عادي
موسيقى الروح

الصوت في الموشحات

23:51 مساء
قراءة دقيقة واحدة
1

إيمان الهاشمي
أولاً دعونا نتعرف إلى ماهية الصوت، فهو شيء ما نسمعه، يأخذنا إليه أو نذهب معه، قد يقنعنا وقد لا نقنعه، وقد يخدعنا ثم لا نخدعه، يعتلي بيننا عرش الهيبة والمكانة، وينشأ نتيجة اهتزاز الأجسام الرنّانة، أو حركة المواد الصلبة أو السائلة أو الغازية، وجميعها تصدر صوتاً بدون انحيازية، بل ومن دون إذن، ليستقر صوتها في الأذن، وبالتالي ينقله السمع إلى الدماغ، ليشغل حيزاً من الفراغ، وهناك يُعالَج بداخلنا كيفما يُصاغ.

ذبذباتٌ يختلف عددها في الثانية، ولا تختلف فيها الأولى عن الثانية، فإن كان العدد قليلاً يكون الصوت غليظاً، وكلما زاد كثيراً احتد حتى صار بغيضاً، فالأوتار المسترخية تُحدث ارتدادات ثقيلة، والأوتار المشدودة تعلو وما باليد حيلة، إلا أن هناك أصواتاً مستساغة حد الارتياح، وأخرى مزعجة حد الاجتياح. وهنا يأتي الفرق بين الميزة والقيمة، وبين الضوضاء العقيمة، فالموسيقى هي ذبذبة صوتية تتراوح اهتزازاتها بين 32 و8276 هزة، وما يتعدى ذلك لا يحتسب سوى ضجة أو مجرد وخزة! يتفاوت وقعها وفقاً لنوعها، بعيداً عن النقائض والنقائص، فتتحدد موسيقياً أهم الخصائص، حول كلمتين اثنتين (الطنين والرنين)، حيث يعبر طنينها عن مدة امتدادها ووجودها في مدار الاستماع، أما رنينها فيعبر عن طبقة الحدة أو الغلظة في مستوى الاستمتاع.

والجدير بالذكر أن مصدر أي صوت، إما مصدر حيواني وإما غير حيواني، وهذا مختلف كلياً عن الصوت الإنساني العقلاني، لتأتينا الموشحات بأجمل فنون الصوت، فلا ينساها الزمن حتى بعد الموت.

Eman_Alhashimi13 @

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/y4svwmej

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"