تحية للعرب وغير العرب في باريس

00:00 صباحا
قراءة دقيقتين

كرّمت «جائزة الشارقة - اليونسكو للثقافة العربية» منذ انطلاقها في عام 2001، وإلى دورتها العشرين في باريس أمس الأول، العشرات من الكتاب والفنانين والمفكرين والأدباء العرب، وغير العرب، وقد قدّم هؤلاء للثقافة العربية خلاصة أعمارهم الإبداعية والفكرية سواءً كانوا من الأجيال القديمة، أو من الجيل المثقف الجديد على مستوى الحضارات العالمية المتلاقية على فكر الحياة والإبداع الجمالي الحرّ.
تنظم الجائزة، كما هو معروف، دائرة الثقافة في الشارقة بالتعاون مع (منظمة الأمم المتحدة للتربية والثقافة والعلوم اليونسكو)، ويجري عادة حفل التكريم في باريس، وهو تقدير معنوي نبيل في رمزيته من جانب الشارقة للمنظمة الرفيعة التاريخ والسيرة، العريقة في مجال الثقافة العالمية.
في هذه الدورة للجائزة الأولى في فكرتها ومعناها الثقافي العربي وغير العربي ذهب التكريم إلى الفنانة التشكيلية المصرية (إسكندرية المولد 1990) آية طارق، المهتمة بما يُسمّى (فن الشارع)، ويتمثل عملياً في أداء الرسم الجرافيكي على الجدران، وقد بدأت هذا الشغف الفني وهي في الثامنة عشرة من عمرها كما تقول سيرتها في الموسوعة الحرّة (الويكيبيديا).
آية طارق خرّيجة كلية الفنون الجميلة في جامعة الإسكندرية، وتنحدر من عائلة تحب الفن وتمارسه، وعرفت في بيروت من خلال معرض فني تحت عنوان (الحائط الأبيض)، وذلك في عام 2012، والذي كما جاء في الموسوعة يضم فناني جرافيتي من كل دول العالم.
عند هذه التفصيلات السريعة حول شخصية الفنانة آية طارق يقول المرء إن فن الشارع هو فن الهواء الطلق والحرية الفردية والفكرية من دون أي تبعات أيديولوجية تحكم هذه الحرية، أي أن الإبداع الإنساني الجمالي هو المعيار الذي يحكم أي أداء في الفن.
الشخصية غير العربية في إطار هذا التكريم الرفيع هو (علي جي توري). ناشط في التراث التاريخي، وبشكل خاص التراث الثقافي العربي، وهو أيضاً منتج أفلام وثائقية وسينمائية، ومن المهم الإشارة إلى الجمع بين ثلاثة اهتمامات ثقافية في هذه الشخصية الإفريقية الفاعلة في الثقافات المنفتحة على البحث في التاريخ، وصناعة السينما، وبخاصة الوثائقية، ثم الانتباه للثقافة العربية، وجذرها اللغة في الأساس، لغة الشعر ولغة التاريخ أيضاً، وربما، من هذا المنطلق ذهب الناشط الثقافي (علي جي توري- مالي) إلى مشروعه التراثي والسينمائي الذي استحق عليه هذا التكريم.
جائزة الشارقة - اليونسكو للثقافة العربية هي أيضاً تحية تقديرية للعقل الذي يفكر ويعمل ويتفوّق في الأفق العربي وفي الأفق الأوروبي والغربي، أو أي مكان في شرق العالم أو غربه.
إن الجائزة هي فكرة طيبة في بيئة مشروع الشارقة الثقافي، ومن رمزياتها الجميلة بناء صداقات ثقافية وإنسانية في العالم بين العربي وغير العربي من خلال عملهما المشترك للبحث في جوهر الثقافة العربية، من دون أي انحياز أو أي شكل من أشكال الأنانية والتمييز الثقافي الذي يفسد أصلاً المعنى الأخلاقي العظيم لكلمة: ثقافة.
[email protected]

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/4h66phk6

عن الكاتب

المزيد من الآراء

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"