عادي

«ماتيلدا».. الحزن ينام بين دفتي رواية

23:41 مساء
قراءة دقيقتين
2102

الشارقة: عثمان حسن

اتسعت مساحة قراء الرواية الشهيرة «ماتيلدا» للكاتبة الإنجليزية ماري شيلي (1797 1851) صاحبة رواية «فرانكشتاين». وتنتمي الروايتان إلى ما يعرف ب«الأدب القوطي» الذي يهتم بقضايا الانتحار والعزلة والجنون، غير أن ماتيلدا تنفرد بكونها تتميز بالعديد من خصائص أدب الخيال العلمي، وتعتبر من أكثر الروايات رواجاً، حيث أبدى جودوين والد ماري امتعاضه من الرواية، فقد وجد أن موضوعات الرواية حول الانتحار «كريهة ومثيرة للامتعاض»، وأعتقد أن «القراء سيتعذبون من لحظة إلى أخرى بسبب خوفهم من سقوط البطلة بين لحظة وأخرى»، وعلى نحو مثير للحزن لم تر الرواية النور في حياة ماري شيلي، التي جاهدت لاسترجاع المخطوطة من جودوين، وبعد موت زوجها الشاعر فقدت الاهتمام بالأمر، ربما بسبب اكتئابها أو حاجتها إلى نشر مادة جديدة لإعاشة نفسها وطفلها.

لم تسترجع «ماتيلدا» أبداً في أثناء حياة جودوين أو مؤلفتها ماري شيلي، إلى أن قامت باحثة إنجليزية باستخراج المخطوطة من أوراق كثيرة، ونشرتها عام 1953 وكتبت: «في هذه القصة كما في جميع كتابات ماري شيلي، هناك كثير مما يعتبر سيرة ذاتية، يصعب أن نجد كتاباً أكثر كشفاً عن الذات من هذه الرواية».

وتقول قارئة: «كان بإمكان ماري تحويل الرواية إلى شيء أفضل بكثير، وأتساءل: لم كتبتها وأرسلتها لوالدها، ليتأخر صدورها على هذا النحو». وتضيف: «ربما يكون ذلك طريقة تتبعها ماري لمحاولة فهم أسباب اختفاء والدتها، والعقلية الاستحواذية عند والدها، وربما كانت تريد استكشاف مديات الشعور بالوحدة والحزن، وبصرف النظر عن الحبكة فقد كتبت ماري شيلي قطعة أدبية غاية في الروعة، بمقاييس عصرها».

بدورها تقول قارئة أخرى: «يمكن اعتبار هذا العمل الإبداعي واقعياً؛ بل إنه يتقدم الحركة الرومانسية، ويُظهر قدراً من التعاطف مع العالم الطبيعي بوجه عام».

وتسلط قارئة أخرى الضوء على أسلوب الرواية بوصفها تقدم سيرة ذاتية تلقائية بشكل مفرط، وتقول: «بصفتي قارئة، فلا يسعني إلا أن أضعها ضمن هذا التصنيف فهي تتكئ على تفاصيل تجاربها الخاصة؛ بل لعلها تعيد نشر شخصيات خيالية في معظم أعمالها، وبالقدر ذاته شخصيات واقعية عرفتها الكاتبة، كما لو أنها مهووسة بهذه الشخصيات ما يشي بنوع من الغرابة».

«حقاً، تحفة روائية تشعرك بقوة الصدمة والإحساس والميلودراما»، وهذا رأي قارئة تؤكد جرعة القسوة في هذا العمل الذي يمثل حكاية أرستقراطية قوطية.

«كنت تصالحت مع العزلة واستغرقت فيها ولكن أحداً لم يملأ مكانها في وجداني»، وهذا استهلال مقتبس من الرواية لقارئة تعبر عن إعجابها بهذا العمل، حيث تعاطفت مع البطلة ماتيلدا؛ تلك الفتاة الرقيقة التي لا ذنب لها في أي شيء، ضحية العبث الواقع عليها.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"