عادي

شباب الإمارات يشقون بسواعدهم طرق النجاح ويصنعون المستقبل

02:56 صباحا
قراءة 7 دقائق
1

إعداد: إيمان عبدالله آل علي

تشير الحقائق إلى أن الإمارات تجاوزت مرحلة تمكين الشباب، إلى مرحلة جديدة، تتميز بالقيادة والريادة، فنجد أن الشباب الإماراتي اليوم يقود العديد من المناصب القيادية، وحريص على التميز لتبقى الإمارات الأولى في المجالات المختلفة، وشاركوا في التصميم للخمسين عاماً المقبلة، حتى باتوا نموذجاً يقتدى به.

في الإمارات، يعيش الشباب عصرهم الماسي الذي لا ينافسهم أحد فيه؛ حيث توليهم القيادة الرشيدة أهمية كبيرة، وفتحت لهم آفاقاً جديدة لم يحلموا بها، ليصل الأمر إلى تأهيلهم ليكونوا رواد فضاء، واللافت أن وزارة دولة لشؤون الشباب، على الرغم من عمرها القصير، فإنها تميزت بتأسيس أفضل مركز للشباب في العالم، بمعايير عالية، ليصبح كخلية نحل على مدار العام، بوجود الشباب في منصاته المختلفة، يعملون ويفكرون ويبدعون ويتألقون ويخططون، وتالياً يحصدون نتائج جهدهم، بمشاركات متميزة وإنجازات لافتة.

هناك الكثير من الشباب الذين استثمروا تمكين القيادة لهم، وحققوا أحلامهم وطموحات الدولة فيهم، وبوسائل غير تقليدية، خاصة أن الدولة تعتمد على شبابها في القيادة والإدارة، ولم تعد خاضعة للجيل الأكبر سناً.

يحتل الشباب اهتماماً كبيراً من قبل القيادة الرشيدة، فقد فوجئ عشرات من الشباب المواطنين من العرسان المتزوجين حديثاً ممن قاموا بتنظيم حفلات زواج بتكاليف بسيطة في منازلهم خلال فترة جائحة «كوفيد- 19»، باستلام بطاقة تهنئة خاصة موقعة من صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله.

ففي الوقت الذي شهدت فيه حفلات الزواج في الآونة الأخيرة ثقافة جديدة أكثر بساطة وبتكاليف معقولة تركز على الأولويات وتقترن بسعادة العائلات والأقارب والأصدقاء، قرر سموه أن يهنئ أبناءه وبناته الشباب، مؤكداً أن القيمة الحقيقية للزواج تتمثل في بناء أسرة إماراتية متماسكة ومترابطة تملؤها المحبة والألفة وتتحلى بأسمى القيم...وأن البساطة تبقي معاني الزواج أعمق وأكبر من المتغيرات والظروف.

وجاء في نص الرسالة: مبارك لكم زواجكم، والله يسعدكم ويوفقكم لبناء أسرة إماراتية جديدة ومتماسكة، مترابطة.. تملؤها المحبة والألفة.. وتتحلى بأسمى القيم.. وتكون نواة خير وبركة وعطاء في مجتمعنا بإذن الله.. بارك الله لكم.. وبارك عليكم.. وجمع بينكم في خير..

تصميم المستقبل

المستقبل يرتكز على الشباب، لذا فقد حرصت الدولة على إشراكهم في تصميم المستقبل، فقد أطلقت المؤسسة الاتحادية للشباب بالشراكة مع لجنة الاستعداد للخمسين، سلسلة حلقات شبابية ضمن أجندة عام الاستعداد للخمسين، في إطار جهودها لتنفيذ توجيهات صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، بإشراك أفراد المجتمع في رسم مستقبل دولة الإمارات ووضع محاور ومكونات خطة مئوية الإمارات.

وتجسّد الحلقات الشبابية تكثيف الجهود في دعم الشباب، وتحفيز مشاركتهم في رسم مسارات القطاعات المستقبلية. وتضمنت سلسلة الحلقات الشبابية، 50 جلسة افتراضية ما يتيح للشباب فرصة المشاركة بأفكارهم ومقترحاتهم المبتكرة ورؤاهم لمستقبل دولتهم ومجتمعهم وتوظيفها في عملية تنمية مستمرة وشاملة للخمسين عاماً المقبلة في دولة الإمارات، فالاستماع إلى الشباب وتحفيزهم على المشاركة بتصميم المستقبل بأفكارهم وتصوراتهم يمثل نهجاً راسخاً في توجهات قيادة دولة الإمارات للاستثمار برأس المال البشري، وتعزيز مشاركة الشباب في التنمية، ويعكس إيمانها بأهمية دورهم وموقعهم المحوري في تشكيل معالم حاضر الدولة ومستقبلها.

