عادي

«النمل الغازي» غيّـر النظام الغذائي للأسود

18:00 مساء
قراءة دقيقتين
«النمل الغازي» غيّـر النظام الغذائي للأسود
«النمل الغازي» غيّـر النظام الغذائي للأسود
أثبتت مجموعة من الباحثين، كيف أدى غزو نوع غازٍ من النمل الأحادي الخصر إلى تعطيل النظام البيئي الهش لسهول السافانا والعادات الغذائية للأسود في كينيا.
ولاحظ تود بالمر، الأستاذ في جامعة فلوريدا، أحد معدّي الدراسة التي نشرت الخميس في مجلة «ساينس»، أن «العالم تحكمه أشياء صغيرة جداً يمكن أن تُحدث آثاراً مدمرة لا نتوقعها».
قبل 15 سنة، كانت سهول لايكيبيا الشاسعة في كينيا مغطاة بالأكاسيا، وهو نوع من الأشجار أوجد في محيطه توازناً متناغماً بين مختلف الأنواع.
وبنى نوع محلي من النمل عشه على هذه الشجرة، ليصبح المدافع عنها. وعلى الرغم من أشواكها، كانت الحيوانات العاشبة المحلية وتحديداً الفيلة تتغذى على الأكاسيا. لكنّ هذه الحيوانات أحجمت عن أكل الأكاسيا بسبب لسعات كانت تتلقاها من مستعمرات هذه الحشرات.
وانتهت العلاقة التي كانت بين النملة والشجرة بفعل بروز نملة ذات رأس كبير عززته الأنشطة البشرية. وسرعان ما طرد النوع الجديد من النمل ذلك القديم من أشجار الأكاسيا التي بات عرضة للفيلة مرة جديدة.
وفي البداية، لم يلاحظ أحد هذا النمل «لأنه ليس عدوانياً تجاه المخلوقات الكبيرة وبينهم البشر»، بحسب بالمر.
وبيّنت دراسات سابقة أن وصول النوع الغازي جعل الفيلة تلحق أضراراً بالأكاسيا أكثر بخمس إلى سبع مرات، مما كانت تتسبب فيه، ما أدى إلى تقلّص الغطاء الحرجي.
وكان هذا الغطاء عنصراً أساسياً في الاستراتيجية التي كانت تعتمدها الأسود في الصيد، إذ بفضل أوراق هذه الأشجار، كان يوجد عنصر مفاجأة، وهو أمر ضروري للإمساك بفرائسها المفضلة المتمثلة بالحمير الوحشية.
وأجريت الدراسة على مدى ثلاث سنوات في محمية «آل بيجيتا» في كينيا، من خلال مقارنة المناطق التي غزاها النمل الكبير الرأس والمناطق التي لم تواجه ذلك. وتوصّلت إلى أنّ وصول النمل الكبير الرأس تسبب بخفض الهجمات المميتة للأسود على الحمير الوحشية بمقدار ثلاث مرات.
إضافة إلى تقليص عدد الأسود بسبب نقص في غذائها، تكيفت هذه الحيوانات مع الوضع، من خلال اعتماد فرائس جديدة هي الجواميس. لكنّ الجاموس يتطلب جهداً إضافياً من الأسود، لأن الإمساك به مسألة صعبة.
لكن «السؤال يتمثل في النتيجة التي ستُسجَّل مستقبلاً» في حال حصل أي تطوّر جديد، إذ إن عدد الأسود في المنطقة انخفض كثيراً ووصل إلى 100 بعدما كان نحو 2000، كما أن التغيير في النظام الغذائي للأسود يمكن أن يحدث سلسلة غير متوقعة من العواقب.
التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
http://tinyurl.com/34zu9ewa

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"