عادي

المدينة الجامعية موئل العلم والثقافة والنور

22:53 مساء
قراءة 8 دقائق
1
1
1
1

الشارقة: «الخليج»

«شارقة العلم والثقافة»، مسمى يصادف مكانه، ويطابق شكلاً ومضموناً واقع الإمارة، ويشهد على مكانتها التعليمية الراقية، بفضل التوجيهات النيرة من صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، التي جاءت عام 1998، بتأسيس المدينة الجامعية في الشارقة، التي شيّدت بتصاميم معمارية إسلامية، على بعد 13 كيلومتراً من مركز مدينة الشارقة، وتضم تحت مظلتها أكثر من 40 ألف طالب وطالبة من المواطنين والمقيمين والوافدين من خارج الدولة، وأضحت من الأكبر والأرقى، مقارنة بما قد لا يماثلها بصورة متكاملة، من المؤسسات التعليمية المحيطة والخارجية، لاسيما مع اتساعها، واحتضانها أكثر من منارة علمية وهي جامعة الشارقة، والجامعة الأمريكية، والجامعة القاسمية، وكلية الأفق الجامعية، وأكاديمية العلوم الشرطية، ومعهد التدريب والدراسات القضائية، والمركز الإقليمي للتخطيط التربوي.    

 باستطلاع واقع حال الجامعات المنضوية تحت مظلة المدينة الجامعية، نجد بدءاً من جامعة الشارقة التي تأسست عام 1997 تحت رعاية صاحب السمو حاكم الشارقة، وهي جامعة عربية، وهيئة علمية مستقلة ذات شخصية اعتبارية لها الاستقلال المالي والإداري وتملكها حكومة الشارقة، وتقع ضمن المدينة الجامعية في الشارقة، ويتكون حرم الجامعة من مرافق فسيحة، تضم قاعات دراسية مجهزة بالوسائط المتعددة، ومختبرات علمية وبحثية متطورة، ومكتبات تزخر بمصادر المعلومات، وتقنية معلومات بأحدث ما توصلت إليه التكنولوجيا، ومختبرات حاسوب، ومسارح، وأندية، ومجمعين رياضيين كبيرين، ومراكز طلابية تحتوي مطاعم ومتاجر متنوعة، فضلاً عن مرافق أخرى، وسكن للطلاب وآخر للطالبات، وسكن لأعضاء الهيئة التدريسية، وتوفر الجامعة خدمة مواصلات مجانية للطلبة، من جميع مناطق سكنهم في الإمارة.

وتلتزم الجامعة منذ نشأتها بالتقاليد الإسلامية والعربية، وتتركز رؤيتها في احتواء الميزات الجوهرية التي تمتلكها الجامعات المرموقة عالمياً، وتضم 14 كلية تقدم أكثر من 109 برامج أكاديمية متنوعة في مستويات الدبلوم، والبكالوريوس، والماجستير، والدكتوراه، وتحتضن حالياً ما يقارب 16500 طالب وطالبة يتلقون العلم على يد 668 من أعضاء هيئة التدريس الذين يتمتعون بكفاءات علمية متنوعة وخبرات دولية مرموقة، علاوة على ارتباط الجامعة باتفاقيات تعاون وتحالفات استراتيجية طويلة الأمد مع 31 مؤسسة أكاديمية رائدة حول العالم، فيما تعد العربية هي لغة التدريس في كليات الشريعة والدراسات الإسلامية، القانون، الاتصال، والآداب والعلوم الإنسانية والاجتماعية، والإنجليزية هي لغة التدريس في كلية إدارة الأعمال، كلية الهندسة، كلية العلوم الصحية، كلية الفنون الجميلة والتصميم، كلية الطب، كلية الصيدلة، كلية طب الأسنان، وكلية العلوم، وأقسام: اللغة الإنجليزية وآدابها، والعلاقات الدولية في كلية الآداب والعلوم الإنسانية والاجتماعية، ويعد نظام الساعات المعتمدة الأساس التعليمي في الجامعة، ويتكون العام الجامعي من فصلين دراسيين هما الخريف والربيع، إضافة إلى برنامج صيفي اختياري، عدا كليتي الطب وطب الأسنان؛ حيث تأخذ كل من الكليتين النظام السنوي في تنفيذ برنامج بكالوريوس الطب والجراحة، وبرنامج بكالوريوس طب الأسنان، في حين أن الدراسة في كلية العلوم الصحية، وكلية الطب، وكلية الصيدلة، وكلية طب الأسنان، وكلية الفنون الجميلة والتصميم، مختلطة، عدا الدراسة في باقي الكليات فهي غير مختلطة.

