عادي

«بنت الخياطة».. سيرة من لحم الواقع

01:17 صباحا
قراءة دقيقتين
2404

الشارقة: علاء الدين محمود

تنتصر الكاتبة جمانة حداد في روايتها «بنت الخياطة» لقضية المرأة، وعرض فلسفتها الخاصة حول هذا الموضوع من خلال استعادة سيرة أجيال من النساء ينتمين لعائلة واحدة ولدن قبل أن تصبح «النسوية» قضية عالمية ذات شعارات وأدب، فالعمل يروي حكاية أربع نساء تميزت شخصياتهن بالقوة والحضور الطاغي، وتحلين بكل سمات وصفات القيادة، فقد عشن في زمن الحرب وتحملن الألم والقسوة والبؤس، واجتهدن في الالتفاف على الجوع والفقر والذل. وتسلط الرواية الضوء على أوجاع النساء العلنية وتلك المدفونة في اللاوعي، منذ بدايات القرن الماضي حتى الزمن الراهن.

الرواية تقع في 252 صفحة من الحجم الوسط، وتتكون من 4 فصول، وتميزت بحبكة سردية ودرامية متقنة منذ المستهل وحتى تصاعد الحدث الدرامي ثم الخاتمة. ولأن الكاتبة شاعرة في الأصل فقد استطاعت أن تفرض أسلوبيتها التعبيرية الشعرية المتألقة، مع فرادة في الوصف بصورة استطاعت معها أن تصنع مادة سردية شائقة ومثيرة.

الرواية وجدت صدى كبيراً وسط القراء في المواقع المتخصصة، ونالت لغة العمل الحظ الأوفر من التناول.

«رواية آسرة».. هكذا تحدث أحد القراء عن العمل، متناولاً المشاهد البصرية في العمل، وقال: «أشد ما لفت انتباهي هو تلك الصور المكثفة والحكايات المتناثرة، فقد برعت الكاتبة في صناعة نص محكم، وتوظيف لغة أدبية شاعرية، وكتابة تختلط فيها الألوان بالروائح». وتوقف عند الحمولة الفلسفية الواضحة في العمل، وقال: «هذه مرافعة فكرية حول قضية المرأة المعاصرة، باستدعاء موفق لقصص وحكايات نساء من الماضي، وقد استطاعت الكاتبة أن تسرب رؤيتها بهدوء شديد في ثنايا العمل بعيداً عن لغة الهتاف والتشنج».

«قصص واقعية».. ذلك هو الوصف الذي قدمته قارئة حول العمل وعوالمه المتعددة، وقالت: «رواية من لحم الواقع وعصب الذاكرة، فالكاتبة تقدم إضاءة حول استمرار معاناة المرأة في مجتمعها الشرقي، وتبرز نماذج حقيقية لنساء خرجن من رحم المعاناة، فالواقع أحياناً يكون أكثر قسوة من الخيال»، في ما تتناول قارئة أخرى الحبكة والتقنيات السردية المحكمة وتقول: «أبدعت المؤلفة في عملية التنقل بين الماضي والحاضر، واستطاعت أن تمرر ثقل الألم والقسوة عبر دفقات شعورية تلامس شغاف القلوب بسرد ذكي يجعل القارئ في حالة انتباه مستمر حتى لا تفوته أي شاردة أو واردة».

«ملحمة».. هكذا وصفت إحدى القارئات العمل، مشبهة إياه بالأعمال الكبيرة التي تتحدث عن أجيال متعاقبة، وتقول: «صوّرت الكاتبة الأحداث بشكل يفوق الخيال، وبكثير من التفاصيل التي تشد القارئ أكثر فأكثر، والتي ترسم في مخيّلته بشكل واضح، مدى الألم والمعاناة التي عانتها الشخصيات الرئيسية».

«نهاية مفتوحة»، هكذا وصف أحد القراء خاتمة الرواية التي جاءت معبرة عن سير الأحداث والبناء الدرامي، وقال: «من الطبيعي أن تلجأ الكاتبة إلى نهاية غير محددة، وكأنها أرادت أن تقول إن معاناة النساء لا تزال مستمرة».

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"