المشاركة الفاعلة

تعمل دولة الإمارات على اعتماد تشريعات وسياسات واستراتيجيات، تضمن المشاركة الفاعلة والإيجابية للشباب، على الصعد المحلية والإقليمية والدولية؛ حيث تؤكد العديد من الدلائل والمؤشرات، العناية التي توليها القيادة الرشيدة لفئة الشباب، من خلال الاستماع إلى آرائهم، وتعزيز روح القيادة لديهم، وبما يلبي طموحاتهم الاجتماعية والاقتصادية والسياسية، ويجعلهم شركاء في حماية الوطن وخدمته، بمبادرات تعزز من هويتهم الوطنية، وتقوي لديهم روح الولاء والانتماء، الذي يتحقق من خلال تمكينهم، لكي يصبحوا مساهمين حقيقيين في صناعة المستقبل المستدام للدولة ومواطنيها.

وزير الشباب

في مطلع فبراير من عام 2016 طلب صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، الجامعات ترشيح شباب وشابات لاختيار وزير شاب في حكومة المستقبل؛ حيث خاطبهم عبر منصة التواصل الاجتماعية «تويتر» قائلاً: «الإخوة والأخوات.. يمثل الشباب تحت سن 25 نحو نصف مجتمعاتنا العربية. ومن المنطق أن يكون الاهتمام بهم وبقضاياهم بما يوازي هذه النسبة».

وأضاف: «للشباب آمال وطموحات.. وقضايا وتحديات.. وبهم تنهض المجتمعات أو تنهار.. وعلى أيديهم تتحقق الإنجازات.. أو الإخفاقات».

وتم اختيار شما المزروعي البالغة من العمر 22 عاماً وزيرة دولة لشؤون الشباب، كما تولت منصب رئيسة مجلس الشباب الذي سيمثل تطلعات وقضايا الشباب لدى الحكومة.

تعيين الشباب

في يونيو 2019، أصدر مجلس الوزراء قراراً بإلزامية إشراك أعضاء من فئة الشباب الإماراتي في مجالس إدارات الجهات والمؤسسات والشركات الحكومية، بما لا يقل عن عضو واحد، وممن لا تتجاوز أعمارهم 30 عاماً. كما أطلقت الحكومة منصة إلكترونية خاصة تتبع مجلس الوزراء لإتاحة الفرصة للشباب الإماراتي الراغب في التسجيل والتقديم عبر الموقع.

وفي 3 فبراير 2020، اعتمد مجلس الوزراء اختيار 33 من الشباب المتقدمين في عضوية مجالس إدارات الجهات الاتحادية، وذلك لتعزيز المشاركة الشبابية في تطوير حلول لمختلف الملفات والقضايا الوطنية. حددت مدة العضوية في مجالس إدارات الجهات بسنتين إلى ثلاث، قابلة للتجديد.

منصة فرص الشباب الإماراتي

تتيح منصة فرص الشباب الإماراتي، إمكانية الوصول إلى المسابقات والجوائز، والمنح، والحاضنات والبرامج التطويرية المقدمة من الجهات الرسمية في كافة إمارات الدولة.

وتهدف المنصة التي أطلقتها المؤسسة الاتحادية للشباب، إلى تشجيع الشباب الإماراتي على خدمة الوطن والمجتمع، والمشاركة في مختلف البرامج والفعاليات والأنشطة خاصة في أوقات الطوارئ والأزمات، إلى جانب تطوير مهارات المستقبل والقدرات للتعامل مع مرحلة الوقاية من فيروس «كوفيد- 19».

وفي عام 2017، أطلقت حكومة الإمارات، مركز الشباب، لتبادل الخبرات، واحتضان الأفكار والإبداعات ويستقبل المركز الطلبة، والموظفين أو رواد الأعمال وذلك من الفئة العمرية 15 إلى 35.

خلال الخمسين يوماً الأولى من إطلاقه، عقد المركز العديد من الفعاليات التي تتوافق مع طموحات وتطلعات الشباب، وتعزز تنمية قدراتهم ومهاراتهم.

يوفر المركز مساحات عمل وتفاعل مشتركة للشباب من أصحاب المشاريع، والباحثين، والمبرمجين، والعاملين في مجال الإعلام، كما يوفر فرصاً للعمل التطوعي، ومعملاً للابتكار، ومقاهي، وجلسات للعصف الذهني.

كما اعتمد مجلس الوزراء في عام 2016 إنشاء مجلس الإمارات للشباب، الذي سيمثل تطلعات وقضايا الشباب لدى الحكومة برئاسة شما المزروعي وزيرة دولة لشؤون الشباب، ويضم نخبة من الشباب والشابات والبالغ عددهم 13 ليكونوا مستشارين للحكومة في قضايا الشباب. 

