دبي: حازم حلمي
تستعد الأماكن السياحة والترفيهية داخل دولة الإمارات لاستقبال أعداد مؤهلة من السياح سواء من داخل الدولة، أو من الخارج، الذين يفضلون قضاء إجازتهم في الدولة، والتعرف إلى الأماكن السياحية الكثيرة التي تزخر بها الدولة.
ولعل أبرز ملامح السياحة الداخلية في الدولة، التي تنتعش بدخول فصل الشتاء، المناطق الطبيعية والثقافية والتراثية والتاريخية، وإبراز جمالها وخصوصيتها للسياح، وتعد عنصراً مهماً لجذب مزيد من السياح للدولة للتعرف إلى جمال هذه الأماكن أكثر وعن قرب، حسب خبراء ومختصين في القطاع السياحي.
وقال الخبراء ل«الخليج»، بمناسبة ارتفاع الطلب على السياحة الداخلية، وتفضيلها على الخارجية خلال عطلة عيد الاتحاد، نتوقع أن يكون هناك ازدحاماً غير مسبوق في أماكن الترفيه، والثقافة كالمتاحف، والرحلات البحرية، والسفاري داخل الدولة.
أكد خبراء قطاع السياحة أن حجوزات الفنادق، وأماكن الجذب السياحي كالألعاب والمطاعم ومراكز التسوق والترفيه، ستتخطى أرقام ما قبل الجائحة، التي بوجهة نظرهم كان لها دور كبير - جائحة كورونا- في إبراز الأماكن السياحية الكثيرة الموجودة داخل الدولة، مدعومة بالدعم الحكومي للقطاع الذي يعتبر مساهماً في نمو الناتج المحلي للدولة.
تفضيل السياحة الداخلية
يقول إياد نقاش، مدير مكتب أطلس للسياحة والسفر: «نتوقع أن يفوق الطلب على حجوزات الفنادق، والرحلات البحرية، ورحلات السفاري، والأماكن السياحية في الدولة، ال90% وتلقينا الكثير من الحجوزات من قبل المقيمين بالدولة، للاستفادة من عطلة عيد الاتحاد، بينما كان الجميع سابقاً يفضل السياحة الخارجية خلال هذه العطل على الإقامة بالدولة».
وأشار إلى أن كثرة الأماكن السياحية وتنوعها، والمشاريع التي أطلقت مؤخراً لتطوير القطاع السياحي بالدولة، تعد عنصر جذب كبيراً بالنسبة للسياح، وهذا ما لوحظ من تفضيل السائح الأجنبي الإقامة في الإمارات على دول المنطقة، موضحاً، أن الإمارات تمتلك أفضل الفنادق والشواطئ ومراكز التسوق في العالم، وهذا النموذج شجع الجميع في الدولة على استكشاف هذه المناطق في العطل القصيرة.
الإقبال في تزايد
وأوضح أكرم محمد، الرئيس التنفيذي لشركة «Vip بلاتينيوم كونسيرج»، أن الإقبال السياحي يتزايد خلال عطلة الاتحاد داخلياً كل عام، وقد لاحظنا على مدار السنين الماضية ارتفاع الحجوزات خلال هذه الفترة، وزيادة الإشغال الفندقي، مشيراً إلى أن أبرز الأماكن التي يقصدها السياح، المناطق الشاطئية، حيث يكون المناخ معتدلاً، كما أن الأماكن الترفيهية المتعددة المتوفرة، مثل «فيراري» و«ورنر بروذرز» في أبوظبي، و«دبي باركس» في دبي وغيرها، لها دور بارز في جذب المزيد من السياح للدولة.
وأوضح، أن نسبة الإشغال في الفنادق خلال عطلة عيد الاتحاد، ستصل إلى 80%، وشهدت الدولة بعد الجائحة تزايداً كبيراً في الطلب على السياحة الداخلية والخارجية، ونلقب هذا التزايد حالياً بالسفر الانتقامي، ويعود لرغبة الناس التعويض عن الأوقات والظروف الصعبة التي عانوها خلال الجائحة ورغبتهم في الخروج والتعرف إلى الأماكن السياحية الجديدة.
وعن الأسباب الرئيسية التي عززت رغبة السائح الأجنبي في القدوم إلى الإمارات، لقضاء الإجازة، قال، أكرم محمد: «هناك الكثير من الأسباب، وأبرزها، المناخ الجميل في هذا الوقت من السنة، والبنية التحتية المتطورة التي تجعل من تنقل السائح بسهولة دون عناء، كما أن الأماكن الترفيهية لجميع الأعمار والفئات متعددة وموجودة بكل مكان داخل الدولة، ويعتبر الأمن والأمان، أهم عنصر يبحث عنه السائح طوال إقامته، وهو ما يميز الإمارات».
الجو مناسب
يرى إبراهيم الذهلي، الخبير السياحي، أن المناطق السياحية داخل الدولة تعد كثيرة مقارنة بالأماكن السياحية بالدول الأخرى، ولهذا يفضل الكثير من السياح الأجانب القدوم للإمارات للتمتع بإجازتهم، وقضائها بين الإمارات السبع، التي باتت اليوم تنافس المدن العالمية حسب الأرقام والإحصاءات عن أكثر الوجهات التي يفضلها السياح لقضاء إجازاتهم فيها.
وأضاف: «تزخر الدولة بالعديد من الأماكن السياحية، وهذه دعوة للجميع بأن يستغل هذه العطلة، والأجواء الشتوية المناسبة للتنقل بين إمارات الدولة والتعرف إليها أكثر وعن قرب»، مبيناً أن هناك الكثير من المناطق في الدولة تستحق الزيارة، بدءاً من واحات العين وجبل حفيت، وجزيرة ياس والسعديات في أبوظبي، وحتا في دبي وغيرها من الأماكن، والشارقة وباقي الإمارات التي تتمتع بالعديد من الفنادق والتضاريس الجبلية المناسبة لعشاق المشي بين الجبال، وأيضاً مخيمات التخييم التي تكثر في هذه الأيام.
أهمية السياحة الداخلية
يري شريف الفرم، المدير التنفيذي لشركة «سيرينتي ترافيل»، أن السياحة الداخلية تعد مناسبة ومهمة للمواطنين والمقيمين في الدولة، للتعرف إلى أبرز المعالم الجديدة التي تم تدشينها مؤخراً، كالفنادق، والأماكن الترفيهية في دبي ورأس الخيمة وأبوظبي، وخاصة مع اعتدال الطقس الذي يشجع على القيام بمزيد من الرحلات الداخلية.
ولفت الفرم، إلى أنه في حال كان السفر لأغراض السياحة والترفيه بالخارج، فالقطاع السياحي في الدولة غني ومتنوع، ويمكن أن يكون خياراً بديلاً عن السفر إلى الخارج، موضحاً أن دولة الإمارات نجحت في بناء وجهة سياحية عالمية متكاملة تلبي تطلعات السياحة الداخلية والدولية على حد سواء.