وتوظف الجامعة أعضاء هيئة التدريس من جامعات مرموقة من مختلف أنحاء العالم، كما تستضيف عدداً كبيراً من الطلاب الدوليين، وترسل أيضاً طلابها إلى وجهات دولية مختلفة في برامج تدريب، وتقبل عدداً كبيراً من الزائرين الطلاب الدوليين، وتسعى جاهدة إلى الحفاظ على اتفاقات تعاون طويلة الأجل، وتحالفات استراتيجية مع مؤسسات أكاديمية عالية في جميع أنحاء العالم، فيما يتوفر فرع للجامعة في مدينة خورفكان. 

ويضم المجمع الطبي للجامعة، كليات الطب، وطب الأسنان، والصيدلة، والعلوم الصحية، ومختبرات البحوث الطبية، والمستشفى الجامعي، ومستشفى الأسنان، فيما تتبنى الجامعة مجموعة من القيم الجوهرية، التي تعبر عن هويتها، وتفردها، وتتمثل في الالتزام بالمسؤولية الأخلاقية والمدنية، في ضوء تعاليم الدين الإسلامي، والمثل الإنسانية العالمية، وتوفير بيئة تعليمية تُركّز على الطالب، وتتميز بالمعاصرة؛ وتشجع على التفكير الناقد، والاستقلال الفكري، وإتقان التقنيات المتقدمة، والالتزام بمعايير الجودة العالية، والتحسين المستمر لكل من التعليم والبحث والخدمات، وتشجيع الإبداع والابتكار؛ لتحقيق التميز الأكاديمي، وتلتزم الجامعة بتقديم خدماتها للمجتمع، ونقل المعرفة العملية، وتستند الجامعة على تقاليد إسلامية وعربية راسخة رسوخاً عميقاً، وتشجع على احترام الثقافات المتنوعة، انطلاقاً من مبدأ الانفتاح، والنزاهة والحرية الأكاديمية، وتشجع روح العمل الجماعي، والتسامح، بالقدوة الحسنة.

 الجامعة الأمريكية

وبتصميم معماري لافت، ومرافق تعليمية أكاديمية ورياضية مبهرة، أنشئت الجامعة الأمريكية عام 1997، بقرار من صاحب السمو حاكم الشارقة، لتكون هناك مؤسسة تعليمية رائدة في منطقة الخليج، مستقلة وغير ربحية للتعليم العالي المختلط، المرتكز على المحافظة على العادات والتقاليد العربية، وتعمل على تكريس التميز في التعلم والتعليم والبحث العلمي، وتعزز الجامعة الالتزام بالانفتاح الفكري، والسلوك الأخلاقي المنضبط، والمسؤولية الاجتماعية، والمدنية وفقاً للنموذج التعليمي العالي الأمريكي، فيما يتميز حرم الجامعة بالتعدد الثقافي، وتضم سكناً داخلياً لكل من الطلاب والطالبات، تم تجهيزه بجميع الخدمات التي يحتاجون إليها، وبمكرمة من سموه، خصص 550 مليون درهم للبحث العلمي فيها على مدى السنوات الخمس المقبلة، تأكيداً من سموه لأهمية ذلك.

 الجامعة القاسمية

ولأن الوسطية والسماحة هما المبدأ العام الذي يعتنقه الفكر الإسلامي، جاء القرار الحكيم من صاحب السمو حاكم الشارقة؛ بموجب مرسوم أميري أصدره برقم (2) لسنة 2013، بإنشاء جامعة إسلامية عربية في إمارة الشارقة، تُسمى «الجامعة القاسمية»، وافتتحت رسمياً عام 2015، في حرم جامعي صديق للبيئة، تم بناؤه بأحدث النظم وأعلى المعايير، يجمع بين جمال العمارة الإسلامية، وروعة التصميم والاستدامة، فيما تضم الجامعة نخبة متميزة من أعضاء الهيئتين الأكاديمية والإدارية، وتحتضن بين جنباتها طلاباً من أكثر من 79 دولة حول العالم، وتعمل على توفير مجموعة متنوعة من البرامج المعتمدة، تتوزع على خمس كليات؛ هي: كلية القرآن الكريم، كلية الشريعة والدراسات الإسلامية، كلية الآداب والعلوم الإنسانية، كلية الاتصال، وكلية الاقتصاد والإدارة، فضلاً عن توفيرها للطلبة مجموعة كاملة من الخدمات.  الأفق الجامعية

