عادي

باقة ضوء

23:15 مساء
قراءة دقيقتين
1

درس في الوفاء

دخلت عجوز على الرسول، صلى الله عليه وسلم، فسألها: من أنت؟ فقالت: حسانة المزينة، فقال لها: أنت حسانة؟ كيف أنتم؟ كيف حالكم؟ كيف كنتم بعدنا؟ قالت بخير، بأبي وأمي أنت يا رسول الله، وبعد أن خرجت قالت له عائشة رضي الله عنها: تُقبل على هذه العجوز هذا الإقبال؟ فقال عليه الصلاة والسلام: إنها كانت تأتينا زمن خديجة، وإن حسن العهد من الإيمان.

شجاعة الزبير

أمر الخليفة عمر بن الخطاب، الزبير بن العوام، بأن يذهب إلى مصر على رأس اثني عشر ألفاً من المقاتلين لدعم حملة عمرو بن العاص الذي كان جنوده قد حاصروا حصن بابليون المنيع، ولكنهم لم يتمكنوا من اقتحامه.

ولما أبطأ الفتح قال الزبير: «إني أهب نفسي لله تعالى، وأرجو أن يفتح بذلك على المسلمين»، ثم وضع سلماً إلى جانب الحصن، وأمر الجند بأن يكبروا جميعاً إذا سمعوا تكبيرة منه، وما لبث الجند أن شاهدوه على رأس الحصن يكبر ومعه السيف، فكبروا جميعاً وبدأوا يتسابقون في الصعود على السلم حتى نهاهم عمرو خوفاً من انكساره، وأدرك أهل الحصن أن العرب اقتحموا حصنهم فهربوا، وسارع الزبير مع أصحابه إلى فتح باب الحصن فاقتحمه المسلمون ونصرهم الله على الروم نصراً مبيناً.

لما ضحكوا طابت نفسي

رأى عمر بن الخطاب، رضي الله عنه، أثناء طوافه ليلاً امرأة في جوف دارها وحولها صبيان يبكون، وقدراً موضوعة على النار، فدنا من الباب وقال لها: يا أمة الله فيم بكاء الصبية؟ فقالت: بكاؤهم من الجوع، قال: فما هذه القدر التي على النار؟ فقالت: جعلت فيها ماء أعللهم حتى يناموا، وأوهمهم أن فيها شيئاً، فبكى عمر ثم ذهب إلى دار الصدقة وأخذ غرارة (ما يوضع فيها الدقيق ونحوه) ووضع فيها تمراً ودقيقاً وسمناً وشحماً وثياباً ودراهم حتى ملأ الغرارة، ثم قال لمولاه أسلم: احمل علي بها، فقال: بل أنا أحملها يا أمير المؤمنين، فقال: لا أم لك يا أسلم، أنا أحملها لأني أنا المسؤول عنهم يوم القيامة. فحملها حتى أتى بها منزل المرأة، وأخذ القدر ووضع فيها دقيقاً وشيئاً من شحم وتمر، ثم أخذ يحرك القدر وينفخ تحتها.

قال أسلم: فرأيت الدخان يخرج من خلال لحيته حتى طبخ لهم، ثم جعل يغرف ويطعمهم حتى شبعوا، ثم خرج من الدار وربض بحذائهم كأنه سبع، وخفت أن أكلمه، فلم يزل كذلك حتى لعبوا وضحك الصبيان، ثم قام فقال: يا أسلم، هل تدري لم ربضت بحذائهم؟ قلت: لا يا أمير المؤمنين، قال: رأيتهم يبكون فكرهت أن أذهب عنهم حتى أراهم يضحكون، فلما ضحكوا طابت نفسي.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/yck7hufy

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"