مع مرور السنوات تمت تسمية «الموشحات» في صيغة الجمع، وباسم «الموشح» بصيغة المفرد، كما تم إصدار الفعل بكلمة «التوشيح»، وكذلك اسم الفاعل أي الناظم فيها بكلمة «الوشّاح». ويشاع أن أول وشّاح كان ضريراً، وربما اقتصر هذا الوصف على اسمه فقط، أي «ابن الضرير».
ولعل هذا اللقب يعود إلى من أدخل الألفاظ العامية إلى اللغة العربية، ولذلك لا داعي للخوض في هذه الجدالات السرمدية، حيث إن بعض الإسبان المستشرقين قد صرحوا بأن عناصر «الموشحة» محلية إسبانية، مما يزيد من صعوبة الجدل بالرغم من صفاء النية، إلا أنني أوكد وبشدة بأنها عربية فصحى، وإن كانت الآراء متعددة وغامضة ولا تحصى.
من مبادئ الاحترام أن ينتهي أي نقاشٍ أدبي أو فني بسلام، ولذلك سنتحدث عن أهم أقسام وأنواع الموشحة وهو «الموشح التام»، أي كلام منظوم على وزن مخصوص بالموشحات، يتألف من ستة أقفال وخمسة أبيات، ومثال على ذلك «ضاحك عن جمان... سافر عن بدرِ... ضاق عنه الزمان... وحواه صدري». وللتعريف بمصطلح «الأقفال» فهي أجزاء مؤلفة كل قفلٍ منها يتفق مع الموشحة في وزنها وعدد أجزائها وقوافيها، وبالتالي يتردد القفل في «الموشح التام» ست مرات، في حين يتردد في «الموشح الأقرع» خمس مرات، لأنه لا يبدأ بالقفل وإنما بالبيت مباشرة.
أما عن مصطلح «الأبيات»، فهي أجزاء مفردة أو مركبة يتفق كل بيتٍ فيها مع الموشحة في وزنها وعدد أجزائها وليس في قوافيها، حيث تكون القافية مختلفة من بيتٍ لآخر، لتسهيل شرح المعنى الفاخر والوصف الزاخر.
Eman_Alhashimi13@