وعلى مساحة قدرها 40 فداناً أنشئت كلية الأفق في المدينة الجامعية، برعاية وتوجيهات صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، لتقدم برنامج إدارة الأعمال في الإمارة، وتوفر للطلاب مرافق تضمن أعلى مستويات سبل الراحة، وتتميز الكلية بتنوع جنسيات طلابها، وحرصت على تعيين محاضرين يحملون درجة الدكتوراه من دول أجنبية؛ لتوفير تعليم متميز، علاوة على عقد الجامعة اتفاقات مع جامعات وكليات في كندا، وبريطانيا، وأستراليا، والولايات المتحدة الأمريكية، وأيرلندا، والهند وباكستان؛ ليتسنى للطلاب المغتربين التحويل والانتقال من وإلى تلك الجامعات بسهولة ويسر، وتوفر الكلية بكالوريوس في إدارة الأعمال وفي السياحة والسفر، وإدارة الأعمال الدولية، وإدارة الأعمال في التسويق والتجزئة، وفي التمويل، وفي الإدارة العامة، بينما تشمل تخصصات إدارة الأعمال في الماجستير التسويق، والمالية، وإدارة الموارد البشرية، والقيادة والإدارة الاستراتيجية، والحوكمة الإلكترونية، إلى جانب مجموعة من المنح الدراسية التي توفرها الجامعة للطلاب المتفوقين والمتميزين وغير القادرين على تحمل عبء الدراسة مادياً.

 التقنية العليا

في عام 1997 للطالبات، وعام 1998 للطلاب، تأسست كليات التقنية العليا الحكومية، في المدينة الجامعية بالشارقة، لتلبية الاحتياجات التعليمية للطلبة المواطنين والمقيمين في الإمارة، وفي الإمارتين المجاورتين (عجمان وأم القيوين)، وتوفران برامج دراسية تخصصية تدمج بين الدراسة النظرية، والتدريب العملي وفق نهج التعلم بالممارسة المعمول به في كليات التقنية العليا؛ لإعداد الطلبة لحياة مهنية ناجحة، وتوفران تخصص إدارة الأعمال، وعلوم الكومبيوتر والمعلومات، والإعلام التطبيقي، والتربية، وتكنولوجيا الهندسة والعلوم الصحية، وينقسم الحرم الجامعي للكليات إلى قسمين، أحدهما للطلاب والآخر للطالبات، ويتوفر فيهما ما يلبي احتياجات الطلاب من الخدمات والمرافق وغيرها.

 أكاديمية علوم الفضاء

وفي استشراف للمستقبل، شهد عام 2015 إنشاء أكاديمية الشارقة لعلوم وتكنولوجيا الفضاء والفلك، بتوجيهات سديدة من صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، وهي هيئة علمية مستقلة غير ربحية، تعود ملكيتها لحكومة الإمارة، ولها استقلال مالي وإداري، وتتمتع بالشخصية الاعتبارية والأهلية القانونية اللازمة لتحقيق أهدافها ومباشرة اختصاصاتها، وتعد (العربية والإنجليزية) لغتي التعليم في الأكاديمية؛ تبعاً لما تقتضيه طبيعة البرامج والمساقات، في حين تعد الأكاديمية بمنزلة مركز أبحاث، ومركزاً ثقافياً وتعليمياً، وتجمع هواة علوم وتكنولوجيا الفضاء والفلك إلى جانب طلبة الجامعات، والبحوث والمدارس، وتضم مرصداً فريداً من نوعه في الإمارات والمنطقة، وقبة سماوية حديثة؛ تحتوي على 209 مقاعد، يمكنها عرض ما يزيد على 10 ملايين نجم ساطع، وتستخدم داخل القبة السماوية سبعة أجهزة عرض تعرض الشمس والقمر، والكواكب الخمسة التي ترى بالعين المجردة.

