عادي
موسيقى الروح

ميلاد الموشحة

23:38 مساء
قراءة دقيقة واحدة
1

إيمان الهاشمي
كيف نشأت الموشحة الأندلسية؟ وما هي أقسامها ومصادرها الغربية والشرقية؟ وكيف تحدَّدَ تطورها وكمّ بلاغتها اللغوية؟
في الحقيقة أن المؤلفات الأدبية التاريخية قد تجاهلت هذا الفن إلى حد كبير، واكتفت بتقديم إشارة عابرة عنه رغم بحره وعلمه الوفير، بل إن معظم الكتب، رغم ضخامة حجمها آنذاك، لم تشر البتة إلى الموشحات من هنا أو هناك! ويزعم بعضهم أن الأديب ابن عبد ربه كان من أوائل الذين وضعوا أسس هذا الفن الأصيل، لنبدأ نحن رحلة البحث عن أسرارها بين كومة من المستحيل!

1


ولعل السبب الرئيسي في تجاهلها هو خروج أوزانها عن غرض الديوان، إذ أكثرها على غير أعاريض شعر العرب في ذاك الزمان، حتى في «مقدمة ابن خلدون» الذي نقل نَصَّها كما هو من كتاب «المقتطف» لابن سعيد، وبالتالي لم يضف إليها إلا أشياء ثانوية لم يتم اعتبارها بالشيء الجديد، لكن على أي حال تناول «الصفدي» عدداً من موشحاته هو نفسه مع بعض موشحات المغاربة وأهل الأندلس، ما منحنا فرصة لا تقدر بثمن لكي نتعلم منه وندرس.


لو لم يخترع الأندلسيون هذا النوع الخاص من الفنون، لربما ضاع جزء عظيم من الأدب بين الفاتن والمفتون، فمن منا لم يُفتن بالموشحة «أيها الساقي إليك المشتكى... قد دعـــوناك وإن لم تسمع»، ثم لم يسمعها من جديد؟ وهي تعود إلى شاعر عباسي مشرقي لا علاقة له بالأندلس لا من قريب ولا من بعيد، بغض النظر عمّن عارض فكرة أن أي موشح قد نشأ في المشرق، ولكنه تنوّع وتقسّم وتطوّر في المغرب.
 

Eman_Alhashimi13@

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/7xxasaar

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"