راشد محمد النعيمي
تمارس الأجهزة الشرطية جهداً مستمراً في التوعية ورفع مستوى الثقافة، تجاه جميع المجالات التي تنشأ منها ظواهر أمنية تستحق العلاج والمتابعة والحذر، عبر شراكة ناجحة مع المجتمع واهتمام بكل صغيرة وكبيرة مستغلة في ذلك أحدث الإمكانات والسبل، عبر باقات متنوعة من القنوات التي تصل إلى الجميع من مختلف الثقافات واللغات حماية للمجتمع وحرصاً على راحته وضمان استقراره، خاصة ونحن نعيش في عالم يتسارع تطوره التكنولوجي ويحتاج لمواكبة دائمة للمتغيرات.
وفي الحقيقة أن ثمة تصرفات نظنها عادية وبسيطة باتت اليوم تشكل خطراً كبيراً علينا في حال استغلالها من بعض ضعاف النفوس، كما أن أهم التحديات التي نواجهها اليوم هي الجريمة عن بُعد؛ حيث باستطاعة المجرم الذي يقبع في قارة بعيدة عنها آلاف الكيلومترات أن يرتكب جريمة عبر فضاء الإنترنت تؤدي إلى أذى نفسي أو مادي لشخص لم يكن ذلك في حسبانه، مما يصعّب من ملاحقته بفعل التقنيات التي باتت تتجاوز الحدود، في حال أوقعنا أنفسنا دون قصد طبعاً في شباك المجرمين الذين يبحثون عن ثغرات صغيرة للولوج وتنفيذ عملياتهم.
تعاملاتنا اليوم باتت إلكترونية أكثر من أي وقت مضى حيث أجهزة الهاتف والكمبيوتر باتت مستودع الأسرار الشخصية والأموال والبيانات التي تمثل منجماً لكل مجرم وأصبح لزاماً علينا أن نعي أهمية التحوط وحماية أنفسنا وتمييز ما يجري حولنا من عمليات وطلبات ومواقع واتصالات تستهدف خرق هذا العالم والذي تسعى أجهزة الشرطة كل فترة للتنبيه بشأنه وعرض الثغرات التي يمكن أن تتسبب بمشكلة لو تم استغلالها.
قبل أيام حذرت شرطة أبوظبي من خطورة تحميل برامج التحكم عن بعد للأجهزة الذكية الهواتف أو أجهزة الكمبيوتر، موضحة أنه أصبح من ضمن البرامج التي يستخدمها المحتالون في عملياتهم الاحتيالية الإجرامية للاستيلاء على الأموال وسرقة المعلومات المهمة عن طريق خداعهم في كثير من الأحيان بأنهم سيقومون بمساعدتهم، غير أنهم يوقعونهم في عمليات نصب واحتيال، وأشارت إلى أن هذه البرامج تستخدم للتحكم عن بُعد في أجهزة الكمبيوتر والأجهزة الأخرى، ويستخدمها الأفراد والشركات للوصول إلى الأجهزة عن بُعد، سواء للصيانة التقنية أو العمل عن بُعد أو مشاركة الشاشة.
للأسف هناك استهانة واضحة من كثير من الناس بهذه الأمور، معتقدين أنهم في مأمن وهو أمر يحتاج إلى مراجعة إضافة إلى دراية بكل التطورات التي ترتبط بهذا العالم، من خلال رفع مستوى الوعي والإدراك والالتزام بالتعليمات المرتبطة بالخصوصية وحماية البيانات والتحوط في التعامل الإلكتروني المالي وعدم مشاركة المعلومات الشخصية مع أي كان وعدم الالتفات للصفقات المشبوهة والأسعار المنخفضة لكثير من السلع كالسيارات وغيرها التي هي عبارة عن شراك عملية نصب تنتظر من يقع فيها.
[email protected]