عادي
حملة تتواصل 4 أعوام

التوعية.. بداية مواجهة صعوبات التعلم

23:58 مساء
قراءة 4 دقائق

تحقيق: مها عادل

تبنى مركز صعوبات التعلم بالشارقة، حملة وطنية للتوعية بصعوبات التعلم تهدف إلى زيادة الوعي المجتمعي بها، وإرشاد الأهل إلى كيفية التعامل مع هذه الحالات بالتعاون مع المختصين، ومشاركة الأهل في التعامل مع المشكلات التي قد تواجه أبناءهم.

«الخليج» أجرت جولة في أروقة مركز صعوبات التعلم، للتعرف إلى ملامح الحملة، وتجارب الأهل والأبناء، وروشتة المختصين، وتوقهم بزيادة الدعم والاهتمام بهذه الفئة.

الصورة

تطلعنا د. هنادي السويدي، مدير مركز الشارقة لصعوبات التعلم، على أهداف الحملة والنتائج المرجوة منها، فتقول: «أطلقنا بمركز الشارقة لصعوبات التعلم حملة تحت عنوان «الحملة التوعوية الوطنية حول صعوبات التعلم» والتي تستهدف مجموعة من المؤسسات الحكومية والشبه حكومية في إمارة الشارقة والإمارات الأخرى».

وتتابع: «نتوقع بخصوص نتائج هذه الحملة، أن تزداد نسبة الوعي والفهم لماهية صعوبات التعلم في المجتمع عموماً، الأمر الذي سيغير النظرة العامة تجاه هذه الفئة إيجابياً، وتوضح للكثيرين أنهم أفراد قادرون على تجاوز صعوباتهم، وأن يصبحوا فاعلين في المجتمع، ونتوقع زيادة اهتمام المؤسسات والجهات المختصة بهذه الفئة، ما سينعكس من خلال زيادة الدعم لهم بجميع أشكاله وجوانبه، ويؤدي إلى تبني أصحاب القرار لاحتياجاتها وإصدار المزيد من القرارات التي تحافظ على حقوقهم، وتشكل شبكة أمان لهم على المستوى التعليمي أو الوظيفي».

الصورة

فعاليات وبرامج

انطلقت الحملة خلال شهري أكتوبر ونوفمبر 2023، وتستمر أربعة أعوام، لنشر الوعي والمعرفة العلمية بصعوبات التعلم، والاطلاع على أهم الخدمات التي يقدمها المركز، إضافة إلى تسليط الضوء على أبرز مبادراته التي تخدم ذوي صعوبات التعلم، مثل مختبر محاكاة ذوي صعوبات التعلم والتطبيق الذكي وقصص صعوبات التعلم.

وتضم الحملة العديد من الفعاليات والبرامج، مثل أفلام التوعية وزيارة مختبر صعوبات التعلم والمقابلات التلفزيونية والأخبار الصحفية، ونشر فيديوهات على مواقع التواصل الاجتماعي، والمحاضرات التوعوية، ونشر فيديوهات أجوبة لأسئلة تم طرحها من قبل أولياء الأمور على مواقع التواصل الاجتماعي، إضافة إلى ملتقى صعوبات التعلم الثالث الذي عُقد بتاريخ 28 أكتوبر الماضي.

د.هنادي السويدي

مؤشرات مبكرة

يقول أحمد السالم، مسؤول قسم شؤون التدخل الأكاديمي والتأهيل: «هنالك مجموعة من المؤشرات المبكرة التي ينبغي على أولياء الأمور عدم إهمالها عند ملاحظتها على أبنائهم، وينبغي عليهم مراجعة مراكز مختصة بصعوبات التعلم مباشرة، حيث إن هذه المراكز تعمل على تشخيص وتقييم ابنهم في جميع الجوانب المتمثلة في الجانب النفسي التربوي وجانب صعوبات التعلم والجانب اللغوي والوظيفي مستخدمين أحدث المقاييس والاختبارات المعتمدة، وبعد ذلك يتم إعداد الخطط التربوية والعلاجية الفردية المناسبة والملائمة لقدراتهم وإمكاناتهم».

ويضيف: «تتمثل هذه المؤشرات في مشكلات بالذاكرة والانتباه والإدراك والمهارات الأكاديمية، ومنها على سبيل المثال إذا لاحظ ولي الأمر على ابنه صعوبة في اتباع التعليمات والتوجيهات البسيطة، أو صعوبة في فهم السؤال الموجه إليه، أو صعوبة في الإدراك البصري والسمعي، أو مشكلات في تعلم (ربط الحذاء، وأزرار القميص)، أو أداء أنشطة تعتمد على الحركات الدقيقة، أو صعوبة تتبع الحروف بالقراءة، أو مشكلة في تذكر الحروف الأبجدية والألوان وأيام الأسبوع، أو تذكر الإجراءات الروتينية اليومية، أو قد يظهر عند بعضهم صعوبة في البقاء بمهمة وإكمالها وصفة الاندفاعية، أو صعوبة في القراءة والكتابة، أو صعوبة في إجراء العمليات الحسابية».

