عادي
بشراكة علمية مع جامعة ولاية كاليفورنيا- تشيكو و«الشارقة للتعليم»

«الخدمات الإنسانية» تنظم مؤتمراً حول الرياضة المعدلة لذوي الإعاقة

19:47 مساء
قراءة 5 دقائق
  • منى اليافعي: منصة للارتقاء بمستوى البرامج التدريبية والمهارية
  • 26 باحثاً يناقشون 4 محاور رئيسية عبر 18 ورقة عمل
  • رفع مستوى الوعي بأحدث المستجدات والممارسات في مجال
الشارقة: مها عادل

أعلنت مدينة الشارقة للخدمات الإنسانية، الأربعاء، خلال المؤتمر الصحفي الذي عقد في أكاديمية الشارقة للتعليم، عن أجندة وتفاصيل المؤتمر العلمي الدولي «النظرية والممارسة في التربية الرياضية المعدلة» الذي تنظِّمهُ يومي 6 و7 مارس المقبل، تحت رعاية كريمة من صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى للاتحاد حاكم الشارقة، وبالشَّراكة العلمية مع جامعة ولاية كاليفورنيا- تشيكو، وأكاديمية الشارقة للتعليم.

يهدف المؤتمر إلى رفع مستوى الوعي حول أحدث المستجدات والممارسات الحديثة في مجال التربية الرياضية المعدلة لذوي الإعاقة «الإعاقة الذهنية، واضطراب طيف التوحد، والإعاقات الشديدة والمتعددة»، كما يوجِّه إلى تطوير البرامج والخدمات المُقدمة من خلال تسليط الضوء عليها وتوفير معارف جديدة وتبادل خبرات حول التربية الرياضية المعدلة.

وأكَّدت منى عبدالكريم اليافعي، مدير عام المدينة، أن المؤتمر العلمي الدولي الذي تحتضنه إمارة الشارقة «المدينة الصديقة لذوي الإعاقة»، بمشاركة وحضور نخبة من الخبراء والمتخصصين، في علوم الحركة والتربية الرياضية المعدّلة يعد منصة معرفية للارتقاء أكثر بمستوى البرامج التدريبية والمهارية لذوي الإعاقة.

وقالت: «يحرص المؤتمر على مناقشة الخصائص التربوية والنفسية والصحية والتطبيقات العملية لمثل هذه الرياضات، كما يفتح المجال للاطّلاع على الممارسات الحديثة والمتطورة في الخدمات والتطبيقات، ودعم الأفراد والأسر في هذا المجال».

وأضافت أن موضوع التربية الرياضية المعدلة، ورغم أهميته، لم يلق الاهتمام المناسب في البلاد العربية، وهذا يستدعي المزيد من البحث وتسليط الضوء على جوانبه المتعددة، بما يعزز استقلالية الطلاب ذوي الإعاقة ودمجهم في منظومة التنمية المستدامة، ولا بد أن ندرك في مجتمعاتنا أن التربية الرياضية المُعدَّلة، تتيح الفرصة لتنمية المهارات الحركية والقدرات البدنية لهم عبر برنامج تأهيلي وعلاجي، ما يمكنهم من اكتشاف إمكانياتهم، ليصبحوا أكثر ثقةً بأنفسهم وفاعليةً في المجتمعات.

وأوضحت أن المدينة، وخلال الفصل الأول من العام الدراسي الحالي، استفاد من خدمات التربية الخاصة فيها وفق أفضل المُمارسات العالمية، 916 طالباً من ذوي الإعاقة الذهنية، واضطراب طيف التوحد، والإعاقات الشديدة والمتعددة، وهم يشكلون نسبة 79.41% من إجمالي الطلبة، وهذا الإنجاز ينسجم مع أهداف المؤتمر في رفع مستوى الوعي بأحدث ممارسات ومعارف التربية الرياضية المعدلة لهم، فالمؤتمر يسهم في تعديل وتكييف المناهج والمقاييس، بما يتلاءم مع أنواع الإعاقة كافة، كما يسعى إلى تشجيع المنظمات الرياضية والجهات الحكومية والمجتمعية، على دعم الرياضات المخصصة، وتحقيق المساواة والعدالة للأشخاص ذوي الإعاقة.

وتوجهت مدير عام المدينة رئيس المؤتمر بالشكر إلى شريكي المدينة في تنظيم المؤتمر، جامعة ولاية كاليفورنيا - تشيكو في الولايات المتحدة الأمريكية، وأكاديمية الشارقة للتعليم، وإلى رعاة المؤتمر: هيئة الشارقة للموانئ والجمارك والمناطق الحرة، مؤسسة نفط الشارقة الوطنية، مدرسة، شركة إليكو للصناعات المحدودة، المعرفة الدولية الخاصة، وإلى الشركاء: غرفة تجارة وصناعة الشارقة، وبنك دبي الإسلامي.

وفي رسالة مرئية مُسجلة عبَّرت البروفيسور «ريبيكا لايتل» من الجامعة عن سعادتها لأنها ستكون قريباً في إمارة الشارقة، العاصمة الثقافية والتعليمية للدولة، مشيدةً بالتعاون القائم بين الجامعة والمدينة والأكاديمية، والعمل المشترك في تنظيم المؤتمر العلمي الدولي «النظرية والممارسة في التربية الرياضية المعدلة».

