سلطان.. مسيرة مفعمة بالخير العام

01:38 صباحا
قراءة دقيقتين

د. يوسف الحسن

هي ذكرى عزيزة، ذكرى الخامس والعشرين من يناير/كانون الثاني عام 1972، حينما تولى صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، الحكم في إمارة الشارقة.

أتذكر ذلك اليوم، وما سبقه من أحداث تاريخية، ما زالت تفاصيلها محفورة في الذاكرة، وتلك التحديات التي تجاوزتها الدولة الناشئة للتو حينذاك، باستجابات حكيمة وحاسمة، وأجمعت الشارقة، وقادة الدولة، وكل من عرف سلطان وخبره، أنه الأقدر على حمل المسؤولية.

تعلم جيلي، وجيل تالٍ، الكثير من نبله ووطنيته وحكمته وحلمه، وعزيمته التي لا تعرف اليأس ولا الكسل، ولمسنا الكثير من ينابيعه المكتنزة بالقيم والمبادئ الإنسانية، والتواضع والتراحم والسريرة النقية، والغيرة الوطنية والقومية، والروح المفعمة بالخير العام.

نستحضر في هذه الذكرى الثانية والخمسين، والعزيزة على قلب كل مواطن ومواطنة في الإمارات، منجزات سموه في شتى المجالات التنموية الشاملة والخدمية، ومبادراته المميزة في التعليم والتربية والمعرفة، والثقافة والآداب وبخاصة المسرح والشعر، والرعاية الصحية والاجتماعية، والتنمية الأسرية، وبناء الوعي بالهوية الثقافية، وتمكين المرأة الإماراتية والشباب، وفي دعم الدولة الاتحادية واستقرارها وازدهارها ومنعتها، فضلاً عن مبادرات خارجية، ذات معنى إنساني، وعالية القيمة والأثر، في مجالات دعم العلم والبحوث، وترميم التراث الحضاري والثقافي وحفظه، ورعاية أهل الأدب والقلم والفنون.

كما تحضر في هذه الذكرى، مشاهد مشرفة لسموه، بتواضعه وحكمته وحشمته، اكتسب من خلالها محبة الناس وتقديرهم، داخل الوطن وخارجه، وبمرجعية أخلاقية، وخطاب مباشر في تعامله معهم.

نستحضر انشغاله اليومي ببناء الإنسان ومعيشته وهويته، وتنشئة الأجيال، وبدور الثقافة والتراث والعلم، وتحصين الأسرة والمجتمع بالقيم وبالانتماء، ومعاودة نسج وحياكة الرابط الاجتماعي، وبما يحقق تماسكاً أعمق في المجتمع، ويفتح مسار نموٍ لشخصية المواطن الفرد، ويؤسس لأخلاق جماعية، تسهم في تشكل إنسانيته، وتعزيز روابطه مع الآخرين.

في مشاهد هذه الذكرى، الكثير الكثير: منها، تلك البوصلة الأخلاقية والفكريّة والبحثية، والتي لم تثقل كواهلها حمولات الحكم ومسؤولياته، ولا تغيب عنها ذاكرة التاريخ، ومساهمته في إعادة كتابة تاريخ المنطقة، وحماية اللغة العربية، وإبراز قيمها الحضارية، وإتقان صناعة معاجمها، وتطوير المدن والقرى، كفواعل ثقافية. وزرع الجامعات..الخ

أسعى للقائه، كلما شعرت بالحاجة إلى «شحن» تفكيري وعزيمتي، للتزود بقطرات الأمل، ومعاندة السائد من الثقافات الرديئة، ومواصلة الكتابة بحبر الحياة، ومواجهة ارتباك التحولات، والانتصار للهوية الثقافية العربية، ولأوطان تصدعت وتئن بأوجاعها، وأحلام تكسرت أجنحتها.

أراه يقرع الأجراس، أمام أجيال يخشى عليها من اختلال المعاني والمفاهيم والقيم، وحينما تفيض السياسة وإكراهاتها على كل شيء، يسكن الثقافة والتعليم، والخطاب الدافئ والمكتنز بالأصالة والحكمة.

في ذكرى تولي صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، مقاليد الحكم، نحتفي بقائد ومعلم، وصاحب مدرسة ورؤية ثقافية ووطنية متميزة، ونروي مسيرة عظيمة من الإنجازات، وندعو في قرارة أنفسنا، أن يمد الله في عمره، ويمتعه وأسرته بالصحة والعافية، ويحفظ الإمارات وشعبها وقيادتها الرشيدة، ويديم عزّها وتقدمها واستقرارها.

[email protected]

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
http://tinyurl.com/3fp7ree3

عن الكاتب

إعلامي

المزيد من الآراء

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"