عادي
العلاقات الدولية في الإسلام

تاريخ العلاقات الدولية ( 2 )

23:52 مساء
قراءة دقيقتين
1
د. سالم مخلوف النقبي

د. سالم مخلوف النقبي

لقد أقامت الدول علاقات مع غيرها، وهذا مما لا يختلف عليه اثنان، ويمكن أن توصف هذه العلاقة بأنها علاقة الشيء بالغير الذي يختلف معه في المعتقد، والأعراف، والتقاليد،. ولذا حدد الإسلام الإطار الذي تقع فيه مثل هذه العلاقة، ووضع الضوابط لعلاقة المسلمين بغيرهم، حتى إذا وقع التعاون كان متفِقاً مع تعاليم الدين الإسلامي، ولم يخرج عن الإطار المشروع. وما كان هذا الأمر إلا من باب حرص الإسلام على تماسك المجتمع وتعاونه، حيث حضَّ على معاملة غير المسلمين الذين يعيشون في كنفه معاملة عادلة مقسطة، لأن الله يحب المقسطين. وقد حفل القرآن الكريم بآيات تدعو المسلمين إلى التسامح، فلم يمنع من البر بغير المسلمين، ما داموا معهم في سِلْم، وحُسن صلة، وقد بيَّن لنا رسول الله، صلى الله عليه وسلم، مدى رحابة الإسلام، والتوسعة التي يُعامل بها غير المسلمين؛ ليرغّبهم بالدخول في دين الله تعالى، بعد أن يلمسوا حسن المعاملة، والأصالة الإنسانية.

وقد تميز الإسلام بالكثير من القيم الإنسانية والحضارية التي عجزت جميع النظم الحديثة والمنظمات الدولية عن تحقيقها، وقد أعلنها النبي، صلّى الله عليه وسلّم، وطبّقها في واقع المسلمين، فكان من هذه القيم: العدل والمساواة، والتسامح، والحفاظ على الكرامة الإنسانية، والوحدة الإنسانية، وحرية العقيدة، وغيرها من الأسس التي تقوم عليها العلاقات الدولية في الإسلام.

إن العلاقات الدولية في الإسلام المتعارف عليها ب«السِّيَر»، قد حملت دلالات قوية ومتجانسة، وتضمنت مفاهيم رائعة، سواء كان ذلك في مجال العلاقات السياسية، أو في العلاقات الثقافية، أو الاجتماعية، أو الاقتصادية. وتبدو أهمية هذا الموضوع في جوانب متعددة، يأتي في مقدمتها، كما أسلفنا، أن الإسلام يدعو إلى الحق، والعدل، والكرامة الإنسانية، وهي القيم العليا التي يسعى المجتمع الدولي لتحقيقها، كما أنها تبيّن الأثر الكبير الذي تركه الفقه الإسلامي في جانب العلاقات الدولية، والقانون الدولي؛ لما يمثله هذا التراث العظيم من ذخيرة علمية، وتجربة حيّة مشهودة تسهم في تنوير الطريق أمام العالم في حل مشكلاتها المتصاعدة.

[email protected]

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/ya25878z

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"