وأشارت إلى أن المؤتمر سيشهد مزيجاً من الأبحاث الحالية، وورش عمل عملية تحتوي على معلومات يمكن العمل بها على الفور، مؤكدةً أن الجميع متحمس لهذا التعاون بين كبار المتخصصين من أنحاء العالم، الذين سيقدمون أبحاثهم وأنشطتهم، حيث يعد هذا التعاون الدولي مهمّاً للغاية لتوسيع المعرفة المهنية.

كما أكدت خولة أحمد الحوسني، مدير العمليات بالأكاديمية أهمية التعاون المشترك مع المدينة، والجامعة لدعم وتمكين ذوي الإعاقة وفق أفضل الممارسات العالمية في مجال الرياضة المعدلة.

وقالت: «تعد التربية الرياضية المعدلة تحولاً مهمّاً في عالم التعليم، حيث تمتزج الابتكارات التكنولوجية بالمفاهيم التقليدية لتوفر بيئة تعليمية تتيح لذوي الإعاقة الاستفادة القصوى من تجاربهم التعليمية، وسيسهم الاستثمار في هذا الميدان الحيوي في تعزيز قدراتهم وتفاعلهم الإيجابي مع التعلم».

وأضافت: «نؤمن في الأكاديمية بقدرة العلوم بمختلف تخصصاتها على منحنا حلولاً فعّالة للتحديات التي تواجهنا جميعاً بما في ذلك ذوو الإعاقة، وملتزمون بتقديم دعمنا الكامل للمبادرات التي تهدف إلى تعزيز التربية الرياضية المعدلة، ونعتبر هذا التوجه الابتكاري جزءاً من رؤيتنا لتطوير بيئة تعليمية شاملة ومتكاملة للجميع».

وتطرق محمد فوزي، مدير مركز التدخل المبكر، رئيس اللجنة العلمية للمؤتمر، إلى أن المدينة حريصة منذ تأسيسها على تقديم كل ما هو جديد للمجتمع المحلي والعربي والعالمي، ومن هذا المنطلق ومنذ سنوات عدة، تنظم المدينة مؤتمراً علمياً كل عام استكمالاً لهذا النهج.

وكشف أنه تم استقبال ملخصات وأوراق العمل 63 مشاركة من 17 دولة «10 عربية و7 أجنبية» ومن عدة جهات داخل وخارج الدولة، وعكفت اللجنة العلمية للمؤتمر خلال الفترة الماضية على دراستها واختيار ما هو أكثر مواءمة وملاءمة لاحتياجات وتطلعات المؤتمر وصولاً إلى مرحلة إعلان الجدول النهائي للمؤتمر.

وتطرق فوزي إلى محاور المؤتمر «التأهيل» الذي يغطي الاختبارات والمناهج والتطوير المهني والسياسات، بالإضافة إلى تجارب عالمية، أما المحور الثاني «الصحة والسلامة» للتحدث عن الفوائد الصحية والجوانب الطبية المتعلقة بالمجال، والبيئة الآمنة والتغذية، والمحور الثالث «التكنولوجيا» ومن خلاله سيتم عرض تجارب ثرية في مجال التقنيات والأدوات المتاحة والمعدلة لمساعدة ذوي الإعاقة على الانخراط في الرياضات المحببة إليهم، والمحور الرابع «التعليم الدامج» وسيتم التركيز من خلاله على أهمية الألعاب والأنشطة الدامجة ودور المعلمين والاختصاصيين في مجال التربية الرياضية المعدلة والتنمية المستدامة، كما سيكون هناك العديد من الأنشطة الرياضية المعدلة التفاعلية خلال المؤتمر، وتمت تغطية هذه المحاور عبر 18 ورقة عمل من خلال 26 باحثاً، وسيتم تنظيم أربع ورش عمل على مدار يومي المؤتمر.

وعلى هامش المؤتمر، قال مصطفى الضويني، معلم تربية رياضية بالمدينة، ل«الخليج»: «التربية الرياضية المعدلة، برنامج يشمل توظيف العديد من الرياضات وتسهيل ممارستها لذوي الإعاقة، وهناك نماذج من التعديلات التي يمكن تنفيذها على بعض الرياضات لتناسب أنواع الإعاقة، مثل كرة السلة، حيث يمكن ممارستها على كرسي مدولب مثلاً، ورياضة كرة القدم بالجرس التي يستخدمها ذوو الإعاقة البصرية، وغيرها الكثير، فالرياضة المعدلة برنامج فردي يمكن ممارسته جماعياً، ويتم تقديمها حسب الاحتياجات الفريدة والخاصة بكل طالب، والتعديل قد يشمل القواعد والقوانين وأساليب التواصل بين المعلم وذوي الإعاقة بكل رياضة».

ويتابع: «تتعدد الأهداف والمكاسب المرجوة من تطبيق هذا النوع من الرياضات؛ فهي لا تقتصر على اكتساب لياقة بدنية فقط، بل تمتد لتشمل العديد من المكاسب التي تنعكس على الطالب وأسرته والمجتمع، حيث تعمل على تنمية صحة القلب والأوعية الدموية والحفاظ على جودة الحياة وتسهيل عملية الدمج مع طلاب المدارس من خلال الرياضة والترفية، إلى جانب العامل النفسي وزيادة الثقة بالنفس والاستقلالية، وتزيد وعي المجتمع بقدرات واحتياجات ذوي الإعاقة».

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
http://tinyurl.com/muysn26m

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"