عادي
على هامش الحكاية

تعرف إلى رواية مكتوبة بـ 47 نهاية

22:36 مساء
قراءة دقيقتين
2501

الشارقة: «الخليج»

«وداعاً للسلاح»، رواية كتبها الأديب الأمريكي الكبير إرنست ميلر همينجواي، «1899 1961»، الشهير بلقب «بابا»، والذي يعدّ من أعظم الروائيين في التاريخ، وهو إلى جانب ذلك قاصّ وصحفي، عرف بطريقته الساحرة البليغة التي تهتم باللغة الرفيعة، وهو الأسلوب الذي أطلق عليه همينجواي «نظرية الجبل الجليدي»، وكان للكاتب تأثير قوي على الأدب في القرن العشرين.

أما الرواية «وداعاً للسلاح»، فهي من الأعمال الخالدة التي لا تزال تجد صدىً كبيراً من قبل القراء في كل أنحاء العالم، وهي أولى أعمال همينجواي وكانت الأكثر مبيعاً في حينها، وقد كتبها خلال الحملة الإيطالية في الحرب العالمية الأولى، ونشرت عام 1929، وعنوانها مأخوذ من قصيدة للكاتب المسرحي الإنجليزي جورج بيليه، والذي عاش في القرن السادس عشر.

تتحدث الرواية عن الحب في زمن الحرب العالمية الأولى، وترصد تلك العلاقة العاطفية التي نشأت بين فريدريك هنري، الملازم في المستشفى الميداني للجيش الإيطالي، وكاترين باركلي.

وينقسم العمل إلى خمسة أجزاء، وفي الجزء الأخير، يعيش فريدريك وكاثرين حياة هادئة في الجبال، وبعد ولادة طويلة ومؤلمة، تنجب كاثرين ابنهما ميتاً، وتتعرض لنزيف سرعان ما تموت بعده تاركة فريدريك وحيداً.

المفارقة أن همينجواي كان قد كتب أكثر من نهاية أو خاتمة للرواية بلغت في عددها 47 خاتمة، إلى أن استقر إلى النهاية المعروفة التي اشتهرت بها الرواية في طبعتها الأولى وبقية الطبعات، ويقال إن السر وراء كل ذلك العدد الكبير من النهايات أن همينجواي كان شديد الدقة في اختياره وتعامله مع الألفاظ والمفردات، وأراد أن يخرج بأكثرها جمالاً وشاعرية من أجل أن يصل إلى أرقى لغة نثرية.

واشتهر عن همينجواي أنه كاتب يعمل بمبدأ النقد الذاتي والمراجعة القاسية الشديدة لأعماله، والدقة والصرامة في التعامل مع كل منتجه الأدبي.

وعلى الرغم من أن همينجواي كان قد ذكر لإحدى المجلات في عام 1958، أنه قد أعاد كتابة نهاية «وداعاً للسلاح»، 39 مرة حتى أصبح على قناعة تامة بالنهاية الأخيرة التي ظهرت في الرواية، إلا أن حفيده سيان همينجواي، قام بعمل بحثي شاق ومجهد في أرشيف جده في مكتبة ومتحف «جون إف. كيندي»، في بوسطن، في الولايات المتحدة الأمريكية، حتى اكتشف أن نهايات الرواية أكثر من التي ذكرها همينجواي.

وعلى ضوء تلك النتائج البحثية التي ظهرت، كانت دار النشر «سيمون وسشوتر»، التي نشرت معظم أعمال الأديب الأمريكي، والتي حصلت على جميع تلك النهايات للرواية من الحفيد، قد قامت بإعادة طباعة «وداعاً للسلاح»، متضمنة كل تلك النهايات ال«47»، التي وضعها للعمل، إضافة للنص الأصلي الذي كان قد نشر عام 1929، وجاءت وجهة نظر الدار، بأن ذلك الأمر يمكن القارئ من التعرف إلى العملية الإبداعية لدى همينجواي في كل مراحلها وظروفها المختلفة.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"