عادي
موسيقى الروح

تصوف الموشحة

00:57 صباحا
قراءة دقيقة واحدة
1

إيمان الهاشمي
قبل الانغماس في ماهية التصوف الموشحي بمفهومه الحصيف، وقبل الخوض في بحورِ التحليل أو التقسيم أو التصنيف، يجب فهم أبعاده الفنية أولاً دون التدقيق في أساس التعريف، وذلك لتفادي النقاش حول صحة موقفه لدى بعض علماء ديننا الحنيف، إذ إننا سنتناول «فقط» الجانب الفني فيه بشكلٍ مبسطٍ ولطيف، أي من حيث الإبداع الموسيقي البحت وإتقان فنون الشعر والتأليف، بعيداً تماماً عن التسويف والتكليف والتخريف والتحريف والتزليف والتزييف. الموضوع كله ليس أكثر من ملخصٍ قصيرٍ خفيفٍ وظريف، يشرح بأسلوبٍ سَجعي إبداعي شيقٍ وطريف، عمّا كُتب فنياً في أعرق الكتب التاريخية من داخل الأرشيف، في سبيل توضيح الجماليات الأدبية ولتعميم الفائدة بالتسلية والتثقيف، وبالتالي لا داعي للتهويل بالتأفف أو التسخيف أو الحكم بالتوقيف أو المطالبة بالتعنيف، فالاختلاف هنا كبير كالفرق الشاسع بين معنى كلمتي الوجيف والرجيف، فكلاهما يزيد من سرعة ضربات القلب إلى حدٍ مخيف، إلاّ أن الوجيف تسببه الفرحة وأما الرجيف فيسببه التخويف، حسناً.. شكراً مقدماً على تفهمكم الطيب يا أصحاب القلب النظيف.

اهتمت الصوفية بتحقيق مبادئ الإحسان والتربية السلوكية المليئة بالفضائل، وتخصصت بأساليب تهذيب النفس وتطهير الذات من شتى الرذائل، وقد انتشرت في بادئ الأمر كنزعات فردية تدعو إلى الزهد والورع وشدة العبادة، ثم تطورت بعدها إلى أن أصبحت نمطاً مميزاً ومتنوعاً وقوياً لا يقبل الإبادة، واستمرت في الانتشار بصورة سريعة غير متباطئة، ولكن نتج عن بعض الجهلاء اختلاق ممارسات خاطئة.

Eman_Alhashimi13 @

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/4a649crc

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"