مهاترات وسائل التواصل

00:03 صباحا
قراءة دقيقتين

الحفاظ على الهوية الوطنية يعتبر الأساس السليم الذي تقوم عليه المجتمعات وتنمو ويستمر تطورها من خلاله، وتعني انتماء وولاء الفرد تجاه وطنه وشعبه وأمته، وتشمل قيماً، ومعتقدات، وعادات، ولغةً، وتاريخاً، وموروثاً ثقافياً غزيراً، وهو ما أكده صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى، حاكم الشارقة، خلال حديثه لإذاعة الشارقة، الذي أوضح خلاله حرصه على حفظ التراث، سواء كان ملموساً كالآثار والموروث العمراني، أو غير ملموس كالأهازيج والأغاني والرقصات التراثية، حفظاً للهوية من الضياع والانطماس.
والهوية الوطنية عنصر أساسي في تشكيل شخصية الإنسان، وتعزيز وحدته وتمسكه بوطنه، ومن خلالها يحمي مجتمعه من الذوبان في الثقافات الأخرى، خاصة ونحن نعيش في عصر العولمة والانفتاح الكبير على العالم، وقال صاحب السمو حاكم الشارقة: «لن يتمكن الناس من الحفاظ على تراثهم إلا بالممارسة، ونحن نريد أن نحفظ التراث في صدور أبنائنا وألا ندعهم ينسون تراثهم، وذلك لن يتحقق إلا بالممارسة التي سيشاهدها الأطفال ويكتسبون هم أيضاً هذه المعرفة، فهذه الممارسة «عملية تثقيفية»، والهوية هي أساس تكوين المجتمع، والمجتمع بدون هوية ليس له جذور».
صاحب السمو حاكم الشارقة، قدم خلال المداخلة نصيحة لأبنائه بالبعد عن مهاترات وسائل التواصل الاجتماعي، التي باتت تعصف بالكثير من المجتمعات لعدم وجود روابط أو ضوابط أخلاقية تحكمها، ويستغلها البعض لنشر الفرقة في الوطن الواحد وبين أبناء الأمم والقوميات، من خلال بث شائعات وأكاذيب وأقاويل لأهداف تحمل في طياتها السوء، لذا أكد سموه أن حماية المجتمع من القيل والقال والموبقات والمنكرات وأي شيء دخيل عليه، هي مسؤولية الفرد التي تبدأ من المنزل وتمتد إلى الحي الذي يقطن فيه لتصل الى وطنه، وقال سموه: «نحن نقول لأبنائنا وبناتنا إن هذا المجتمع أمانة، وأعطوا لأنفسكم فرصة لرد الجميل للوطن، بداية بالكلمة الطيبة، والابتعاد عن المهاترات على وسائل التواصل الاجتماعي، وارتقوا بأنفسكم، ولا تكونوا إمَّعات، وحافظوا على بلادكم التي منها آباؤكم وفي ترابها دُفن أجدادكم، وبإذن الله أجيالنا القادمة كلها ستكون واعية بمسؤوليتها الدينية والوطنية والمجتمعية».
حاكم الشارقة وضع يده على الجرح بالنسبة لوسائل التواصل الاجتماعي التي باتت تعتبر هذه الأيام إحدى الأدوات القوية التي يمكن أن تستخدم للخير أو للضرر، وتستخدم في الضرر أكثر، لذا من المهم الوعي بهذه المخاطر، وأن يكون استخدامها مسؤولاً ومتوازناً، من خلال تعزيز الثقافة الرقمية، والوعي، ووضع حدود واضحة لاستخدامها اليومي.

[email protected]

عن الكاتب

المزيد من الآراء

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"