أبوظبي: عدنان نجم
انطلقت في العاصمة أبوظبي، النسخة الثالثة ل «إنفستوبيا 2024»، والتي تعقد على مدار يومي 28 و29 فبراير الجاري، تحت شعار «الاقتصاد الجديد: الاستثمار في قطاعات سريعة النمو»، وذلك بمشاركة نخبة من القادة والمستثمرين والمسؤولين الحكوميين المحليين والعالميين، ومجموعة من الخبراء وصانعي القرار واللاعبين الاقتصاديين ورواد الأعمال، وبحضور ممثلين عن مبادرة 100 شركة من المستقبل «Future 100».
وافتتح أعمال نسخة 2024، عبد الله بن طوق المري، وزير الاقتصاد رئيس إنفستوبيا، وذلك بحضور خلدون المبارك، العضو المنتدب والرئيس التنفيذي لشركة مبادلة للاستثمار، وشمسة الفلاسي الرئيس التنفيذي لمجموعة سيتي بنك – الإمارات، وأنتوني سكاراموتشي، المؤسس والشريك الإداري ل «سكاي بريدج كابيتال SkyBridge Capital» وعدد من الوزراء ممثلي الدول المشاركة والشخصيات الاستثمارية المهمة.
النمو المستدام
وقال عبد الله بن طوق: «تبنت إنفستوبيا منذ انطلاقها رؤية تقوم على تحفيز الاستثمار في القطاعات الاقتصادية الجديدة، لكونها اليوم محوراً رئيسياً، لتعزيز النمو المستدام لاقتصادات العالم وصناعة السياسات والحلول المستدامة للنمو الاقتصادي على مستوى دولي، وذلك انطلاقاً من الارتباط الوثيق بين قطاعات الاقتصاد الجديد وبين الابتكار والمعرفة والتكنولوجيا المتقدمة والاستدامة، والتي من شأنها تحويل التحديات إلى فرص، وتحويل الأفكار الجديدة إلى مشاريع مستقبلية ناجحة تقود عجلة التنمية؛ ومن هذا المنطلق، حرصت دولة الإمارات على تبني هذه القطاعات ضمن خططها وبرامجها الاستراتيجية، وأطلقت الدولة «إنفستوبيا» بفضل توجيهات القيادة الرشيدة في العام 2021، لتصبح جزءاً مهماً في دعم رؤيتها لبناء نموذج اقتصادي معرفي أكثر مرونة وتنوعاً، وتعزيز مكانة الإمارات لتصبح المركز العالمي للاقتصاد الجديد بحلول العقد المقبل، وفق رؤية نحن الإمارات 2031».
تعزيز الحضور
وأضاف بن طوق في كلمته الافتتاحية: «استطاعت إنفستوبيا على مدار السنوات الماضية أن تفرض نفسها، وتعزز حضورها بين مجتمعات الأعمال، في ظل المتغيرات العالمية المتسارعة، حيث نجحت في تكوين علاقات واسعة مع مختلف المستثمرين العالميين ومدراء الأصول والبنوك الاستثمارية، لتصبح أحد أبرز المنصات العالمية للاستثمار، وذلك من خلال حواراتها العالمية وجلساتها النقاشية المتميزة، والتي أقيمت على المستوى المحلي والإقليمي والدولي، واستهدفت أسواقاً استراتيجية ذات أهمية اقتصادية كبرى، إضافةً إلى عقد شراكات عالمية مع مؤسسات دولية لتبادل الخبرات حول فرص الاستثمار في الاقتصاد الجديد، كما تم التواصل مع أكثر من 5000 مشارك خلال النسخ الثلاث ل «إنفستوبيا»، وذلك للنقاش والتباحث حول رسم مستقبل الاستثمار في قطاعات الاقتصاد الجديد».
