الدول النامية أنجح في التعامل مع «كورونا»

00:33 صباحا
قراءة دقيقتين
1

أشفق زمان *

في المملكة المتحدة، بلغ عدد الوفيات الرسمي جراء كورونا في بداية سبتمبر/أيلول الماضي نحو 40 ألف حالة، في حين بلغت الحالات في بنجلاديش 4 آلاف وفاة، على الرغم من أن عدد السكان هناك ضعف العدد في بريطانيا. وبينما يتوقع أن ينكمش الاقتصاد البريطاني بنحو 9% في عام 2020، فقد ينخفض الناتج المحلي الإجمالي لبنجلاديش بنحو 2%. وفي الوقت ذاته، قد تجد البلدان النامية أيضاً أن عالم ما بعد الوباء سيكون أكثر ملاءمة لصعودها المستمر، مع تحول الاقتصاد نحو الرقمنة. 

ويعود الأداء الأفضل في أجزاء من العالم النامي خلال الجائحة إلى عاملين رئيسيين. أولاً، ضرب الفيروس أوروبا والولايات المتحدة في وقت مبكر نسبياً من انتشار الوباء، ما يعني أنه كان لديهم وقت أقل للاستعداد. ثانياً، كان العالم المتقدم متراخياً أيضاً في مواجهة الفيروس، ربما لأنه رأى تفشي الفيروس مشكلة من مشكلات العالم الثالث. 

 إلا أن مثل هذا التهاون يعني أن الدول الأوروبية والولايات المتحدة تحتل حالياً المراتب الست الأولى من حيث عدد الوفيات المرتبطة بفيروس كورونا حول العالم. وحتى مع الأخذ في عين الاعتبار احتمال عدم احتساب الحالات في بعض البلدان النامية، فإن الفارق في أعداد الوفيات كبير لدرجة أنه يمكن للمراقبين أن يقولوا بشكل موثوق إن العديد من تلك الدول النامية تفعل الشيء الصحيح الذي عجز عنه نظراؤها الأغنى. وعلى سبيل المقال، قدم ستيفن فريدمان من جامعة جوهانسبرج مثل هذه الحجة في مقال كتبه في مايو الماضي تحت عنوان: «كورونا ينسف أسطورة تفاوت الكفاءة بين دول العالم الأول ودول العالم الثالث». وهنالك أدلة كثيرة تشير إلى صحة ذلك. 

ضع في عين الاعتبار أيضاً تجربة فيتنام، التي طبقت بسرعة تدابير الصحة العامة مثل زيادة الفحوص وتطبيق قيود السفر والحجر الصحي الذي استغرق من الدول الأوروبية أشهراً لتطبيقه. وأغلقت نيجيريا اقتصادها عندما تم اكتشاف 100 حالة إصابة بالفيروس فقط. 

وفي الوقت ذاته، كان ينبغي أن تكون بنجلاديش، الدولة الأكثر ازدحاماً في العالم، من بين الأكثر تضرراً من فيروس كورونا، لكن في وقت كتابة هذا المقال، كان عدد الوفيات الرسمي في البلاد أقل من ثلث مثيله في تكساس. 

ومثلما تمكن جزء كبير من جنوب العالم من التعامل مع الآثار الصحية ل «كورونا» بشكل أكثر فاعلية، فإن الأمر ينطبق أيضاً على التداعيات الاقتصادية. 

وقد سجلت المملكة المتحدة انكماشاً بنسبة 20% في ناتجها المحلي الإجمالي في الربع الثاني من هذا العام، ومن المتوقع أن يكون أداء الأسواق الناشئة والاقتصادات النامية أفضل بكثير. وقد حققت العديد من الدول النامية نمواً أقوى في الفترة التي سبقت الجائحة مباشرة، فعلى سبيل المثال، احتلت بنجلاديش المرتبة السادسة بين أسرع الاقتصادات نمواً في العالم في العام الماضي بمعدل قدره 7.9%، وذلك بالمقارنة مع نمو بنسبة 1.4% فقط للمملكة المتحدة، مما يعني أن الأخيرة كانت أقرب إلى الركود.

* مؤسس موقع «CNI News» ومدير منتدى دكا (فورين بوليسي)

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

المزيد من الآراء

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"