عادي
في الذكرى الثالثة لوفاته

حمدان بن راشد.. مسيرة وطنية حافلة بالعطاء والإخلاص

02:17 صباحا
قراءة 3 دقائق

إعداد: محمد إبراهيم

تحل الذكرى السنوية الثالثة لوفاة المغفور له الشيخ حمدان بن راشد آل مكتوم، طيب الله ثراه، الذي تولى حقيبة وزارة المالية على مدار 50 عاماً، إذ نجح خلالها في تحقيق إنجازات ضخمة تعكس رؤيته الثاقبة لإرساء دعائم المسيرة التنموية الشاملة للدولة.

وظل يوم الرابع والعشرون من مارس من كل عام، ذكرى في وجدان شعب الإمارات، يستعيد معها الجميع مسيرة عطاء وبناء قدمها المغفور له الشيخ حمدان بن راشد، الذي انتقل إلى جوار ربه في مثل ذلك اليوم، عن عمر ناهز 76 عاماً.

يمتلك الشيخ حمدان بن راشد، مسيرة وطنية حافلة بالعطاء والإخلاص والوفاء، إذ حفر اسمه في تاريخ الإمارات بحروف من الذهب وبمبادرات وأعمال مازالت آثارها تجوب الأركان، ويتذكرها الجميع في مجتمع الإمارات.

تضرّع سموّ الشيخ حمدان بن محمد بن راشد ال مكتوم، ولي عهد دبي، رئيس المجلس التنفيذي إلى المولى عزّ جلّ بالرحمة والمغفرة للشيخ حمدان بن راشد، رحمه الله، في ذكرى وفاته الثالثة. وقال على منصة انستغرام «اللهم يمّن كتابه، وهوّن حسابه، وليّن ترابه وألهمه حسن الجواب، وطيّب ثراه وأكرم مثواه، واجعل الجنة مستقره ومأواه».

قال سموّ الشيخ مكتوم بن محمد بن راشد آل مكتوم، النائب الأول لحاكم دبي نائب رئيس مجلس الوزراء وزير المالية، إن ذكرى وفاة الشيخ حمدان بن راشد، رحمه الله، ستظل سيرة عطرة. وقال على منصة إنستغرام «رحل عنّا وبقيت ذكراه حاضرة تخبر الأجيال عن سيرة عطرة، وإرث خالد في خدمة الوطن. رحم الله الشيخ حمدان بن راشد وأسكنه فسيح جناته».

  • مسيرة حافلة

سطر الشيخ حمدان بن راشد، مسيرة حافلة بالعمل الوطني المخلص والعطاء لشعبه والإنسانية جمعاء؛ حيث حفر التاريخ اسمه على مدى أكثر من نصف قرن، وزيراً منذ أول تشكيل وزاري بعد قيام الاتحاد في ديسمبر 1971، ونائباً لحاكم دبي منذ عام 2006، ورئيساً لكثير من الهيئات والدوائر الحكومية المهمة، وشريكاً في صناعة النهضة التنموية المباركة للدولة، وداعماً لأوجه الخير والبرّ في الداخل والخارج، ومساهماً في تعزيز جودة الأداء والإبداع في المؤسسات التربوية والتعليمية محلياً ودولياً، وراعياً لكثير من الأنشطة الرياضية، تاركاً إرثاً شكّل علامة فارقة في تاريخ الدولة.

امتدت أياديه البيضاء إلى عشرات الدول في جميع القارات.

وكان للراحل، إسهامات محورية في مسيرة رسم وتطوير السياسات المالية لدولة الإمارات منذ تأسيس الاتحاد، لتلبي متطلبات النمو الاقتصادي والاجتماعي المستدام، والارتقاء بفاعلية التخطيط المالي والتنفيذي للميزانية الاتحادية، وتوحيد السياسات، وتوجيه الإنفاق العام لدعم القطاعات الحيوية اقتصادياً، حيث وجّه بالعمل لتطوير كفاءة الإدارة النقدية عبر التوجه للميزانية الصفرية ومبادئ المحاسبة على أساس الاستحقاق، إلى جانب التركيز على تنمية وضمان استدامة الموارد المالية للحكومة الاتحادية، وتحفيز عملية التنمية المستدامة ضمن كافة القطاعات الحيوية.

  • مسيرة التعليم

كان للراحل إسهامات مؤثرة في التعليم والمعرفة ومسيرة بناء الأجيال، إذ أنشأ «جائزة الشيخ حمدان بن راشد للأداء التعليمي المتميز» عام 1998، التي طوّرت مسيرة التعليم في الدولة والمنطقة. وغيّرت حياة أجيالٍ متعاقبة، لتشمل عبر السنين دول الخليج ثم مختلف الدول العربية، حتى أصبحت جائزة عالمية بالتعاون مع «يونيسكو» في عام 2008.

كما أسس عام 2001 «كلية آل مكتوم للتعليم العالي» في مدينة دندي باسكتلندا، التي أسهمت في بناء جسور متينة بين الثقافة الإسلامية والأوروبية ببرامجها وشراكاتها الأكاديمية.

وفي القطاع الصحي، بدأت هيئة الصحة خدماتها تحت رئاسته بمركز صحي واحد، ووصلت اليوم إلى 48 مستشفى. وحقق قطاع الرعاية الصحية تحت رئاسته قفزات نوعية ووصل إلى مصافّ الدول المتقدمة.

  • انتصارات كثيرة

عشق الشيخ حمدان بن راشد، الخيول والفروسية خلال نشأته وازداد شغفه بها خلال دراسته في بريطانيا، وأنشأ أول إسطبلاته عام 1981 وحققت خيوله على مدار السنين، انتصارات كثيرة في مختلف المضامير العالمية. وهو أول مالك خيل عربي يحقق الفوز ببطولة «ديربي» الإنجليزي لمرات متعددة منذ عام 1989. كما صنع أمجاد نادي النصر وقاده إلى تحقيق 17 بطولة في مختلف الرياضات.

رحل حمدان بن راشد من الدنيا، وظل خالداً في قلوب الجميع، وترك خلفه إرثاً من العطاء والرحمة والخير تعجز الحروف عن وصفه والكتب عن جمعه.

وفي ذكرى وفاته الأولى، وثّقت «دار راشد للنشر» مسيرة الشيخ حمدان بن راشد، رحمه الله العطرة، بكتاب من 8 فصول، يحكي قصة علم من أعلام الإمارات لن تطويه صفحات الذاكرة أبداً.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/4f64fch5

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"