وفي عام 2018، اعتمدت حكومة دولة الإمارات إنشاء المؤسسة الاتحادية للشباب. ستقوم المؤسسة بالتنسيق مع مجالس الشباب المحلية في وضع أجندة سنوية للأنشطة والفعاليات الشبابية في الدولة، وضمان توافق أهداف وخطط واستراتيجيات وأنشطة تلك المجالس مع الخطط العامة للدولة في مجال الشباب.

محور التمكين

وعلى نهج المغفور له بإذن الله تعالى الشيخ زايد، طيب الله ثراه، يؤمن صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة، حفظه الله، بأن الشباب عماد التنمية والتقدم في أي مجتمع وأن نهضة الأمم في الاستثمار والارتقاء بقدراتهم وتوظيفها بشكل فاعل في تقدمها ونهضتها. ولهذا يمثل الشباب جوهر مرحلة التمكين التي أطلقها سموه عام 2005 والتي تعتبر الأساس في منطلقات دولة الإمارات نحو تمكين الشباب من عناصر القوة اللازمة ليصبحوا أكثر إسهاماً ومشاركة في مختلف مجريات الحياة الاجتماعية والسياسية والإنتاجية والمعرفية. ومن هنا انطلقت المبادرات الحكومية التي تعكس حرص القيادة الرشيدة على تنشئة جيل مشبع بالقيم الوطنية والفضيلة وتحمل المسؤولية ومبادئ التسامح والإيثار والاحترام وتأهيلهم من المشاركة في اتخاذ القرارات، وأن تتبوأ المراكز القيادية في الدولة. كما انطلقت المبادرات التي تخول الشباب الإماراتي الدخول في معترك العمل السياسي والمشاركة الفاعلة في العملية الانتخابية والعمل على اختيار من يمثلهم تحت قبة المجلس الوطني الاتحادي وتحمل مسؤولياتهم في مناقشة القوانين التي تدعم طموحاتهم نحو المستقبل وتلبية احتياجات الوطن والمواطن وبناء الدولة.

المبادرة العالمية

أطلق صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، في شهر أغسطس 2018 «المبادرة العالمية لشباب الإمارات، التي تشرف على تنفيذها «المؤسسة الاتحادية للشباب» بهدف تعزيز دور الشباب عالمياً في التعريف بقيم دولة الإمارات الأصيلة وثقافتها وتجربتها الحضارية في التسامح والتعايش وبناء الإنسان وتمكين الشباب، إضافة إلى مد جسور التواصل الإنساني والمعرفي والعلمي بين شباب الإمارات والعالم.

مجلس محمد بن زايد لأجيال المستقبل

تولي دولة الإمارات ضمن رؤيتها التنموية المستقبلية، اهتماماً استثنائياً بإعداد القيادات الشابة في مختلف مواقع العمل الوطني، وتحرص على توفير البرامج التي تسهم في الارتقاء بقدراتهم، حتى يكونوا قادرين على المشاركة بفاعلية في مسيرة التنمية والتطور، وتحمل مسؤولية القيادة في المستقبل. عبر «مجلس محمد بن زايد لأجيال المستقبل»، وهي مبادرة نوعية ملهمة تتجاوز كونها منصة للتفاعل بين الطلاب ورواد العلوم والمعارف العصرية والتكنولوجية الحديثة من دول العالم المختلفة، إلى ملتقى لإثراء الأفكار وطرح المبادرات الخلاقة في المجالات التي تنمي معارف الشباب وتسهم في تمكينهم من مهارات القرن الحادي والعشرين.

الإمارات نموذج يفضله الشباب العربي

 تظل دولة الإمارات العربية المتحدة، النموذج الملهم للشباب العربي، بما تمثله من تجربة تنموية ناجحة تستهدف تحقيق السعادة والرضا العام لكل من يعيش على أراضيها، وبما توفره من مظلة لتعايش ما يزيد على 200 جنسية فيها، بغض النظر عن الاختلافات فيما بينها فيما يتعلق بالثقافة والدين والعرق، وهذا ما يجعل منها المكان المفضل للعيش والإقامة لدى الشباب من الدول العربية ومختلف دول العالم. وهذا ما أكدته بوضوح نتائج «استطلاع أصداء بيرسون- مارستيلر لرأي الشباب العربي»، وذلك للعديد من الاعتبارات، فهي بلد الأمن والأمان والأكثر توفيراً لفرص العمل، كما تتمتع بنظام تعليمي متطور عالي الجودة، وتمثل بيئة مثالية للأعمال، وتمتلك اقتصاداً متنامياً، وتحتضن الأجانب بكل رحابة صدر، وتمتلك إرثاً ثقافياً فريداً.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"