عادي

أصول التوشيح

23:31 مساء
قراءة دقيقة واحدة

إيمان الهاشمي

التوشيح هو قالبٌ فني ارتبط بالإنشاد الدينيّ والصوفيّ والإسلاميّ، على أنّه ليس بالضرورة مقتصر على ذلك بمعناه الراقي والسامي، فهناك خلطٌ بين التوشيح والموشّح عند الكثيرين، على الرغم من تسميتهما في الكثير من الكتب الأدبيّة والموسيقيّة تسمية واحدة بشكلٍ مُشين.. مُهين.. عفواً، أقصد مُبين، حيث إن المحترفين يعلمون أنّ هاتين اللفظتين ليستا دالّتين على الشكل نفسه، وإن اختلط الأمر كثيراً عند الأغلبية حتى بين المرء ونفسه!

إيمان الهاشمي
إيمان الهاشمي

وبالتالي، لن نلقي باللوم على أحد، فالإنسان يتعلم من المهد إلى اللحد.

ببساطة؛ التوشيح يدل على أسس الوصلة الإنشادية، وهو يقابل وصلة المقامات الموسيقية العربية، التي تعنى بالأجزاء اللحنية الجماعيّة أو الفرديّة، ولكن في التوشيح نرى أن دور المنشد المنفرد يملأ فراغات النقلات النغميّة، على هيئة صوت طويل أو قصير يسمى بالآهات أو الابتهال، شرط أن يكون الصوت الصادر رخيماً وقوياً حد الإذهال ومن ثم الانذهال، حيث يجب أن يُؤدى باحترافية ومن دون وجود آلاتٍ موسيقية بالمرة، وذلك بعد تدريبٍ مكثف وإعادة المقطع ذاته المرة تلو المرة، إلى أن يصل إلى مسامعنا التوشيح على أصوله، فنستمتع بجميع أوجهه ودوره وفصوله.

خلاصة القول: إن موشحات الزهد اتسمت بحظٍ وفيرٍ من الصدق العاطفي، وبحرارة الوجدان المتقد بألوان العديد من القوافي، فقد أبرزت قدرة الوشّاح على تطويع بناء الموشحة وفقاً لتجاربه الذاتية، بحيث يستطيع تجميع خيالاته الفكرية وترتيب أحواله الحياتية، في صيغةٍ يسمعها هو ومن معه، وكل من يود أن يسمعه.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/45jrc2ph

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"