سلطان حميد الجسمي
في لحظة تاريخية تُمثّل امتداداً لنهج الآباء المؤسسين، تتجلّى في دولة الإمارات قيادة فريدة متجانسة تجسّدها رؤية المحمدان، على خطى ثابتة منذ قيام الاتحاد، وبروح لا تنفصل عن جذورها الأولى.
قيادتان تسيران بتناغم، بإرادة موحّدة، وأهداف لا تحدّها حدود، بل تتسع كلما اقتربت من التحقيق. إنها قيادة لا تُخطّط للمستقبل فحسب، بل تصنعه واقعاً يوماً بعد يوم، بقيادة ملهمة وشعب يُؤمن بأن المستحيل مجرد مرحلة يمكن تجاوزها.
صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله، وصاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، يشكّلان معاً ركيزة هذا النموذج القيادي الفريد، حيث تتكامل الرؤية الاستراتيجية مع التنفيذ العملي، وتُدار الدولة بمنهج يُشرك الجميع: القيادة، والمؤسسات، والمجتمع.
وقد أكد صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، عبر صفحته الرسمية على منصة «إكس» أن أجندة دولة الإمارات التنموية تمضي بدعم مباشر من صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، وبرؤية واضحة، وفريق عمل واحد، وشعب ملتف حول قيادته.
وأشار سموه إلى أن الهدف المقبل يتمثل في جذب 1.3 تريليون درهم من الاستثمارات الأجنبية المباشرة خلال السنوات الست المقبلة.
وقد استند هذا الطموح إلى مؤشرات واقعية تؤكد مكانة الإمارات على الساحة الاقتصادية العالمية، حيث كشف تقرير صادر عن مؤتمر الأمم المتحدة للتجارة والتنمية (الأونكتاد) أن الدولة حققت تدفقات استثمار أجنبي مباشر بلغت 167 مليار درهم (45 مليار دولار) خلال عام واحد فقط، محققة نمواً بنسبة 48% مقارنة بالعام السابق.
وبحسب التقرير، فقد استحوذت دولة الإمارات على 37% من إجمالي تدفقات الاستثمار الأجنبي المباشر في منطقة الشرق الأوسط، ما يؤكد أنها الوجهة الأولى للمستثمرين في المنطقة. كما احتلت المرتبة الثانية عالمياً من حيث عدد مشاريع الاستثمار الأجنبي الجديدة، متقدمة على معظم اقتصادات العالم، ولا تسبقها في هذا المؤشر إلا الولايات المتحدة الأمريكية.
هذه الإنجازات ليست وليدة الصدفة، بل نتاج رؤية طويلة الأمد، وخطط وطنية مدروسة، وإرادة سياسية لا تعرف التردد. وكما قال الشيخ محمد بن راشد: لدينا أجندة تنموية واضحة رسمها محمد بن زايد.. ولدينا فريق عمل واحد ملتزم بتعليماته.. ولدينا شعب ملتف حول قيادته.. هذا هو سر نجاحنا.
في قلب هذا النموذج الإماراتي تقف فلسفة واضحة: أن التنمية هي مفتاح الاستقرار، وأن بناء الاقتصاد هو أذكى أشكال السياسة.
من هنا جاءت كلمات سموه لتؤكد: رسالتنا من الإمارات: التنمية هي مفتاح الاستقرار.. والاقتصاد هو أهم سياسة.
وراء هذه الرسالة تقف تجربة فريدة في العالم العربي، بل على مستوى العالم، تقودها عقلية ترى في كل تحدٍّ فرصة، وفي كل فرصة إنجازاً، وفي كل إنجاز نقطة انطلاق لطموح جديد.
رؤية «المحمدين» هي نموذج للانسجام بين من يرسم الطريق ومن يُتابع التنفيذ، بين القيادة التي تُفكر على مستوى الأمة، والحكومة التي تعمل بتفانٍ، وشعب اختار أن يكون جزءًا من قصة النجاح، لا مجرد مشاهد لها.
ولعل ما يجعل هذه القيادة ملهمة بحق أنها لا تعتمد فقط على ما تم تحقيقه، بل على ما يمكن أن يتحقق. لا تنشغل بإحصاءات الأمس، بل تضع أعينها على أهداف الغد.
ومن خلال استثمارها في الإنسان، وبنيتها التحتية الذكية، وعلاقاتها الدولية المتوازنة، تواصل دولة الإمارات مسيرتها نحو الريادة العالمية بثقة وثبات.
إنها الإمارات، وطنٌ لا يعرف المستحيل، وقيادة تتقدم الصفوف بعزم ورؤية واضحة.
وبقيادة «المحمدين» يُعاد رسم المستقبل لا كاحتمال، بل كواقع يُبنى على أسس من العمل والعقل والحكمة.