عادي

بدور القاسمي.. الابنة سـرّ أبيـهـا

23:52 مساء
قراءة 6 دقائق
1
1

الشارقة: ميرفت الخطيب
يقول المثل الشعبي إن الولد سرّ أبيه، وهذا ما ينطبق على ابنة صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، الشيخة بدور، والتي خاضت المجال العملي مباشرة بعد إتمامها لتخصصها الأكاديمي، حيث تحمل البكالوريوس في علم الآثار والأنثروبولوجي مع مرتبة الشرف من جامعة كامبريدج في المملكة المتحدة، ودرجة الماجستير في الأنثروبولوجيا الطبية من كلّية لندن الجامعية.
 منذ العام 2007 بدأت الشيخة بدور القاسمي، مسيرتها المهنية، والتي بدأت بالمجال الأقرب إلى قلبها، وهو القراءة كيف لا وهي ترعرعت في أسرة تعشق الكتاب، وتحترم الأدب والثقافة والعلوم، فهي ابنة الشارقة، عاصمة الثقافة وعاصمة الكتاب، فبدأت بتأليف القصص للأطفال مع ابنتها البكر مريم لتتعرف على ميول الأطفال وما يقربهم وما يبعدهم عن القصص، لتكتشف الثغرة في ضعف القصص الموجهة لهذه الشريحة على مستوى الوطن العربي، وافتقارها لعنصر التشويق والجذب.
دار عربية
كانت «كلمات» أول مشروع لها: دار عربية تأخذ على عاتقها تأليف وإنتاج القص للأطفال في إطار غير تقليدي يجذب الطفل ولا ينفر منه، وتهدف إلى الارتقاء بأدب الأطفال، فتنشر كتباً ترفيهية وثقافية عالية الجودة بهدف تحفيز الطفل على القراءة باللغة العربية.
الكتاب والقراءة
نجحت الشيخة بدور في تحمل الكثير من المسؤوليات ومن بينها إطلاق مكتب «الشارقة مدينة صديقة للطفل» بتكليف من والدها صاحب السمو حاكم الشارقة ودعم من والدتها سمو الشيخة جواهر بنت محمد القاسمي التي كانت تتابعها بعين الحرص والاهتمام والمثابرة وتحثها على العطاء وبذل الجهد في خدمة المجتمع، وفي العام 2011 تأسس المكتب، وبمرسوم أميري 2011 من حكومة الشارقة بأن تكون الشيخة بدور بنت سلطان القاسمي الرئيس التنفيذي لمكتب الشارقة للطفل، وطبعاً بدعم لا محدود من صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، وقرينته سمو الشيخة جواهر بنت محمد القاسمي، رئيسة المجلس الأعلى لشؤون الأسرة، وتولت الشيخة بدور منذ ذلك الحين وإلى يومنا هذا مهام هذا المكتب، وكان الهدف من هذا القرار، انضمام الشارقة إلى لائحة «المدن الصديقة للأطفال واليافعين» العالمية التابعة لمنظمة الأمم المتحدة للطفولة (اليونيسف) والذي تحقق عام 2017.
الجانب الإنساني
ورثت الشيخة بدور الجانب الإنساني في شخصيتها من أسرتها الكريمة وعلى رأسها صاحب السمو الشيخ سلطان وقرينته سمو الشيخة جواهر، فالقاصي والداني سمع بالمشاريع الإنسانية الكثيرة والمستمرة ليومنا هذا داخل وخارج الدولة، وقد يكون الأطفال هم نقطة ضعف الشيخة بدور إذا ما تابعنا أعمالها ومبادراتها معهم، فهي لا تشعر بالحرج من جلوسها مع الأطفال وقراءتها القصص لهم وهذا مشهد تكرر كثيراً في معارض الشارقة الدولي للكتاب، حيث كانت حريصة على الحضور وبشكل يومي بصحبة أولادها، الذين تشجعهم بدورها على المشاركة بالفعاليات، حتى إنها رسمت مفاهيم الأمل والتفاؤل والإيجابية للأطفال اللاجئين في المخيم الإماراتي الأردني في منطقة مريجيب الفهود؛ إذ قرأت معهم حكاية «بائع الأحلام»،.
