عادي

طلال سالم:مواقع التواصل ملاذ الشعراء الشباب

01:16 صباحا
قراءة 3 دقائق
1


الشارقة: علاء الدين محمود
يثير الشاعر طلال سالم عدداً من المواضيع المهمة المتعلقة براهن الإبداع الأدبي، ويطرح أفكاراً من أجل الارتقاء بالنشاط الثقافي في الدولة.
وفي معرض توصيفه لراهن الحراك الشعري في الإمارات، ذكر سالم أنه يتطور بفضل الدعم الكبير من الدولة، فهناك كثير من الندوات والفعاليات التي تقام، غير أن المؤسسات الثقافية تهتم فقط بجيل الرواد، دون أن تبذل اهتماماً كافياً تجاه الأدباء والشعراء الجدد، الذين لديهم مشاكل وهموم تختلف بعض الشيء عن سابقيهم.
وأشار سالم إلى أن ذلك الأمر جعل الساحة الشعرية تفتقد للتواصل بين الأجيال، وأوضح أن كثيراً من الشعراء الشباب الذين ظهروا مع وسائل التواصل الاجتماعي، صاروا لا ينتمون للمؤسسات الثقافية، فقد استغنوا عنها بالعالم الافتراضي ومواقع التواصل المختلفة التي صارت ملاذهم الآمن، وأمام ذلك الواقع، فإن المطلوب هو أن تعيد المؤسسات الثقافية سياساتها ورؤاها بما يجسر العلاقة بين الأجيال المختلفة.
ولفت سالم، إلى ضرورة أن يتوقف الجيل القديم عن إلقاء اللوم على الشباب ووصفهم بأنهم غير مثقفين أو ضعيفين من ناحية التمكن من اللغة العربية الفصحى، وعليهم أن يتواصلوا مع الجيل الجديد بلغته، وأن يقنعوا الشباب بروعة الثقافة واللغة العربية؛ لأن معظم الجدد الآن يفضلون الثقافة السائدة التي تسيطر على العالم الافتراضي.
جهد أكبر
وأكد سالم أن وزارة الثقافة، ظلت تقوم بأدوار كبيرة في خدمة الفعل الإبداعي، لكنها مطالبة ببذل جهد أكبر جهة الرؤى والأفكار، وهي مدعوة كذلك إلى التواصل مع كل المثقفين، وليس بعضهم، كما أن الوزارة كانت في السابق هي الحاضن للمهرجانات والفعاليات الكبيرة، وطباعة أعمال الأدباء والمبدعين، وعليها أن تستأنف مثل تلك الأنشطة مجدداً، وأن تبلور فكراً ثقافياً جديداً، وتشرك المبدع في رسالتها ومشاريعها وأهدافها.
وفي سياق حديثه عن اتحاد كتاب وأدباء الإمارات، ذكر سالم، أن هنالك روحاً جديدة تنظم العمل فيه. فالمجموعة التي اختيرت مؤخراً لقيادة الاتحاد، أمامها مسؤولية كبيرة وكثير من التحديات، ومن الضروري دعمها ومساندتها في مهمتها حتى المرحلة المقبلة، وأشار إلى أن العمل في الاتحاد يشهد نشاطاً ملحوظاً وتغيراً كبيراً، وهو مطالب بالاستمرار على النسق نفسه حتى ينجح في تكليفه وعمله. 
علاقة جديدة
وحول النقد الأدبي، لفت سالم إلى أن تلك القضية بالغة التعقيد. فهناك ضرورة ملحة للنقد، فهو لا ينفصل عن الحراك الثقافي والإبداعي؛ بل هو أحد روافعه المهمة. ودعا سالم، النقاد إلى بذل مجهود أكبر عبر الالتقاء بالشعراء ومحاورتهم والنقاش معهم قبل أن يقدموا على نقد أعمالهم وإبداعاتهم، فلابد من علاقة مختلفة بين الناقد والأديب خارج الإطار التقليدي المعتاد. وقال: «إن الارتقاء بالنشاط الشعري والثقافي بصورة عامة، هو مسؤولية تكاملية تتطلب التعاون بين كافة الأطراف من مبدعين ونقاد ومؤسسات ثقافية».
وطالب سالم، الصحافة الثقافية بتطوير أدواتها من أجل البقاء، فالمؤسسة الناجحة هي تلك التي تستفيد من التطور التقني وتواكبه من أجل صناعة محتوى جاذب ورشيق. ولفت إلى أن معظم الصحف لديها نسخ إلكترونية، وصفحات على مواقع السوشيال ميديا، لكنها مطالبة ببذل جهد أكبر في هذا الجانب مثل استخدام تقنية الفيديو وغيرها من الأدوات التي تجعلها قادرة على الصمود في ظل المنافسة الشديدة، ووجود مواقع التواصل الاجتماعي المختلفة، وكذلك على الصحف أن تهتم بنشر الشعر والمواد الإبداعية إلى جانب الأخبار.
انحياز
وينعطف سالم بالحديث نحو أهمية مواقع التواصل الاجتماعي، فقد أكد أنه منحاز تماماً للتقنيات الجديدة، حيث صار بإمكان الشاعر أن يبث قصائده على «فيسبوك» و«تويتر» و«إنستجرام» وغيرها من المواقع، فيجد متابعة كبيرة من قبل القراء في مختلف أنحاء العالم، كما أن الشاعر يستفيد من التعليقات التفاعلية التي تشكل حالة نقدية تسهم في تطور الأدوات. وقال: «يجب على جميع المؤسسات الثقافية أن تواكب التطور الرقمي والتقني والاستجابة لروح العصر».
وحول واقع بث الفعاليات الشعرية عبر المنصات الإلكترونية، أكد سالم أهمية ذلك الأمر، خاصة في ظل جائحة كورونا، وأنه ظل يدعو المؤسسات الثقافية إلى إنشاء قنوات على «اليوتيوب»، فتلك أدوات وعوامل مساعدة للعمل. ولفت إلى أن الإلقاء الشعري المباشر هو الأصل وهو الأجمل، وقال: «لقاء الشاعر بجمهوره هو لحظة محتشدة بالجمال، فالمنصات ليست بديلاً للقاء المباشر».

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"