حوار: محمد إبراهيم
كشفت فاطمة بنت إبراهيم بالرهيف، المدير التنفيذي لجهاز الرقابة المدرسية في هيئة المعرفة والتنمية البشرية بدبي، أن 209 مدارس خاصة في دبي، تطبق 17 منهاجاً تعليمياً متنوعاً، خضعت لعمليات الرقابة للعام الدراسي الجاري (2023-2024)، من بينها 10 مدارس جديدة خضعت للرقابة للمرة الأولى، وأوضحت في حوار ل«الخليج» أنه من المقرر أن عمليات الرقابة على المدارس المستهدفة، والتي بدأت منذ سبتمبر 2023، ستنتهي في مارس المقبل، وركزت على قياس مدى تطبيق معايير الجودة في الجوانب التي تحاكي البيئة التعليمية، والقيادة المدرسية، والكوادر التعليمية، والمخرجات.
قالت فاطمة بالرهيف، إن الهيئة وضعت خططاً وسيناريوهات متنوعة، تحمل أهدافاً طموحة للسنوات العشر المقبلة، من خلال أجندة دبي الاقتصادية (D33) لمضاعفة حجم اقتصاد دبي خلال العقد المقبل من بين أفضل 3 مدن عالمية، فضلاً عن مستهدفات أجندة دبي الاجتماعية (33).
أكدت فاطمة بالرهيف، من خلال إجابتها عن سؤال خاص بعمليات الرقابة «ضمان الجودة»، لمدارس المنهاج الهندي، أنه تم الانتهاء من تطبيق عمليات ضمان الجودة على 32 مدرسة خاصة تطبق هذا المنهاج، إذ يبدأ عامها الدراسي في شهر إبريل.
وأفادت بأن نتائج الدورة الحالية للرقابة أظهرت حصول 83% من طلبة هذه المدارس حالياً على تعليم ضمن فئة جيد أو أفضل، العام الدراسي الجاري، مقارنة بنسبتهم التي كانت 45% في الدورة الأولى من الرقابة المدرسية في العام الدراسي (2009-2010).
المنهاج البريطاني
قالت المديرة التنفيذية لجهاز الرقابة المدرسية في هيئة المعرفة والتنمية البشرية بدبي، إن هناك برنامج ضمان جودة التعليم في المدارس البريطانية خارج المملكة المتحدة/ بدبي، وهو برنامج اختياري لضمان جودة المدارس البريطانية حول العالم، حيث يتم تقييم هذه المدارس استناداً إلى مجموعة من المعايير التي يتوجب على المدرسة تطبيقها في حال رغبت في الخضوع لهذا البرنامج، ويمكن للمدارس التي خضعت للتقييم وحصلت على الموافقة، أن تصنّف نفسها مؤسسة تعليمية تقدم التعليم البريطاني بنفس المميزات والخصائص التي تتبعها أي مدرسة خاصة في بريطانيا.
وأوضحت أنه أصبح بوسع مدارس دبي التي تطبق المنهاج البريطاني في إنجلترا وويلز، الانضمام إلى عمليات الرقابة المدرسية على المدارس البريطانية خارج المملكة المتحدة، ما يضمن لأولياء الأمور جودة التعليم لأبنائهم بالكفاءة نفسها المتوفرة في المدارس المستقلة بالمملكة المتحدة.
وفي ردها على سؤال حول مستجدات عمل الرقابة في نسخة 2024، أكدت فاطمة بالرهيف، أن دورة الرقابة المدرسية للعام الدراسي الحالي (2023-2024) تواكب أولويات هيئة المعرفة والتنمية البشرية التي تركز على زيادة أعداد الطلبة بشكل عام والطلبة الإماراتيين بشكل خاص، الملتحقين بمدارس خاصة ذات أداء جيد أو أفضل، إضافة إلى زيادة أعداد الطلبة أصحاب الهمم الذين يتلقون على خدمات تعليمية ضمن فئة جيد أو أفضل.
وأكدت أن إتاحة تعليم عالي الجودة لطلبة مدارسنا، يعد أمراً محورياً لتحقيق المستهدفات، وهدفنا يركز على ضمان حصول جميع طلبة المدارس الخاصة في دبي على تعليم عالي الجودة، وتعزيز مكانة الإمارة لتكون وجهة دولية للتعليم المتميز الذي تتجسد ملامحه في كل مدرسة وفصل دراسي.
نمو غير مسبوق
أوضحت فاطمة بالرهيف، أن المدارس الخاصة في دبي حققت نمواً غير مسبوق في أعداد الطلبة الملتحقين بها العام الدراسي الحالي، ويتزامن هذا النمو في حجم القطاع مع نمو مماثل في إتاحة المزيد من فرص التعليم عالي الجودة للطلبة.
وأضافت أن دبي حددت أهدافاً طموحة تحاكي السنوات العشر المقبلة بأجندة دبي الاقتصادية (D33) لمضاعفة حجم الاقتصاد، لتكون ضمن أفضل 3 مدن عالمية خلال العقد المقبل، فضلاً عن حزمة مستهدفات ضمن أجندة دبي الاجتماعية (33)، والتي تستهدف أن تكون جودة التعليم في دبي من بين أفضل 10 مدن عالمياً.
