عادي

«عين حمورابي».. سرد ينقب في الذاكرة

23:14 مساء
قراءة دقيقتين
1605

الشارقة: «الخليج»

صنع عبد اللطيف ولد عبد الله، في روايته «عين حمورابي»، تفاصيل عمل سردي كتب ليقرأ بهدوء وتركيز وتمعن، إذ إنه استخدم أسلوباً مختلفاً ومربكاً ومتشعباً يجمع بين الواقع والمتخيل، ويحتاج إلى قارئ ذكي ليكتشف معانيه ويستمتع بجمالياته، فالرواية شائقة في كل أحداثها ومنعطفاتها، ورغم تشابك الخيوط إلا أن الكاتب نجح في الإمساك بها بإتقان شديد، فالسرد ينهض في بنائه الفني وتصاعده الدرامي على تلك الحكايات المتناثرة بحبكة دائرية، تعود في كل مرة إلى نقطة البداية.

تدور أحداث الرواية حول وحيد حمراس، الذي يعيش في ألمانيا، ويقرر الرجوع إلى بلده الجزائر مع بعثة ألمانية للتنقيب على بعض المواقع الأثرية، ولكن انتهى به الحال للبحث عن ذاته وذكرياته وتفاصيل حياته السابقة، لكن الكاتب لا يترك قارئ العمل ضحية للتيه، بل يترك له مفاتيح متناثرة في ثنايا النص مفسرة للوقائع والأحداث والمعنى الكامن وراء الحكايات.

الرواية وجدت صدى كبيراً في المواقع القرائية المتخصصة، حفل بالآراء المتباينة، لكن هناك شبه إجماع على جودتها وقيمتها الفنية.

«سرد ممتع»، هكذا تحدث أحد القراء وهو يتناول جوانب من جماليات العمل، ويقول: «رواية مشوقة ومثيرة بتفاصيل كثيرة، ورغم صعوبتها لكنها حافلة بالغرائبيات والطقوس، الأمر الذي وفر المتعة في العمل»، ويتناول آخر جوانب فنية وتقنية قادت إلى نجاح الرواية، ويقول: «تقوم الرواية في سردياتها وحوارياتها على التداعي الحر؛ أي فيض الذكريات التي يسردها بطل القصة أمام لجنة تحقيق، ليجد القارئ نفسه وقد دخل في تفاصيل رحلة بين الماضي والحاضر، وبين الحقيقة والخيال، والوعي واللاوعي».

«أسلوب مختلف»، هكذا وصف أحد القراء طريقة عمل الرواية، ويقول: «قصة جميلة، كتبت بذكاء شديد، وتعتمد على قارئ قادر على فتح مغاليقها، باعتبار أن الأسلوبية جديدة تماماً، حيث نجح الكاتب في الربط بين جميع الأحداث والحكايات»، في ما يشير قارئ آخر إلى أن المؤلف قد مارس لعبة سرد غامضة ومتقنة، ويقول: «اضطر الكاتب أن يوظف لغة فصيحة وبسيطة دون الإكثار من صناعة صور بلاغية ومجازية، لأنه استهدف أن يجنب القارئ مزيداً من التعقيد، خاصة أن العمل اعتمد على حبكة مركبة وشديدة الصعوبة».

«قلق ومخاوف»... ذلك وصف أطلقه قارئ في معرض تناوله لجوانب متعلقة بموضوع العمل، ويقول: «الرواية تحفل بالرؤى الفلسفية والفكرية، وتكثر من الأسئلة الوجودية، حيث إن بطل القصة يعيش في حالة من القلق الوجودي والمخاوف، نجح الكاتب في إيصاله للقارئ ببراعة، كما يحمل العمل نقداً للكثير من الممارسات والعادات والعيوب داخل بعض المجتمعات العربية»، وترى قارئة أن الرواية قد حفلت بالأفكار والمواضيع المتعددة، لكن المؤلف نجح في توظيف التقنيات التي تتناسب مع فكرة العمل، وتقول: «استطاع الكاتب أن يمرر العوالم الثقيلة في العمل من خلال الإثارة والتشويق في السرد، والفلاش باك، وقوة الوصف وجمالياته، وهي التقنيات التي جعلت القارئ كذلك يتابع الأحداث بشغف».

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"