تجانس بين الثقافة والترفيه

في تجانس بين الثقافة والترفيه، جاء افتتاح حديقة العالم الإسلامي للزوار في المدينة الجامعية؛ حيث تبنى صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، الرئيس الأعلى للمدينة الجامعية هذا المشروع، لرؤية سموه الثاقبة بأهمية ارتباط الدين بالعلم، ورغبته في نسج أسماء علماء الأمة الإسلامية بحديقة إسلامية جوهرها التفكر، وهدفها تحسين التعليم، وتعزيز الوعي ضمن إطار التنمية المستدامة، والمحافظة على التقاليد الإسلامية والعربية. ووفقاً لرؤية سموه، ضمت الحديقة لوحات تحمل أسماء 16 عالماً من علماء مسلمين، ومخترعات إسلامية مع نبذة عن تاريخهم، وفترة انشغالهم بهذه العلوم، وتضم الحديقة مبنى تم تصميمه على الطراز الأندلسي للمقهى، والوجبات السريعة، وجلسات للعائلات، ودورات مياه، ومناطق لألعاب الأطفال خارجية، تقع الأولى منها على مساحة 1400 متر مربع محاطة بأرضية مطاطية والأخرى بأرضية رملية على مساحة 400 متر مربع، علاوة على اشتمال الحديقة على نافورتين للمياه بقطر 8 أمتار، وارتفاع للمياه يبلغ أقصاه المترين، إضافة إلى 3 أحواض زراعية ومساحات خضراء تفوق مساحتها مائة ألف متر مربع، إلى جانب ممر يبلغ طوله 1800 متر، فضلاً عن 36 عمود إنارة تجميلي، مزود ب3 مصابيح للإنارة، وتتخلل الحديقة 4 بوابات للدخول موزعة على أضلاعها الأربعة المستطيلة.

 قاعة المدينة الأكبر على مستوى الدولة

عام 2000 شيدت قاعة المدينة الجامعية في الجانب الغربي من المدينة الجامعية بالشارقة، وتعد الأكبر على مستوى الدولة؛ حيث تتسع لنحو 1799 شخصاً، وتبلغ مساحتها الإجمالية 4100 متر مربع، وتهدف إلى استيعاب الكم الهائل من الأنشطة الثقافية والعلمية، وتتمتع القاعة بالرقي والجمالية، وتعكس النموذج الحضاري في الأبنية التي تظلها المدينة الجامعية.

مستشفى الأسنان يضم 114 كرسياً

تم افتتاح مستشفى الأسنان الجامعي–بالشارقة في يونيو عام 2011 من قبل صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، رئيس جامعة الشارقة. تقع هذه المنشأة المكونة من 114 كرسياً في حرم العلوم الصحية والطبية في جامعة الشارقة. وتعتبر هذه المنشأة الذراع الأهم من المنهج الدراسي لكلية طب الأسنان؛ بحيث يوفر المستشفى نوعية عالية الجودة لتعليم طب الأسنان السريري من خلال تعدد التخصصات وشموليتها في علاج الأسنان. وإضافة إلى مساهمة المستشفى في تدريب طلبة البكالوريوس في طب الأسنان، يشارك مستشفى الأسنان الجامعي في تدريب حديثي التخرج من طلبة الامتياز والأطباء المقيمين من أجل إعدادهم لمستقبلهم الوظيفي في مجال طب الأسنان. هذا إضافة إلى دور المستشفى المهم في تعزيز البحوث الصحية التي يقوم بها أعضاء هيئة التدريس وطلاب السنة النهائية.  

  مستشفى الجامعة لمعظم التخصصات الطبية

جاء مستشفى الجامعة عام 2011 وافتتحه صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، ليشكل إضافة نوعية مهمة للخدمات الصحية في المدينة الجامعية والإمارة، ويشمل المستشفى معظم التخصصات الطبية مثل الأمراض الداخلية، والجراحة، وطب الأطفال، وأمراض النساء، وعلاج سرطان الثدي المتقدم، ويقدم الحلول الجراحية، بالتعاون مع العيادات الخارجية، والعيادات الطارئة، والمختبرات، والمسح الطبي الإشعاع، كما يتضمن أحدث وسائل الإشعاع، ويحتوي على مختبرات، وغرف العمليات والعناية المركزة، وغرف للمحاضرات، فيما ومنذ عام 2015 حصل المستشفى على اعتماد اللجنة الدولية المشتركة لاعتماد المستشفيات.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"