53 عاماً.. ثقافة وآداب وفنون

00:00 صباحا
قراءة دقيقتين

منذ قيام دولة الإمارات العربية المتحدة، كانت الثقافة، ولا تزال، أولوية أساسية على أجندات الدولة، وستبقى الثقافة التي تحولت إلى قطاع وإدارات ومؤسسات على رأس هذه الأجندات، وسياسة البلاد التي هي اليوم في طليعة بلدان العالم المهتمة جذرياً بما يسمى القوة الناعمة، والدبلوماسية الثقافية، وهما مصطلحان عمليان في الإمارات يتحققان يومياً على أرض الواقع بمؤشرات دولية علمية تسجل من عقد إلى آخر حجم النمو الثقافي الإماراتي الذي تفوّق على الكثير من دول العالم.
هذه حقيقة علمية بشأن العمل الثقافي في الإمارات، ويمكن العودة إلى حيثيات هذه الحقيقة من زاوية الأرقام والإحصائيات في الكثير من المصادر المتخصصة في هذا الشأن، لكن هنا، وفي هذه المادة التي تحاول رسم صورة بانورامية للثقافة في الدولة، نتوجه بالقارئ إلى خريطة العمل الثقافي في نفسه. بوصفه مجموعة من المبادرات والمشاريع الحيوية التي لم تنقطع قطّ في حركتها وسيرورتها منذ السبعينات وإلى اليوم.
تكوّنت في الإمارات مؤسسات عمل ثقافي يمكن تسميتها بالمؤسسات الريادية، أي، تلك التي نشأت في أواخر السبعينات، وأوائل الثمانينات امتداداً إلى أوائل التسعينات: دائرة الثقافة في الشارقة، المجمع الثقافي في أبوظبي، اتحاد كتّاب وأدباء الإمارات، ندوة الثقافة والعلوم في دبي، مؤسسة سلطان بن علي العويس، جمعية الإمارات للفنون التشكيلية، جمعية المسرحيين.. وذلك في إطار سياقات تأسيسية، أخذت تتحول إلى سياقات مهنية مكفولة تماماً باهتمام الدولة. وعلى مدى أكثر من خمسين عاماً وإلى اليوم، نعاين عناصر ثقافية إماراتية بالمئات، وربما بالآلاف جميعها تعود مرجعياً وعضوياً وعملياً إلى هذه المؤسسات الريادية الإماراتية.
من خلال هذه المنظومة المؤسساتية القائمة في المبدأ والأساس على روح الاتحاد، ظهرت في الدولة معارض كتب هي بالفعل، في الثمانينات وما بعدها، نواة الثقافة الحقيقية في الإمارات: معرض الشارقة الدولي للكتاب، معرض أبوظبي الدولي للكتاب، معرض الكتب في مهرجان طيران الإمارات، ومعرض كتاب الطفل في الفجيرة.
هذا التنوع في معارض الكتب في الدولة، قاد بالضرورة إلى ظاهرة ثقافة القراءة، بل وأصبحت القراءة في الإمارات مشروعاً وسلوكاً محلياً وعربياً على أوسع نطاق، وتتمثل هذه الظاهرة في مبادرات كبيرة الحجم والمعنى والفكر؛ تحدّي القراءة في دبي، وشهر القراءة السنوي المنتظم (آذار/مارس من كل عام)، وعشرية القراءة الإماراتية (2016-2026)، مكتبة في كل بيت، مؤتمر المكتبات، فضلاً عن شبكة واسعة من المكتبات الإماراتية، وبيوت الكتاب: بيت الحكمة في الشارقة، مكتبة محمد بن راشد، مكتبة المجمع الثقافي، وغيرها العديد من أمكنة الكتاب الذي أصبح أيقونة ثقافية حضارية مرتبطة باسم دولة الإمارات العربية المتحدة.
غداً أواصل..
[email protected]

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/2ebab4wu

عن الكاتب

المزيد من الآراء

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"