عادي
تركت إرثاً فنياً راسخاً وبصمة إنسانية مؤثرة

70 لوحة للجزائرية باية محيي الدين في «علامات فارقة»

19:16 مساء
قراءة 3 دقائق
باية محيي الدين
باية محيي الدين
باية محيي الدين
باية محيي الدين

الشارقة - «الخليج»
افتتح الشيخ زايد بن سلطان بن خليفة آل نهيان، المعرض المنفرد لرائدة التشكيل الجزائري والعربي، الفنانة الجزائرية الراحلة باية محيي الدين، الذي تنظمه «الشارقة للمتاحف» ضمن سلسلة معارض «علامات فارقة» في دورتها الـ11، بحضور كل من الشيخة نوار القاسمي، مديرة مؤسسة الشارقة للفنون، والشيخة نورة المعلا، مديرة التعليم والأبحاث في المؤسسة، ومنال عطايا مدير عام هيئة الشارقة للمتاحف، وعائشة راشد ديماس، مديرة الشؤون التنفيذية، وناصر الدرمكي، مدير إدارة التخطيط والاستراتيجيات المتحفية بالهيئة.
ويوفر المعرض الذي يستمر حتى 31 يوليو/تموز المقبل، فرصة الاطلاع والوقوف على حياة الفنانة ومسيرتها التشكيلية، عبر ما يزيد على 70 عملاً فنياً إبداعياً، من بينها لوحات قدمتها في أول معرض أقيم لها في العاصمة الفرنسية باريس عام 1947.
وتتوزع لوحات باية على 16 قاعة في متحف الشارقة للفنون، وتستعرض اللوحات سيرة مكتوبة تتّبع مسيرة الفنانة منذ نشأتها وحتى وفاتها.
وتضم 14 قاعة أكثر من 70 لوحة إبداعية من بينها منحوتة واحدة من السيراميك، تتميز جميعها بألوان نابضة بالحياة، وأنماطها الزخرفيّة، ومفرداتها البصريّة الخلّابة، التي استمدت تفاصيلها من محيطها الثقافي والبيئي، مبتكرة عبر ذلك تركيبات خياليّة شبيهة بالأحلام، تهيمن عليها إلى حدٍ كبيرٍ الشخصيات النسائيّة، فيما تستعرض قاعة أخرى عبر الفيديو، لقاء جمع الفنانة باية مع المؤرخة الفنية سلوى مقدادي، عام 1993 في الجزائر.
منصة إشعاع فني
وفي هذا الصدد، قالت منال عطايا مدير عام هيئة الشارقة للمتاحف: «إن الاحتفاء بإبداعات الفنانة الجزائرية الراحلة باية محيي الدين في معرضٍ تنظمه هيئة الشارقة للمتاحف للمرة الأولى في المنطقة، جاء نظراً للإرث الفني الراسخ والبصمة المؤثرة اللذين تركتهما الفنانة ويؤكد تنظيم هذا المعرض بأن الشارقة لا تنسى من أثروا الحياة الإنسانية، وارتقوا بإحساس الشعوب، وساهموا في تنوير العقول ونضج الوعي، كما يؤكد أن تكريم الفنانين والمبدعين حق واجب وتقدير مستحق لهم ولعطائهم، الذي ساهم في صياغة العقل الإنساني الجمعي».
واستطردت عطايا «سيظل الفن مكوناً أساسياً ثرياً ومتنوعاً في الهوية الإنسانية لا ينضب معينه، فهو إحدى المواهب التي تفرد بها الإنسان، وتميز بها عن سائر المخلوقات، وبالتالي فإن استمرار الفن والإبداع وتواصل مسيرتهما يحتاج إلى رعاية دائمة لتورق أغصانه، وهو الأمر الذي أخذته هيئة الشارقة للمتاحف على عاتقها، وهي في هذا السياق تحتفي بإبداعات الفنانة الجزائرية الراحلة باية محيي الدين، كدأبها في تكريم المبدعين محلياً وعربياً».
وتمكن متحف الشارقة للفنون الذي بذل جهوداً كبيرة، من استعارة هذه اللوحات من مقتنين لأعمال الفنانة، وعدد من المؤسسات والجهات الفنية من داخل الدولة وخارجها، من بينها مؤسسة «جاليري ماخت»، وهي الجهة التي أقامت أول معرض منفرد للفنانة في باريس عام 1947.
كما قدمت كل من مؤسسة الشارقة للفنون، ومؤسسة بارجيل للفنون مجموعة من اللوحات، إضافة إلى مؤسسة رمزي وسعيدة دلول للفنون في لبنان، ومؤسسة كمال الأزعر في تونس، وعدد كبير من اللوحات قدمها جاليري المرسى للفنون في دبي وتونس، فضلاً عن لوحة قدمتها أسرة الفنانة باعتبارها اللوحة الأخيرة التي رسمتها قبل وفاتها.
*مؤسسة الفن البدائي
وتعد الفنانة الراحلة باية محيي الدين واحدة من أشهر الرسامين، والأغزر إنتاجاً؛ حيث امتدتْ مسيرتها المهنيّة على مدار ستة عقود، وأصبحت فنانةً محوريّةً في تشكيل الحداثة الفنيّة المتميّزة في شمال إفريقيا؛ حيث نجحت في تأسيس مدرسة جديدة في الفن التشكيلي الجزائري والعربي، هي مدرسة الفن البدائي.
ويعد المعرض الذي يستضيفه متحف الشارقة للفنون أول معرض منفرد في الوطن العربي (خارج الجزائر) يجمع أعمال الفنانة بهذا الحجم، تخليداً لذكراها، وتكريماً لدورها الكبير في إلهام العديد من الفنانين العرب والعالميين البارزين، أمثال بيكاسو، حيث حازت من خلاله لقب ملهمة بيكاسو، إضافة إلى الفنان جان دوبوفيه، وغيرهم.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"