرورة أن تركز الأعمال المسرحية على مشكلاتنا الاجتماعية الحقيقية والابتعاد عن التغريب مع تجنب الانغلاق على الذات في الوقت نفسه.

وكرم إسماعيل عبد الله، يرافقه جبار جودي، بجوائز مسابقات الهيئة للبحث العلمي المسرحي، والنص الموجه للأطفال، والنص الموجه للكبار.

تنافس

وأشار الفنان السوري أيمن زيدان، رئيس لجنة التحكيم، إلى أن هناك 12 عملاً مسرحياً تنافست على «جائزة الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي لأفضل عمل مسرحي عرب»، ولفت إلى أن اللجنة عقدت 9 اجتماعات لمناقشة تلك الأعمال، وهي: «ثورة» من الجزائر، وهي مقتبسة عن نص لكاتب ياسين، «فريميولوجيا» من الأردن تأليف وإخراج د. الحاكم مسعود، «سدرة الشيخ» من سلطنة عمان عن رواية «الشيخ الأبيض» لصاحب السمو حاكم الشارقة، «بيت أبو عبد الله» من العراق تأليف وإخراج أنس عبد الصمد، «اكستازيا» من المغرب«تأليف وإخراج ياسين أحجام، «زغنبوت» من الإمارات تأليف إسماعيل عبد الله وإخراج محمد العامري،«حلمت بيك البارح» من تونس، تأليف وإخراج لبنى مليكة، «الجلاد» من الإمارات، تأليف احمد الماجد وإخراج إلهام محمد، «حياة سعيدة»، و«صفصاف»، من العراق، و«غدا وهناك» من تونس، ثم أعلن زيدان عن العرض الفائز بالجائزة، وقد تكونت لجنة التحكيم من: حسام أبوعيشة من فلسطين، ود. سامح مهران من مصر، وعلي الفلاح من ليبيا، ود. هشام زين الدين من لبنان. وشهد المهرجان زخماً على مستوى الأطروحات النظرية حول مختلف مفاصل المسرح، فعلى مدار سبعة أيام ناقش المؤتمر الفكري العديد من القضايا والإشكاليات المتعلقة بالدراما وآفاقها المختلفة، حيث خصص اليوم الأول للنص المسرحي، والثاني للحساسيات الجديدة، وجاء الثالث بعنوان «يوم التفاعلية»، ودرس الرابع دور الصورة في العمل المسرحي، ودار الخامس حول مستقبل «أبو الفنون»، وناقش السادس مضمون الكتب التي أصدرتها الهيئة العربية عن المسرح العراقي، وألقى اليوم السابع الضوء على المسرح العراقي في المهجر.

*بحث دؤوب

وبدا واضحاً في مداخلات المؤتمر الفكري ذلك البحث الدؤوب عن آفاق جديدة للخشبة، من خلال رصد تجارب تنتمي إلى ثقافات أخرى، تهدف إلى فك الارتباط المعروف بين المسرح والمركز الثقافي الغربي، وفي هذا المفصل طرحت نماذج مسرحية مختلفة، مثل: مسرح «كاتالاكي» في الهند، ومسرحَي «كابوكي» و«نو» في اليابان، وأنواع أخرى في الصين ودول شرق آسيا. وتطرقت مداخلات في المؤتمر إلى الأزمات التي عاشها المسرح في السابق نتيجة لمنافسة السينما والتلفزيون، وسأل البعض: هل المصاعب التي تواجه المسرح ناجمة عن عقبات تواجه الدراما، أم أن المجتمعات المختلفة تعيش تحولات مفصلية بسبب العولمة وتوابعها؟ وما هو تأثير التطور التكنولوجي فائق الحداثة في المسرح؟

وتضمن المهرجان ندوة عن المسرح والمقاومة الثقافية في فلسطين، أضاءت على تجارب مسرح الحرية-جنين، والمسرح الشعبي-رام الله، ومسرح سنابل-القدس، ودار فيها الحوار حول أعمال، عربية أو غربية، وظفها الفنان الفلسطيني ليبرز من خلالها وعيه بمسألة المقاومة، حيث تحدث بعضهم عن مسرحيات فلسطينية شهيرة، مثل «اسرق أقل رجاء»، المأخوذة عن نص لداريوفو، و«رحلات أبو الخيرزان» المقتبسة عن رواية «رجال في الشمس» لغسان كنفاني..إلخ.

وعلى هامش المهرجان عقدت ندوة في كلية الفنون الجميلة - جامعة بغداد، حول المسابقة العربية للبحث العلمي المسرحي في نسختها الثامنة، والتي جاء موضوعها بعنوان «الخصوصية الفكرية والجمالية في التجربة المسرحية النسوية.. أنموذج تطبيقي على تجربة معاصرة لواحدة من سيدات المسرح العربي»، وفازت بالمركز الأول فيها أمينة بنت أحمد دشراوي «تونس»، وذهب المركز الثاني إلى فاطمة أكنفر «المغرب»، وحصلت منى عرفة «مصر» على المركز الثالث.

إصدارات

وأصدرت الهيئة العربية للمسرح 20 كتاباً جديداً حول المسرح العراقي، تنوعت بين النقد والدراسة البحثية، والتوثيق، والتأليف النصي، ومن أبرز تلك العناوين: «مفاهيمية العلامة المسرحية.. الدلالة والتحولات» للدكتورة إيمان الكبيسي، و«الملتيميديا في المسرح» لبهاء الكاظمي، و«العولمة والعرض» لتحرير الأسدي، و«تركيبة الأداء في الفرق العراقية المعاصرة» لتمار ميثم، و«حضور المؤدي.. غياب التمثيل» لحيدر جمعة.

وكرم المهرجان 23 فناناً من قامات المسرح العراقي، وهم: د. ياسر البراك، ود.محمد حسين حبيب، ومازن محمد مصطفى، ود. كريم عبود، وكاظم النصار، وطلال هادي، ورائد محسن، ود. حليم هاتف جاسم، وحاتم عودة، وبيات مرعي، ود. إقبال نعيم سلمان، وأحلام عرب، وآسيا كمال، وآلاء حسين، وجواد الساعدي، وحكيم جاسم، وحيدر حسين، وسهى سالم، وعكاب حمدي، وكريم رشيد، وكريم محسن، ومثال غازي، ومناضل داوود.

احتفاء بالأصالة

ينتمي العرض الفائز «تكنزا.. قصة تودة» إلى تلك الأعمال التي تدعو إلى التمسك بالجذور، من خلال الفتاة تودة التي تهاجر من منطقة الجنوب الشرقي في المغرب، إلى إحدى المدن الكبرى، ولكنها لا تتأقلم في حياتها الجديدة، ولا تشعر إلا بالاغتراب، فتقرر في لحظة حنين العودة إلى قريتها، والعرض الذي يدمج الحوار بالموسيقى الشعبية والرقص، يحتفي أيضاً بالنساء، فتودة فتاة قوية نشأت في منطقة تقول إحدى أشهر أغنياتها «في الجنوب كل النساء بقلبين، وهناك كتاب يمشي على قدمين».

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
http://tinyurl.com/2nrba2sk

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"