ويتابع: «ينبغي على معلم الفصل عند ملاحظة هذه السلوكيات على أحد طلابه في الصف، تحويله إلى مختص صعوبات التعلم في المدرسة، والذي سيتأكد من هذه المظاهر بإجراء عملية التشخيص والتقييم، وإعداد الخطة التربوية الفردية، كما يقع على جانب الجهات والمراكز المختصة بصعوبات التعلم توعية المجتمع بماهية صعوبات التعلم من خلال المحاضرات والورش والمؤتمرات المختصة، إلى جانب الاهتمام بتثقيف الأسر بكيفية التعامل مع أبنائها من ذوي صعوبات التعلم، ويتم ذلك من خلال خدمات الإرشاد الأسري التي يقدمها مختصون في الجانب النفسي والتربوي والسلوكي».

أحمد السالم

ثقة بالنفس

يشاركنا تجربته مع التعامل مع ابنه نجيب إسحاق مدني، ولي أمر الطالب راشد، قائلاً: «تم اكتشاف حالة ابني عن طريق المدرسة في بداية الأمر بأن لديه مشكلات في القراءة والكتابة، وبعد اكتشاف حالته توجهت مباشرة إلى مدينة الشارقة للخدمات الإنسانية لعمل التشخيص، حيث تمت إفادتي بأنه يعاني صعوبات التعلم، وتم تحويله إلى مركز الشارقة لصعوبات التعلم، لعمل اللازم، حيث تم تقييمه وإعداد الخطط التربوية والعلاجية الفردية المناسبة له، وبعد ذلك أحيل إلى الجلسات الأكاديمية والعلاجية بالمركز، وما زال يتلقى الخدمات، وبالفعل تطور ابني أكاديمياً، إضافة إلى زيادة ثقته بنفسه، ودعّمه المختصون بالمركز منذ التحاقه بالجلسات، وتابعوه من خلال زيارة المختص للمدرسة، كما استطاع ابني مواكبة زملائه داخل الصف الدراسي بنجاح».

مراحل متقدمة

تقول الطالبة فاطمة سلطان آل درويش، إحدى المنتسبات بالجلسات في المركز: «كنت أعاني من صعوبات التعلم، فعلى الرغم من محاولاتي العديدة لتحقيق التركيز والانتباه لتعلم القراءة والكتابة والرياضيات، فإن محاولاتي لم تكن مجدية، كنت أجلس لساعات طويلة لفهم واستيعاب المناهج الدراسية، وأحياناً كنت أعرف الإجابة عن الأسئلة المطروحة، إلا أنني لا أستطيع كتابة الإجابة، وكان يشكل ذلك حاجزاً بيني وبين زميلاتي في المدرسة، وجعلني متأخرة عنهم دراسياً، تأثرت نفسيتي بذلك كثيراً، وقللت من ثقتي بنفسي».

واستدركت: «لكن بعد أن انتسبت للمركز، ساعدني المختصون على تخطي المشكلة، حيث تعلمت القراءة من بدايتها بأسلوب مختلف جعلني لا أنسى ما تعلمته، ووصلت إلى مستوى أستطيع فيه قراءة فقرة طويلة واستيعاب معناها وحدي، بعد أن صعدت من مستوى لآخر في القراءة والكتابة، واستطعت أن أشارك في تحدي القراءة العربي، وأصل إلى مراحل متقدمة، فقد تخطيت المرحلة الأولى والثانية من الجائزة، ووصلت لأكون الفائز على مستوى إمارة الشارقة، رفع ذلك من عزيمتي، وشكل لي طموحاً أكبر بأنني أستطيع أن أقرأ وأصل إلى مراحل متقدمة من قدرتي على القراءة، واليوم وضعت لي أهدافاً عديدة أهمها القراءة كل يوم».

وتتابع: «ساعدني المركز على استعادة ثقتي بنفسي، بانضمامي إلى فعاليات، أهمها مسابقة في حب لغتي، والتي دعتني لحفظ نص المسابقة والوقوف أمام الجمهور دون خوف أو تردد، وبصوت عالٍ -يمثل مدى ثقتي بنفسي- ألقي ما حفظته، وأشعر بالفخر. لقد كان المركز الذي بدأت منه رحلة الطموح والتحدي، فإلى جانب الجلسات التي استفدت منها، فقد نظم تسجيلنا لمركز الفن للجميع، حيث اتضحت مهاراتي وقدراتي، وشاركت كممثلة ومذيعة في مسرح كبير يضم أكثر من 500 شخص، منهم كبار مسؤولي إمارة الشارقة وجمهور كثير».

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/4jm6ek3v

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"