عادي
موسيقى الروح

صوتيات الموشحات

23:50 مساء
قراءة دقيقة واحدة
1

إيمان الهاشمي
في ختام سلسلة تقسيم وتبويب أنواع الصوتيات، وربطها بصوت الوشاحين أثناء أداء الموشحات، نستكمل الشرح الأخير لهذه التصنيفات، حيث يُصدر «الصوت الصَّدِي» نغمةً ثم ما يلبث سريعاً أن يُكدّرها، فيشعر المستمع إليها بكدرٍ ممَّن أصدرها، بينما يبدو «الصوت المختنق» مخنوقاً من كثرة «النحنحة»، فتضيق الآذان رغم الاتساع والبحبحة، في حين يمتنع «الصوت المغتص» عن التنفس العميق وحتى عن بلع ريقه، فيتقطع حديثه الرقيق إلى أن يفقد بريقه، ليؤكد «الصوت الأخن» أنه ذو أنفٍ مغلقٍ ومسدود، ومختلفٌ عن «الصوت القطيع» الذي لا يُسمع إلاّ بحدود، حيث لا تكتمل معه أي جملة، وإنما تنتهي فيه المهلة. أما «الصوت النابي» فيشذ بنشاز حد الاستفزاز، وهو يشبه «الصوت المبلبل» الذي تنحرف فيه النغمات عن أماكنها الصحيحة، فلا تظهر الألفاظ بالصورة الصريحة، ليحبس «الصوت الرخو» الهواء خاصة في حرفي الزاي والسين، بعيداً عن «الصوت التصييح» المعروف بفتق الحلق المسكين، وبالتالي لا يجوز للوشَّاح أن يحمل إحدى هذه الصفات، مهما ازداد جمال الكلمات!

أحياناً، بسبب نوعية الصوت وماهيته، يفقد الوشَّاح ملامح صوته وهويته، وليس في هذا ظلم ولا دليل على سطحيته، فقد يتقبل البعض القبيح من الكلام بصوتٍ حسن، وقد يرفض البعض الحَسَنُ من الكلام بصوتٍ قبيح. وفي الحقيقة لا أحد يكترث أو يهتم بجمال صوتك أو باختيارك للنغم، فالأهم هو مخاطبة القلوب والعقول بأسلوبٍ راقٍ يُبين ما تقول، ولكن الموشحات تجمع بين جمال الاثنين.

Eman_Alhashimi13 @

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/yc4jbdmj

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"