وتزامناً مع إعلان صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة حفظه الله، 2017 عاماً للخير، وزعت مؤسسة كلمات خلال الزيارة 1000 كتاب على الأطفال اللاجئين في المخيم، ضمن برنامج «المكتبات المحتاجة» الذي تنفذه المؤسسة.
ثقافة بلا حدود
كما أطلقت مبادرة «اقرأوا لأطفال سوريا» في المخيم الإماراتي الأردني، بالشراكة ما بين المجلس الإماراتي لكتب اليافعين، وثقافة بلا حدود، والتي تضمنت افتتاح مكتبة للأطفال في المخيم الإماراتي الأردني، حملت اسم «القلب الكبير»، واحتوت على 3000 كتاب متنوع.
وتضمنت المبادرة في مراحلها اللاحقة توزيع مجموعة من الهدايا والألعاب على الأطفال اللاجئين السوريين المقيمين في المخيم، إضافة إلى تنفيذ العديد من الفعاليات المستمرة مثل الورش التدريبية حول القراءة، بمشاركة المدرّسين وأولياء أمور الأطفال المقيمين في المخيم الإماراتي الأردني.
وأما النقلة النوعية للشيخة بدور، فكانت تكليفها من قبل صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، برئاسة اللجنة المنظمة لملف الشارقة العاصمة العالمية للكتاب 2019، يومها قالت: «فخورون بحصول الشارقة على لقب العاصمة العالمية للكتاب، إذ يعد اللقب تتويجاً لمشروع كبير أرسى معالمه صاحب السمو حاكم الشارقة، طوال العقود الأربعة الماضية، وقاد فيه جهود مؤسسات وأفراد كبيرة، وضعت المعرفة والثقافة كهوية حضارية لإمارة الشارقة، فبات الكتاب في الشارقة سبيل المجتمع للارتقاء والنهوض والحوار، وجسر عبور لمختلف دول العالم».
الاتحاد الدولي للناشرين
وتوالت إنجازات ونجاحات الشيخة بدور بنت سلطان القاسمي في مسيرتها الرائدة لتنصب رئيساً للاتحاد الدولي للناشرين2021-2022، وتدين القاسمي لتجربة الشارقة الثقافية والتاريخية في هذا التنصيب، حيث شكلت منذ البدايات وجهةً لأبرز الأدباء والمثقفين العرب وحاضنة لطموحاتهم وتطلعاتهم وفعالياتهم فقد كان الكتاب بفضل حكمة وعمق رؤية صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة رفيقاً للإمارة في كل خطوة من مسيرتها وكانت المعرفة العنصر الرئيسي في كل معادلة في التنمية والتطور والتنوع والثقافة الاجتماعيّة وفي العلاقة مع المحيط والعالم.
وأضافت: «لقد ترعرعت في هذا المناخ وتشربته وبفضله تشكلت مفاهيمي وترسخت قناعاتي بأن صناعة الكتاب تقود بشكل أو بآخر كافة النشاطات الأخرى، بل وتشكل ضماناً لنجاحها واستدامة نتائجها كما أنها المدخل الأساس لتجاوز الكثير من أسباب الفقر والأميّة والصراعات والنزاعات وتراجع التنميّة».
جمعية الناشرين الإماراتيين
 حققت الشيخة بدور القاسمي خلال مسيرتها العديد من المنجزات ذات الأثر الكبير في مسيرة المعرفة الإماراتية، حيث أسست جمعية الناشرين الإماراتيين في العام 2009 والتي نالت بفضل جهودها العضوية الكاملة في الاتحاد الدولي للناشرين في العام 2012. ولعبت الشيخة بدور القاسمي دوراً بارزاً في تتويج الشارقة بلقب «العاصمة العالمية للكتاب 2019» لتكون الشارقة بذلك أول مدينة خليجية تنال هذا اللقب والثالثة في الوطن العربي ومنطقة الشرق الأوسط، حيث ترأست الشيخة بدور القاسمي اللجنة الاستشارية ومكتب الشارقة العاصمة العالمية للكتاب.