في وقفتها مع مرتكزات عمليات الرقابة «ضمان الجودة» في المدارس الخاصة للدورة الحالية، قالت فاطمة بالرهيف: «نتطلع إلى مواصلة مدارسنا في تحسين أدائها على النحو الذي يؤدي إلى زيادة أعداد المدارس الخاصة التي تقدم مستوى جودة جيداً أو أفضل، ما يكفل ضمان حصول نسبة أكبر من أبنائنا الطلبة على تعليم عالي الجودة».
وفي إجابتها عن سؤال حول كيفية تحقيق هذه التطلعات، أفادت بأن المقيمين التربويين يركزون أثناء تطبيق عمليات الرقابة على مجموعة من الجوانب الرئيسية، منها تقييم جودة حياة الطلبة وأداء المدارس في التقييمات الدولية ومهارات القراءة لدى المتعلمين، فضلاً عن تسليط الضوء على تعليم اللغة العربية في مرحلة الطفولة المبكرة.
وحرصاً على توفير انطلاقة قوية للمدارس الخاصة التي تم افتتاحها حديثاً، يتم تنفيذ سلسة من الزيارات التمهيدية، بغية تحضيرها لتطبيق عمليات ضمان الجودة فيها، وتمكينها من الإيفاء بالتزاماتها في تقديم أداء عالي الجودة.
في ردها عن سؤال يركز على التوصيات التي تقدمها فرق الرقابة للمدارس في نهاية التقييم، أفادت فاطمة بالرهيف، بأنه، وانسجاماً مع أولويات الهيئة، يتم نشر التقارير الموجزة للمدرسة، والمصممة خصيصاً لأولياء الأمور لتقدم لهم المعلومات اللازمة عن جودة التعليم في كل مدرسة، ويأتي ذلك تزامناً مع نشر التقارير الكاملة، التي تقدم جميع التفاصيل والمعلومات المتعلقة بجودة عمليات التعليم والتعلم والتقييم وتطور الطلبة الشخصي والاجتماعي والقيادة المدرسية وغيرها.
وحول مدى استفادة المدارس من تلك التوصيات، أكدت أنها تحقق تقدماً ملحوظاً في تحسين جودة الأداء منذ انطلاقة عمليات الرقابة المدرسية بدبي لأول مرة في عام 2008، وبحسب نتائج الرقابة المدرسية للعام الدراسي الماضي (2022-2023)، هناك 77% من طلبة دبي يتلقون تعليماً ضمن فئة جيد أو أفضل، مقابل 76% من الطلبة الإماراتيين يتلقون تعليماً في فئة جيد أو أفضل.
أصحاب الهمم
أفادت فاطمة بالرهيف، بأن هناك زيادة لافتة في أعداد الطلبة أصحاب الهمم الذين يتلقون تعليماً جيداً أو أفضل، إذ إن 73% منهم يتلقون حالياً خدمات وأنشطة تعليمية جيدة أو أفضل، كما أظهرت نتائج البرنامج الدولي لتقييم الطلبة (PISA 2022)، أن المدارس الخاصة بدبي قد حلت، ولأول مرة، ضمن المراكز العشرة الأولى عالمياً في مهارات طلبتها في الرياضيات، كما بينت نتائج الدراسة الدولية لقياس مهارات القراءة (PIRLS 2021)، نجاح المدارس الخاصة في تحقيق المركز السادس عالمياً.
وفي وقفتها مع آخر تحديثات الهيئة لعدد المدارس والطلبة، أوضحت أن عدد مراكز الطفولة المبكرة في دبي حتى يناير 2024، بلغ 249 مركزاً، منها 27 مركزاً جديداً، وعدد الطلبة المسجلين 23779، بزيادة تصل إلى 15%، فيما بلغ إجمالي عدد المدارس 216 مدرسة، يدرس فيها ما يقرب من 326001 طالب وطالبة، لنحو 17 منهجاً دراسياً، بنسبة نمو في أعداد الطلبة تصل إلى 4.5% حتى عام 2022.
روابط قوية
ركزت هيئة المعرفة والتنمية البشرية في دبي، من خلال مسارات عملها، على إيجاد بيئة تعليمية مميزة، تُتيح إقامة روابط قوية بين الطلبة وأولياء الأمور والمؤسسات التعليمية، وتُعزز التعاون فيما بينهم لدعم مسيرة التطوير المستمر للعملية التعليمية في دبي.
التنوع والإنصاف
يجسد إطار سياسة التعليم الدامج، التزام دبي بإزالة جميع العوائق والعقبات، وضمان تقديم خدمات تعليم دامج عالية الجودة لجميع الطلبة، لا سيما أصحاب الهمم بناء على معايير واضحة ومفاهيم مشتركة قائمة على التنوع والإنصاف والاحترام المتبادل.