زخم متنامٍ
وتابع بن طوق: «مع انطلاقة النسخة الثالثة ل «إنفستوبيا» نحن اليوم أمام زخم متنامٍ من الفرص للاستثمار، والتوسع في القطاعات الاقتصادية الجديدة، لا سيما التكنولوجيا المالية والتقنيات المتقدمة لقطاع الطيران، والطاقة المتجددة، والاقتصاد الدائري، والتمويل الأخضر، والتقنيات الحديثة المستخدمة في سلاسل الإمداد والتوريد، والتجارة الإلكترونية»، مشيراً إلى أن «أجندة النسخة الحالية من «إنفستوبيا» تركز على دعم توجيه الاستثمارات بصورة أكبر نحو الأسواق الواعدة، وتحفيز تدفقات رؤوس الأموال نحو القطاعات المستدامة والصناعات الناشئة، والاطلاع على ممكنات النمو لاقتصاد منخفض الكربون، كما تمثل محطة مهمة لتسليط الضوء على المتغيرات الاقتصادية العالمية، وصياغة السياسات والحلول الجديدة للاستفادة منها وتحويلها إلى فرص مستقبلية مستدامة».
«100 شركة من المستقبل»
وأشار بن طوق إلى أن «نسخة «إنفستوبيا» هذا العام مميزة؛ لكونها شهدت الإعلان عن إطلاق النسخة الثانية من مبادرة «100 شركة من المستقبل» Future 100، المبادرة المشتركة بين وزارة الاقتصاد ومكتب التطوير الحكومي، والتي تواكب الاقتصادات الجديدة والمستقبلية والناشئة، كما وفرت «إنفستوبيا» في نسختها الثالثة للمبادرة مساحة للتواصل مع المستثمرين العالميين، والتعرف إلى أحدث الاتجاهات الاستثمارية العالمية».
واستعرض بن طوق أمام المشاركين، الركائز الرئيسية الثلاث ل «إنفستوبيا» وهي «حوارات إنفستوبيا العالمية»، و«مجتمعات إنفستوبيا الاستثمارية»، و«إنفستوبيا ماركت بليس»، حيث تتضمن الركيزة الأولى تنظيم الجلسات الحوارية والفعاليات بمشاركة قادة الأعمال والمستثمرين والمبتكرين من جميع أنحاء العالم، للنقاش والتباحث حول الموضوعات الرئيسية التي تشكل النظام البيئي العالمي للاستثمار، وتقوم الركيزة الثانية على تعزيز التواصل المستمر بين المستثمرين وأصحاب القرار في الحكومات والقطاع الخاص على مستوى العالم وفي قطاعات اقتصادية محددة، في حين تركز منصة «إنفستوبيا ماركت بليس» على ربط رؤوس الأموال والصناديق الاستثمارية في مختلف أنحاء العالم، وتوفر أكبر قاعدة بيانات لفرص الاستثمار.
وقال عبد الله بن طوق: «يسير الاقتصاد الوطني لدولة الإمارات – بفضل رؤية قيادتها الرشيدة - بخطوات ثابتة نحو النمو المستدام والتنافسية، حيث إننا في منتصف الطريق لتحقيق المستهدفات الاقتصادية لرؤية «نحن الإمارات 2031»، بمضاعفة الناتج المحلي الإجمالي للدولة، ليصل إلى 3 تريليونات درهم بحلول العقد المقبل، وحصول الإمارات على المركز الأول عالمياً في تطوير التشريعات الاستباقية للقطاعات الاقتصادية الجديدة»، مشيراً إلى وجود أكثر من 788 ألف شركة سُجلت في دولة الإمارات بنهاية عام 2023، ضمن هدف الوصول إلى مليون شركة بحلول العام 2031.
قطاعات الاقتصاد الجديد
وقدم خلدون المبارك، العضو المنتدب والرئيس التنفيذي لشركة مبادلة للاستثمار، جلسة نقاشية غنية حول فرص الاستثمار بقطاعات الاقتصاد الجديد، وأهمية التكامل الاقتصادي، وابتكار أساليب استثمارية جديدة والاستجابة بذكاء للتحديات والفرص الاستثمارية الناجمة عن المتغيرات الاقتصادية الأخيرة التي يشهدها العالم، كما استعرض رؤية «مبادلة» حول التوسع في قطاعات الطاقة المستدامة والذكاء الاصطناعي والتكنولوجيا والصحة والبنية التحتية الرقمية.