وخطت خطوات واسعة دعماً لحق الأطفال واليافعين في الحصول على منتج معرفي وإبداعي بجودة عالية ينهض بمستقبلهم ويلبي تطلعاتهم؛ إذ أطلقت عدداً من الحملات تحت مظلة مؤسسة كلمات لتمكين الأطفال بهدف توفير الكتب للاجئين والأطفال المتضررين من النزاعات والحروب حول العالم، وأسست مجموعة «كلمات» المعنيّة بنشر كتب الأطفال واليافعين باللغة العربية إضافة إلى تأسيسها للمجلس الإماراتي لكتب اليافعين - الفرع الوطني ل «المجلس الدولي لكتب اليافعين». وهي المؤسس والرئيس الفخري لجمعية الناشرين الإماراتيين، والتي حصلت في العام 2012 على عضوية كاملة في الاتحاد الدولي للناشرين. وفي أكتوبر من العام 2014، باتت أول امرأة عربية يتم انتخابها لعضوية اللجنة التنفيذية للاتحاد الدولي للناشرين. وهي المؤسس والرئيس الفخري للمجلس الإماراتي لكتب اليافعين، الفرع الوطني للمجلس الدولي لكتب اليافعين.
نجحت كلمات خلال السنوات الخمس الماضية، في الفوز بالعديد من الجوائز القيّمة، منها جائزة معرض بيروت للكتاب لسنتي 2009 و2010 على التوالي، وجائزة أفضل كتاب في الملتقى الدولي لثقافة الطفل الذي عقد في الرياض في عام 2011.
وتقديراً لمساهماتها في مجال الأدب العربي، حصلت الشيخة بدور على جائزة «شخصية العام» لمهرجان طيران الإمارات للآداب 2013، وجائزة «شخصية العام» لجائزة الشارقة للتميّز التربوي لعام 2013. وفي العام 2014، حصلت على جائزة المرأة العربية لفئة التعليم. كما تم اختيارها ضمن قائمة أقوى 200 سيدة عربية في قطاع الأعمال العائلية في العام 2014، حيث حلت في المركز 34 في قائمة مجلة فوربس - الشرق الأوسط، تقديراً لدورها في تأسيس وإدارة مجموعة كلمات. كما حصلت على جائزة شخصية العام في قطاع السياحة بالنسخة الأولى من هذه الفئة التي أطلقتها هيئة الإنماء التجاري والسياحي بالشارقة، وقدمتها للشيخة بدور خلال حفل تسليم جوائز الشارقة للتميّز السياحي 2013.
وفي العام 2018 فازت الشيخة بدور القاسمي بشخصية العام الثقافية لجائزة العويس للإبداع في دورتها ال 25 لما تتميز به من شخصية مميزة نهلت من فكر وعلم والدها صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة. ووقع الاختيار عليها، انطلاقاً من كونها شخصية بارزة ومتميزة في العديد من المجالات، خاصة في عالم الثقافة والنشر وأدب الأطفال.
مستقبل أمة
عن الرؤية التي وضعها صاحب السمو حاكم الشارقة، كتبت الشيخة بدور تحت عنوان «مستقبل أمة»: تنطلق إمارة الشارقة نحو المستقبل من رؤية بعيدة المدى رسخ أساسها صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، هذه الرؤية التي وضعت الإنسان في مقدمة أولوياتها وبدأت منذ خمسة وأربعين عاماً في النظر إلى الأطفال بوصفهم مستقبل الوطن، والجيل الذي تقع على يديه مسؤولية المحافظة على إنجازات الإمارة، فعملت الإمارة على بناء طاقات الأطفال ورعاية مواهبهم، وتزويدهم بالمعارف والأدوات لتنمية مهاراتهم وقدراتهم ليصبحوا قادة يرفعون صرح البنيان ويؤسسون للغد الأفضل.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"