وقال أنتوني سكاراموتشي، المؤسس والشريك الإداري ل سكاي بريدج كابيتال SkyBridge Capital: «إن دولة الإمارات تتميز ببيئة أعمال تنافسية ذات ممكنات ريادية تدعم مكانتها كوجهة اقتصادية رائدة على المستوى الإقليمي والعالمي، وأنظر دائماً إلى الإمارات على أنها دولة المستقبل ذات الاقتصاد المتنوع والتنافسي، ومكان مثالي للعيش، وبيئة حاضنة لاستقطاب أصحاب العقول اللامعة والمواهب من جميع أنحاء العالم».
وقالت شمسة الفلاسي الرئيس التنفيذي لمجموعة سيتي بنك – الإمارات: «تسرنا المشاركة في النسخة الثالثة ل «إنفستوبيا» والإسهام في إغناء الحوارات والنقاشات حول أهم الاتجاهات العالمية المتعلقة بالاقتصاد والمجتمع، وبينما نحتفل بالذكرى السنوية الستين لتأسيسنا في دولة الإمارات هذا العام، فإننا نتطلع إلى تعزيز مكانة الدولة كمركز عالمي رائد للخدمات المالية، وكملتقى مثالي لاجتماع قادة الفكر الاقتصادي والاستثماري».
وتُعقد النسخة الثالثة بالتعاون مع شركة مبادلة للاستثمار، و«القابضة» (ADQ)، وشركة كريبتو دوت كوم Crypto.com، وبنك ستاندرد تشارترد Standard Chartered، وسيتي بنك، وبنك أبوظبي الأول ومصرف الإمارات للتنمية، والمنتدى العالمي لريادة الأعمال والاستثمار «سولت SALT»، ومنصة iConnections.
«إنفستوبيا» و«الإمارات للسيارات»
أعلنت «إنفستوبيا» توقيع مذكرة تفاهم مع شركة «الإمارات للسيارات»، إحدى شركات مجموعة الفهيم، والوكيل العام المعتمد لسيارات «مرسيدس-بنز» في أبوظبي، لتعزيز التعاون في مجال النقل المبتكر خلال النسخة الثالثة ل«إنفستوبيا».
شهد توقيع الاتفاقية عبد الله بن طوق المري وزير الاقتصاد رئيس إنفستوبيا، فيما وقعها كل من بدرية الميدور وكيل وزارة الاقتصاد المساعد لقطاع الخدمات المساندة، وأحمد عبد الجليل الفهيم رئيس مجلس إدارة مجموعة الفهيم.
وقالت بدرية الميدور: «يأتي توقيع هذه الاتفاقية في إطار رؤية «إنفستوبيا» القائمة على تعزيز التعاون مع شركائها وبناء شراكات جديدة ومستدامة تدعم تحقيق مستهدفاتها الطموحة، ومن هذا المنطلق نحن سعداء بتجديد الشراكة مع شركة «الإمارات للسيارات»، وسنواصل العمل معها لصياغة نماذج عمل مبتكرة في مجال النقل، بما يواكب اتجاهات المستقبل ويعزز التحول نحو القطاعات الاقتصادية الجديدة».
وقال أحمد عبد الجليل الفهيم، رئيس مجلس إدارة مجموعة الفهيم: «تُشكّل هذه الاتفاقية المتجددة مع إنفستوبيا تأكيداً إضافياً لرؤيتنا المشتركة بتشجيع المفاهيم الاقتصادية الجديدة، والتزامنا بتطوير قطاع التنقل الكهربائي والإتيان بأفضل الحلول المستدامة ضمن عالم السيارات. وهي خطوة مهمة تدفعنا نحو الأمام لإدخال أحدث التقنيات والابتكارات في مجال التنقل الكهربائي والنقل الأخضر».
وتهدف الاتفاقية إلى تجديد التعاون في مجال تقديم الخدمات المبتكرة وتأتي في إطار تركيز «إنفستوبيا» على قطاعات الاقتصاد الجديد والاقتصاد الأخضر، ومن أجل تعزيز ممارسات الاستدامة لدى شركة الإمارات للسيارات عبر ترسيخ الاعتماد على التقنيات المتقدمة الصديقة للبيئة ومصادر الطاقة النظيفة.
